وسط التوترات.. روسيا تهديد حال رفضت واشنطن و"الناتو" مقترحاتها الأمنية

عربي ودولي

نائب وزير الخارجية
نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو - أرشيفية

حذر نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر جروشكو، اليوم السبت، من أن روسيا ستضطر إلى اتخاذ إجراءات لإنشاء نظام من التهديدات المضادة إذا رفضت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" مقترحات موسكو الأمنية، كما أوردت شبكة سبوتنيك.


وقال الدبلوماسي في حديثه لوسائل إعلام روسية، اليوم السبت: "لقد أوضحنا أننا مستعدون لمناقشة سبل تحويل السيناريو العسكري أو سيناريو المساعدة العسكرية إلى عملية سياسية من شأنها أن تعزز الأمن العسكري لجميع الدول داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والفضاء الأوروبي الأطلسي وأوراسيا.".


وأضاف المسؤول: "وإذا لم ينجح ذلك، فقد أوضحنا لهم (الناتو) بالفعل أننا سننتقل إلى وضع التهديدات المضادة. ولكن بعد ذلك سيكون قد فات الأوان للتساؤل عن سبب اتخاذنا لمثل هذه القرارات، ولماذا قمنا بنشر مثل هذه الأنظمة.".


وأوضح " جروشكو": "لحظة الحقيقة أمامنا. بالفعل وصلنا إلى خط خطير. ومقترحاتنا تستهدف بالتحديد الابتعاد عن هذا الخط الخطير ونحو نوع من الحوار الطبيعي، وفي مقدمته المصالح الأمنية.".


كما قال نائب وزير الخارجية الروسي، إن روسيا ستعمل باستمرار لتحقيق رؤية من حلف شمال الأطلسي للأمن الأوروبي كما تراه موسكو، وكماتم توضيحه في مقترحات وزارة الخارجية: "سنكافح باستمرار وبشكل أساسي لتنفيذ رؤية حول كيفية بناء الأمن الأوروبي تمامًا كما صاغناه.".


وحذر المسؤول الروسي من أن الشعار الحالي لحلف الناتو - الشيء الوحيد الذي يربطه ببعضه البعض - هو فكرة التهديد الروسي من الشرق. هذا مفهوم خطير.".


ونشرت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، على موقعها على الإنترنت مسودتين لاتفاقيتين بشأن الضمانات الأمنية بين الاتحاد الروسي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو".

 

تفاصيل مقترحات روسيا الأمنية
وقد سلمت موسكو الدبلوماسيين الأمريكيين مقترحات مفصلة للأمن بين روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في 15 ديسمبر، مع تفاصيل الاتفاقات المقترحة المنشورة على موقع وزارة الخارجية على الإنترنت يوم أمس الجمعة. وأكد مسؤولو الولايات المتحدة والناتو أنهم يدرسون الوثائق.


وحسبما جاء بشبكة "فرانس 24"، عرضت روسيا، الجمعة، مقترحاتها للحد بشكل جذري من نفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في جوارها، وأبدت واشنطن استعدادها لمناقشة المقترحات بالتشاور مع الأوروبيين. 


ويأتي نشر هذه الوثائق على خلفية التشنجات المتعاظمة بين موسكو والدول الغربية بشأن أوكرانيا، التي يتهم الأمريكيون والأوروبيون روسيا بالتحضير لهجوم عسكري عليها.


وتعليقا على هذه المقتراحات، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنه "لا مفاوضات حول الأمن الأوروبي دون حلفائنا وشركائنا الأوروبيين". بدوره، قال مسؤول أمريكي كبير للصحافيين إن بلاده "مستعدة لمناقشة" هذه الوثائق حتى لو تضمنت "أمورا معينة يعرف الروس أنها غير مقبولة". مضيفا "إذا شن عدوان آخر على أوكرانيا، فسيكون له عواقب وخيمة، وسيكون مكلفا للغاية".


وينص الاقتراحان اللذان أطلق عليهما "معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الضمانات الأمنية" و"اتفاق حول تدابير لضمان أمن روسيا والدول الأعضاء" في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، على حظر أي توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في الجمهوريات السوفياتية السابقة.


ومن غير المعتاد أن يعرض دبلوماسيون علنا وثائق عمل كهذه حيث إن التكتم يسمح عموما بإعطاء هامش تحرك ضروري للمفاوضين. وفي هذا الشأن، قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف مقدما للصحافة إن هذه الوثائق التي سلمت هذا الأسبوع لمسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية "من الضروري تدوين الضمانات الأمنية لروسيا وأن تكون لها قوة القانون". كما اقترح بدء مفاوضات "اعتبار من السبت 18 ديسمبر"، وقال، إن موسكو عرضت على الأمريكيين عقدها في جنيف.