محلل سياسي لـ "الفجر": المشهد باليمن غاية في التعقيد.. وهذه حسابات إيران بالمنطقة (حوار)

تقارير وحوارات

المُحلل السياسي بجنوب
المُحلل السياسي بجنوب اليمن "صلاح السقلدي"،

◄الأطماع والتدخلات الايرانية بالمنطقة بما فيها اليمن لاتخفى على أحد
◄ الأوضاع على كل الصُعد باليمن ليست على ما يرام
◄الجنوب قضية سياسية عادلة ولدت من رحم الحرب الظالمة
◄ الجنوب صار له مكانة سياسية وامنية واقتصادبة كبيرة بالداخل وبالأقليم
◄حل الأزمة اليمنية ليس مستحيلًا وان كان صعبًا

قال المُحلل السياسي بجنوب اليمن "صلاح السقلدي"، إن الأزمة اليمنية صحيح أنها معقدة ولكن إذا ما توافرت نوايا صادقة لحلها فستجد الحل بعيدًا عن المماطلة والتربيت على الاكتاف، وبعيدًا عن أنانية الدول العظمى بمجلس الأمن التي باتت تتلاعب بالازمة باليمن لحسابات سياسية واقتصادية على وقع  التنافس بينهم بالمنطقة.


وأضاف السقلدي في حوار خاص لـ "الفجر"، بأن الأطماع والتدخلات الايرانية بالمنطقة بما فيها اليمن لاتخفى على أحد، ولا تخفيها إيران ذاتها التي تجهر بذلك على رؤوس الأشهاد، والحال ينطبق على تركيا تماما، فالتدخلات إىران  ليست وليدة اليوم وان كان اليوم اكثر وضوحا فقد كانت منذ سنوات.

وإليكم نص الحوار..

◄حدثني حول الأوضاع باليمن بشكل عام؟.. وكيف ترى الحديث حول المشهد في ظل الظروف الحالية؟

الأوضاع على كل الصُعد ليست على ما يرام، وهذا نتاج متوقع لبلد تعصف به الزوابع الداخلية وتتخطفه الاطماع الإقليمية منذ سبع سنوات على الأقل، فاليمن كان يعاني أصلا تحديات وخلافات عميقة قبل هذه الحرب وتراكمت منذ عشرات السنين، وزادت حدتها مع حرب1994م التي أودت بالمشروع الوحدوي بين دولتي اليمن، زد على ذلك الصراعات الخطيرة التي تفاقمت غداة تلك الحرب، وما تلاها من حروب في شمال الشمال، وظلت الأمور تمضي من سيءٕ إلى اسوأ حتى بلغت ذروتها  عام 2011م.

أما رؤيتنا المشهد اليوم فهو غاية بالتعقيد بعد ان وصلت فكرة الحل العسكري وسحق الحوثيتين عسكريا إلى طريق مسدود بعد تخاذل الحكومة الشرعية التي يهيمن عليها جماعة الاخوان، والتي تتثاقل بحربها ضد الحوثيين بشكل مريب، وعطفا على هكذا حال، فالحل بشقيه العسكري السياسي مسدودًا حتى تتغير المعادلة على الأرض وتقوى الحكومة على هزيمة الحوثيين وكسر الشوكة الايرانية، وهذا لن يتأتى إلا بالنوايا الصادقة وحشد كل الطاقات من قبل كل القوى المناهضة مناهضة حقيقية للحوثيين.

◄ ما مدى التنسيق بين الاخوان ومليشيات الحوثي والتنظيمات الارهابية؟

التنسيق يتم بشكل شبه يوم سواء كان بقصد أو دون قصد، فيكفي أن نرى كيف تصرف الحكومة أو بالأصح تيار الاخوان واعلامها جنوبا، وتهاجم بشكل واضح القوى الجنوبية وقوات العميد طارق بالساحل الغربي لا لشيء إلا لأن هذه القوات لا تنضوي تحت عباءة الاخوان ولا تدين بمذهبهم الفكري، فلم يشفع لهذه القوات عند الاخوان قتالها الحوثيين وقديمها الآلاف من التضحيات.

◄ كيف ترى وضع القضية الجنوبية وتحركات المجلس الانتقالي خاصة زيارة رئيس المجلس الانتقالي للرياض؟

القضية الجنوبية خرجت من شرنقة المحلية ومن دائرة التعتيم والتشوية والاستبداد التي عانت منه منذ عام 94م بعد تفجر الثورة الجنوبية عام2007م غلى الفضاءات الدولية وصار معها الجنوب رقما يصعب تجاوزه بأية تسوية قادمة، فالجنوب قضية سياسية عادلة ولدت من رحم الحرب الظالمة التي استهدفت المشروع الوحدوي عام 94م وما تلى ذلك من عسف ومظالم واقصاء للجنوب  ورميه إلى الهامش،  فزيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عيدروس الزبيدي للرياض وقبل ذلك توقيع المجلس الانتقالي الجنوبي  اتفاق الرياض وغيرها من المكاسب تعني فيما تعنيه أن الجنوب اليوم بات لاعبا رئيسيا بالساحة الداخلية وعنصر توازن بالمنطقة ودعامة قوية للامن القومي العربي، وعطقا على ذلك نأمل ان تعي كل القوى اليمنية حقيقة وتضاريس الخارطة السياسية التي تشكل مرخرا، وتدرك ان فكرة الهيمنة قد أصبحت من الماضي.

◄عقد رئيس المجلس الانتقالي عدة لقاءات هامة وخاصة الدول الاعضاء بمجلس الامن الدولي.. ما دلالات هذة اللقاءات؟

هذه الزيارة تحمل دلالات كثيرة، منها أن الجنوب ممثلا بالمجلس الانتقالي قد صار له مكانة سياسية وامنية واقتصادبة كبيرة بالداخل وبالأقليم،وهذا الاخير يتطلع من هذه الزيارة أن تكون دافعا لتنفيذ اتفاق الرياض المتعثر، وبات للجنوب انياب  ومخالب، كما أن هذه الزيارة تعبر عن  مدى انفتاح على الجنوب بعد طول تجاهل.

◄ هل ترى عودة قريبا لاتفاق الرياض؟.. وماذا لو تم تنفيذ جميع بنوده؟

الاتفاق بالنسبة للجنوبيين محطة مرحلية ولا يعالج القضية القضية الجنوبية معالجة سياسية، ولكنه يظل مهما في المرحلة الحالية، لمعالجة الاوضاع المتردية بالمجالات المعيشية والأمنية، وينزع فتيل الخلافات التي ظلت متفجرة بين الانتقالي وسلطة الرئيس هادي، كما أن من شأن تنفيذ بنوده ان يعيد الثقة المتآكلة بين طرفيه، ويجعل التحالف يصب كل جهد باتجاه معركته الرئيسية، حرب الحوثيين وعودة الحكومة إلى صنعاء.

◄ ما هى الأهداف الايرانية والتركية من التدخلات باليمن؟

الأطماع والتدخلات الايرانية بالمنطقة بما فيها اليمن لاتخفى على احد، ولا تحفيها إيران ذاتها التي تجهر بذلك على رؤوس الأشهاد، والحال ينطبق على تركيا تماما، فالتدخلات لإىران  ليست وليدة اليوم وان كان اليوم اكثر وضوحا فقد كانت منذ سنوات، وستستمر ان ظل الحوثيون قوة وبقي خصومهم ممزقي الاوصال تفترسهم الخلافات،وستظل بالتالي تدخلان ايران قائمة،وتركيا لها اطماع لا تخطئها العين،باليمنبل وبالقرن الافريقي وشمال افريقيا وفي ليبيا تحديدا، وأطماعها تتعاظم يوم اثر يوم إلى ان يستعيد الأمن القومي قوته وعافيته كما كان ذات يوم.

◄كيف ترى الحل الامثل للازمة باليمن؟

حل الازمة اليمنية ليس مستحيلا وان كان صعبا، فمتى ما توافرت النوايا للقوى اليمنية وأعلت المصلحة الوطنية فوق الولاءلات الخارجية والحسابات السياسية  والايدلوجية المدمرة حينها ستبدأ اليمن بالتعافي، فأولى خطوات الحل تتمثل بوقف الحرب والشروع بتسوية سياسية شاملة، ولكن هذا لن يتحقق ما دام وبقيت المعادلة العسكرية على الارض مختلة لمصلحة طرف، فالحوثيون لن يجنحوا للسلم ما دام ظلوا يشعرون انهم الاقوى عسكريا ولم تتعرض قواتهم لهزيمة وانكسار ترغمهم على التوجه صوب طاولة التسوية السياسية والانصياع للعقل.

◄هل يمتلك الحوثي قرار للجلوس للمفاوضات بجدية لإنهاء الحرب باليمن؟

حسابات إيران بالمنطقة لا تنفصل ابدا عن الاوضاع بالدول التي تتدخل بها ومنها اليمن، فهي تتخذ من هذه الصراعات وسيلة مساومة بوجه خصومها الاقيليميبن والدوليين، وبالتالي لا يمكن للحوثيين أن يتخذوا قرارات مصيرية إلا بما تتسق مع المصالح الايرانية وتنال مواقفة ورضاء طهران. 

◄ برأيك كيف ترى تعامل المجتمع الدولي والامم المتحدة مع الأزمة اليمنية خاصة في ظل تحركات المبعوث الاممي والدولي للوصول للسلام باليمن؟

الأزمة اليمنية صحيح إنه ا معقدة ولكن إذا ما توافرت نوايا صادقة لحلها  فستجد الحل بعيدًا عن المماطلة والتربيت على الاكتاف،وبعيدا عن انانية الدول العظمى بمجلس الامن التي باتت تتلاعب بالازمة باليمن لحسابات سياسية واقتصادية على وقع  التنافس بينهم بالمنطقة، فالامم المتحدة ومجلس امنها اسيرة لهذه الدول، وهو الامر الذي اعطى للحوثيين فرصة لكسب الوقت واستثمار هذه الخلافات واطالة امد الحرب.

◄كيف ترى تصريحات جورج قرداحي.. خاصة بعد سحب العديد من الدول سفرائها من لبنان؟

لبنان الذي يعاني من متاعب داخلية وتنهشه الطائفية والمذهبية وتفترس اقتصاده هذه الآفات لم يكن ينقصه مزيدا من فتح أبواب الجحيم واقحامه بالصراع بالمنطقة كما فعل قرداحي، الذي بسبب تصريحاته الاخيره استنزف لبنان وقته وجهده في حرب اعلامية وخصومات مع الأشقاء، ونإمل مع كل ذلك، الخير والصلاح لهذا البلد الشقيق المتعب ولكل العرب من خليجهم إلى محيطهم.