مي سمير تكتب: أنانية الدول الغنية فى التعامل مع "أوميكرون"

مقالات الرأي

مي سمير
مي سمير

بريطانيا وأمريكا والاتحاد الأوروبى أغلقت مطاراتها أمام مواطنى جنوب إفريقيا


شهدت جنوب إفريقيا فى ٢٠٢١ عامًا فاسدًا، نهب السياسيون الفاسدون أموال الإغاثة المخصصة لمواجهة فيروس كورونا، وأدت أعمال الشغب المميتة إلى مقتل أكثر من ٣٣٠ شخصًا، وتسبب انقطاع التيار الكهربائى فى إعاقة الاقتصاد، ومع ذلك فقد نال علماء جنوب إفريقيا الثناء بجدارة هذا العام.

لقد كان علماء الفيروسات وعلماء الأوبئة المحليون، الذين طوروا مهاراتهم خلال التصدى لفيروس نقص المناعة البشرية، هم الذين اكتشفوا المتغير الجديد لفيروس كورونا (أوميكرون)، فعندما ارتفعت الحالات بشكل غير متوقع، درسوا العينات، وقرروا أنهم أمام متغير جديد ومثير للقلق، والأهم من ذلك أنهم تبادلوا النتائج التى توصلوا إليها على الفور.

لا يمر عمل جيد بلا عقاب، بعد ساعات، أغلقت بريطانيا مطاراتها أمام الرحلات القادمة من جنوب إفريقيا وعدة دول أخرى فى الجزء الجنوبى من القارة الأفريقية، وسرعان ما حذت أمريكا والاتحاد الأوروبى حذوها، شعر العديد من مواطنى جنوب إفريقيا أنهم عوقبوا ظلمًا بسبب الأمانة العلمية لبلادهم وانفتاحها، ليس من الواضح على الإطلاق أن أوميكرون نشأ فى جنوب إفريقيا، ويشكو الجنوب أفريقيون من انتشاره بالفعل فى الدول الغنية التى عزلت المنطقة، علاوة على ذلك، قد يؤدى حظر السفر أيضا إلى إعاقة السباق لمعرفة المزيد عن أوميكرون من خلال إعاقة إمدادات الاكتشافات الجديدة اللازمة لدراسته.

يقول ديفيد موسلى، منسق الأحداث المستقل المقيم فى جنوب إفريقيا: «إنه أمر محير للعقل أن الناس فى المملكة المتحدة يمكن أن يتراكموا فى ملعب كرة قدم ممتلئ وفى الولايات المتحدة تسير الأمور بشكل طبيعى، ولكن بمجرد حدوث شيء ما على الأراضى الأفريقية، تدخل تلك البلدان فى دوامة هيستيرية».

ستؤدى قيود السفر الجديدة إلى إعاقة صناعة السياحة فى المنطقة، حيث كانت الفنادق والمحميات ومزارع النبيذ تستعد للشهور الأكثر ازدحاما خلال العام، خلال شهرى ديسمبر ويناير، يهرب ملايين السياح عادة من فصول الشتاء الشمالية لاحتساء شاردونيه فى مزارع الكروم حول كيب تاون، والتشمس على الشواطئ وتصوير الأسود والفيلة فى المتنزهات المفتوحة، تساهم السياحة بحوالى ٣٪ من الناتج المحلى الإجمالي لجنوب إفريقيا وأكثر من ذلك بكثير لبعض الدول الأخرى فى المنطقة، مثل ناميبيا (١١٪) وبوتسوانا (١٣٪).

حسب الإيكونوميست، تستحق جنوب إفريقيا أكثر من مجرد الثناء لأنها أبلغت العالم بسرعة عن المتغير الجديد، إذا تم تشجيع البلدان الأخرى على فعل الشيء نفسه مع المتغيرات المستقبلية، فيجب على الدول الغنية رفع حظر السفر بسرعة بمجرد أن تكون هذه الخطوة آمنة، وقد يكون من مصلحة الدول الغنية أن تذهب إلى أبعد من ذلك وتعوض جنوب إفريقيا على تعرضها لضربة اقتصادية فى الوقت الذى ساعدت فيه على تجنيب العالم الغنى قدرًا كبيرًا من الألم.