في رسالة لكهنة الرعاية الاجتماعية..

البابا تواضروس: هدفنا أن نصل إلى كل إنسان محتاج لنسدد احتياجه

أقباط وكنائس

البابا تواضروس
البابا تواضروس

 عقد قداسة البابا تواضروس الثاني، اليوم الخميس، الاجتماع السنوي مع رابع مجموعة من كهنة الرعاية الاجتماعية وهم الإيبارشيات والقطاعات الرعوية في محافظات القاهرة بإجمالي 14 قطاعًا رعويًّا إلى جانب إيبارشية المعادي. 

وقدم وفد بنك SAIB عرضًا شرح خلاله بعض الموضوعات المالية مثل الشمول المالي ومشروعات التمويل العقاري لمحدودي ومتوسطي الدخل وغيرها من الموضوعات، بهدف استفادة خدمة الرعاية الاجتماعية من التسهيلات التي تقدمها الخدمات البنكية. 

وتحدث نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس قطاع مصر القديمة وأسقفية الخدمات عن جهود أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية في خدمة الرعاية الاجتماعية. وقدم القمص بيشوي شارل سكرتير خدمة الرعاية الاجتماعية عرضًا تحدث فيه عن مشروع "بنت الملك" الذي يهتم بتغطية احتياجات الفتيات وزواجهن مستقبلًا، وكذلك مشروع "علم ابنك" الذي يعتني بمجموعات دراسية مصغرة للطلبة لدعم المستوى الدراسي لهم. 

وكذلك مشروع "شنطة البركة" مشيرًا إلى أنه يعتني بآلاف الأسر، وكذلك مشروع مصاريف التعليم للمدارس خاصة أثناء الجائحة. وفي كلمته تناول قداسة البابا آيتين وقول آبائي، يحمل محتواها مبادئ هامة في رعاية المحتاجين، هي: أولًا: طوبى لمن يتعطف على المسكين (مز ٤٠: ١) وأشار قداسته إلى أن البعض أحيانًا ينسى هذا المعنى (التعطف على المسكين) وقال: يجب ألا ننسى أن "ربنا ساترها علينا كلنا" فيجب أن نستر أبناءنا في مجال الخدمة ونسدد احتياجهم، وهناك مثل عامي يقول: ربنا يكفيك شر الحاجة".

 وأضاف: "يجب ألا نرد مسكينًا ونشكر الله أن لدينا حاليًا جهات كنسية كثيرة مستعدة تخدم وتساعد هؤلاء".

 وتسائل: "أين يذهب المحتاج ولا سيما في ظروف المرض أو الوباء....إلخ.

" ثانيًا: "الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ" (يو ١٢: ٨): "والمقصود بها الفقر بمعناه الواسع، فهناك فقر في العلم، التصرف السليم، المشاعر، والتدبير... إلخ إلى جانب الفقر المادي، وحينما قال السيد المسيح هذه الآية كان يقصد أن نكون مسؤولين عنهم مسؤولية كاملة، ما أصعب الاحتياج يا إخوتي. ولا ننسى أن السيد المسيح ولد في أسرة فقيرة وفي مكان فقير".

 ثالثًا: "الفقراء هم حراس الملكوت" القديس يوحنا ذهبي الفم: لا ننسى أن الفقراء هم المعبر إلى السماء.

وتحدث قداسته أيضًا عن ثلاثة ملامح يجب أن يتحلى بهم خادم الرعاية الاجتماعية: 

1- كن راعيًا صالحًا: ارع الأسرة الكبيرة التي هي نطاق خدمتك، وكن رحيمًا، فالإنسان ضعف بطبعه، يحتاج للرحمة، كل عمل تقدمه لبشر سيكون لك بمثابة إكليلًا في السماء وجيد أن ترجع بيتك آخر اليوم سعيدًا بأنك استطعت أن تسدد احتياج إنسان.

 2- كن شريكًا في النجاح: وهنا أقصد منظومة خدمة الرعاية الاجتماعية في نطاق خدمتك، كن نشطًا في دعمها وشريكًا في نجاحها، وقاعدة البيانات من أهم أدوات نجاح هذه الخدمة. 

وأكد قداسته على أن لجنة البر في القاهرة تعمل بكل جدية وبنظام واهتمام بكل أحد وتسدد احتياجات كثيرة بقيادة نيافة الأنبا مكسيموس. وكذلك لجنة البر بالإسكندرية بقيادة نيافة الأنبا كيرلس. وألمح إلى أن العمل المنظم يحقق نتائج أفضل، ودلل بمعجزة إشباع الجموع التي طلب فيها السيد المسيح بتنظيم الخمسة آلاف شخص إلى فرق خمسين، خمسين. 

3- كن مبدعًا مفكرًا: أي تجديد الفكر لتزيد فاعلية الخدمة التي تقدمها لأولادك، توجد أفكار بسيطة ومبتكرة تصلح لمشروعات صغيرة تدر دخل من ناحية وتسدد احتياج المجتمع المحلي، فكر واختار ما هو مناسب من أفكار تفيد، بالتفكير والإبداع نخدم أولادنا. 

واختتم: "أذكركم بالاية لا تمنع الخير بالآية "لاَ تَمْنَعِ الْخَيْرَ عَنْ أَهْلِهِ، حِينَ يَكُونُ فِي طَاقَةِ يَدِكَ أَنْ تَفْعَلَهُ." (أم ٣: ٢٧)." حضر اللقاء من أحبار الكنيسة نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس والآباء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالقاهرة.