وزارة الثقافة تدشن استراتيجية مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي

السعودية

بوابة الفجر

برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، احتفلت وزارة الثقافة بختام مبادرة “عام الخط العربي” وتدشين استراتيجية مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، وذلك في حفلٍ أقيم مساء اليوم في المتحف الوطني في الرياض بحضور الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير منطقة المدينة المنورة، ونائب وزير الثقافة الأستاذ حامد بن محمد فايز، ومدير عام الجوازات الفريق سليمان بن عبدالعزيز اليحيى، إلى جانب جمع من الوزراء والسفراء والمسؤولين والشخصيات الثقافية وشركاء النجاح الذين كان لهم دور بارز في تفعيل المبادرة.

 

وألقى نائب وزير الثقافة كلمة في مستهل الحفل بالنيابة عن وزير الثقافة، نوّه فيها “بالدعم غير المحدود الذي تحظى به القطاعات الثقافية من القيادة الرشيدة وبحرصها الدائم على دعم وتعزيز الثقافة العربية بجميع جوانبها، وعنايتهما الخاصة برعاية الإرث الثقافي العربي”.

 

واستشهد بالمنجزات التي حققتها مبادرة عام الخط العربي على مدى عامي 2020 و2021 “التي تُوجت مؤخرًا بنجاح قيادة المملكة بالتعاون مع 15 دولة عربية في تسجيل “الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات” على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة “اليونسكو”، مؤكدًا بأن اختتام المبادرة اليوم “لا يعني أبدًا التوقف، فعلى عاتق بلادنا مسؤولية عظيمة ودائمة بوصفها مصدر الثقافة العربية”.

 

وأضاف بأنه بفضل الجهود المتكاملة والمقدرة مع جميع الشركاء، نفّذت المبادرة 57 مشروعًا وطنيًا مباشرًا و107 مشاريع فرعية تُظهر جمال الخط العربي وتعزز دوره في المجالات كافة.

 

وقال: “كلنا يدرك مكانة الخط العربي في تاريخ الحضارة العربية، فهو الناقل الأمين للثقافة، وأداة حفظها، فضلًا عن كونه فنًا جميلًا بأشكاله المتعددة وجمالياته اللافتة، وهو ما يؤكد ضرورة ابتكار وسائل عصرية تُسهم في تعزيز حضوره المتألق في حياتنا المعاصرة”، مقدمًا الشكر لكل من أسهم في نجاح هذه المبادرة من الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، ومن المنظومة الثقافية.

 

ودشن نائب وزير الثقافة في الحفل استراتيجية مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي “دار القلم” الهادفة إلى تحويل المركز إلى منصة عالمية للخط والخطاطين دوليًا، وتخدم الخط العربي بوصفه وسيلة تواصل عالمية عابرة للثقافات في مجال التراث والفنون والعمارة والتصميم، إلى جانب احتضان المواهب وتنمية المعارف في مجالات الخط العربي.

وحددت الاستراتيجية “رؤية” مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي (دار القلم)، في “الارتقاء بالخط العربي بصفته وسيلة تواصل عالمية عابرة للثقافات في مجال التراث والفنون والعمارة والتصميم، مع تعزيز مكانة المملكة وتأثيرها في حفظه وتطويره”.

 

فيما تمثلت رسالة المركز في “ترسيخ مكانة المركز مرجعًا عالميًا يُعنى بحماية إرث الخط العربي، وذلك باحتضان المواهب وتنمية المعارف، وتطوير الآفاق الإبداعية، وتشجيع المشاركة المجتمعية في مجال الخط العربي”.

 

كما حددت استراتيجية المركز التحديات الرئيسية التي يواجهها الخط العربي، وخرجت بخمسة محاور تتمثل في “المعرفة والتطوير”، و”تنمية المهارات”، و”المشاركة المجتمعية”، و”الأعمال والفرص”، و”الابتكار”، ويندرج تحت هذه المحاور عشرة برامج رئيسية بخطط تنفيذية ومعالم مفصلة، يسعى المركز من خلالها لأن يصبح منصة ترسيخ عالمية لدعم الخط العربي وفنونه المتعددة.

 

وتتمثل هذه البرامج في: وحدة البحث والأرشفة المتخصصة في محاور متعلقة بالخط العربي، ووحدة تطوير المعايير المتعلقة بالخط العربي، وبرنامج تعلم الخط العربي، ومِنح «دار القلم» للدراسات والأبحاث، ومتحف الخط العربي الدائم والمعارض المصاحبة والمتنقلة، وبرنامج الأنشطة المجتمعية ذات الصلة بالخط العربي، والجمعية الدولية للخط العربي، وملتقى ومقرّ أعمال «دار القلم» للخطّاطين في المدينة المنورة، وحاضنة للأعمال المرتبطة بالخط العربي، ووحدة الابتكار والتكنولوجيا في مجال الخط العربي.

 

وشهد الحفل تكريم الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات القطاع غير الربحي، التي أسهمت في إنجاح المبادرة، منها؛ وزارة الداخلية، ووزارة الرياضة، ووزارة الخارجية، ووزارة السياحة، ووزارة التعليم، ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، والهيئة العليا للفروسية، وهيئة الترفيه، وصندوق الاستثمارات العامة، ومؤسسة البريد السعودي “سُبل”، والمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، والجوازات، ودارة الملك عبدالعزيز، وشركة الاتصالات السعودية، وتطبيق جاهز، وشركة الرياض العالمية للأغذية (ماكدونالدز السعودية).

 

وألقى عميد الخطاطين بالسعودية ناصر الميمون كلمة الخطاطين في الحفل، قال فيها: إن الخط العربي يُمثل الركيزة الأولى للفنون الإسلامية، وهو تاج فنون الإسلام وتراثه، مشيرًا إلى أن انتشار الإسلام كان له الأثر الأكبر في تطور الخط العربي وتعدد أساليبه ونماذجه “حيث اختزل الخط العربي الجمال، لما يتميز به من دقة ومهارة، حتى تبوَّأ منزلة رفيعة بين فنون العالم أجمع”.

 

يذكر أن وزارة الثقافة كانت قد أطلقت مبادرة عام الخط العربي في العام 2020 ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة “أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030″، ومددتها لعامٍ إضافي، وذلك بهدف ترسيخ مكانة المملكة بوصفها الحامية للخط العربي والحاضنة له على مستوى العالم، وتضمنت المبادرة مشاريع ومبادرات عديدة أسهمت في تعزيز حضور الخط العربي في كثير من مفاصل الحياة المعاصرة.