أحمد الطيب.. ناصر المرأة

العدد الأسبوعي

الإمام الدكتور أحمد
الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر

دافع عن وسطية الإسلام ورفض مفهوم الزوجة الثانية

 

رغم الصراعات التى يمر بها العالم الآن، لا يزال شيخ الأزهر الإمام الدكتور أحمد الطيب يسعى دون كلل إلى ترسيخ قيم السلام وثقافة التسامح والتعايش المشترك بين مختلف الأديان والمذاهب، حاملا على عاتقه رسالة الإسلام منذ توليه مشيخة الأزهر عام ٢٠١٠، لا يدخر جهدًا فى سبيل نشر الوسطية والاعتدال فى شتى بقاع العالم، رغم المتغيرات والظروف الصعبة التى مرت بها مصر والعالم خلال السنوات الأخيرة.

من أبرز مواقفه رفض الدعوة التى تبناها مجموعة من الأشخاص لتأسيس ما يسمى بـ«الديانة الإبراهيمية الجديدة»، حينها لم يكن هناك أى خيوط للدعوة الجديدة، ولم تكن قد خرجت للنور، لكن المعلومات الأولى وصلت للإمام قبل الإعلان عنها، هنا قرر أن يخطو خطوة استباقية معلنًا رفضها بفلسفته ومنطقه المعتاد، وانتهز الدكتور الطيب فرصة فعاليات احتفالية بيت العائلة المصرى ليعلن عن معلوماته بوجود أشخاص يدعون للديانة الإبراهيمية التى تجمع بين الإسلام والمسيحية واليهودية.

وبعد أن انتهى من استعراض معلوماته بشأن هذه الديانة الجديدة، أعلن رفضه لها متسائلًا: « هل كان المقصود من الدعوة تعاون المؤمنين بالأديان على ما بينها من مشتركات وقيم إنسانية نبيلة أو المقصود صناعة دين جديد لا لون له ولا طعم ولا رائحة؟، فتبدو فى ظاهر أمرها دعوة للاجتماع الإنسانى والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات وهى فى الحقيقة دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان والاختيار»، وقتها رأى «الطيب» أن الدعوة إلى توحيد الدين:»أقرب لأضغاث الأحلام منها لإدراك حقائق الأمور وطبائعها»، مضيفًا أن: «اجتماع الخلق على دين واحد أمر مستحيل فى العادة التى فطر الله الناس عليها».

محاولة أخرى من المتربصين بمنهج الأزهر الشريف والدكتور أحمد الطيب والذين ظنوا أن الرجل لن يبارك إشكالية تعدد الزوجات باعتبارها من المؤكدات فى السنة النبوية، لكن كان للإمام رأى آخر، حيث أصدر بيانًا شرح فيه مفهوم الزوجة الثانية معلنًا فيه رفضه القاطع لمثل هذه الأفعال قائلًا إن:»المسلم ليس حرًا فى الزواج من ثانية وثالثة ورابعة، والتعدد رخصة مقيدة بشروط، ومن يقولون إن الأصل فى الزواج هو التعدد مخطئون، والأصل فى القرآن الكريم هو قول الله تعالى «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحده، كما أن التعدد مشروط بالعدل ومحرم بغيابه، والعدل ليس متروكا للتجربة، وإنما بمجرد الخوف من الظلم أو الضرر يحرم التعدد، وأنا أرفض التعسف فى استعمال هذا الحق المقيد والخروج به عن مقاصده».

ويبدو أن شيخ الأزهر خصص عام ٢٠٢١ لإنصاف المرأة ودعمها والوقوف بجانبها فى بعض القضايا والإشكاليات التى كانت مسار جدل فى السنة النبوية والإسلام، فالعديد من شيوخ السلفية كانوا ينشرون سمومهم بأن المرأة حقوقها مختصرة، وهو ما كان يردده باستمرار ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، فعندما زاد التيار وبدأت تصريحات المدعو «برهامى» تنتشر وتتردد بين الأوساط، خرج الإمام الطيب معلنًا أن حقوق المرأة فى الإسلام مصونة بسياج ربانى، وأن هناك فارقًا كبيرًا بين الحقوق التى كفلها لها الإسلام فى ظل بيئة يشكل الدين فيها أساسًا لا يهتز فى بناء ثقافتها وأنماط حياتها، وبين حقوق صاغتها حضاراتٌ معاصرة وأعطتها للمرأة بعدما ضربت بأخلاق الدِّين ومشاعر الفطرة الإنسانية عرض الحائط.

أيضًا توترت علاقة الأزهر الشريف بدولة الفاتيكان خلال السنوات الماضية، حتى جاء عام ٢٠٢١ الذى رأى فيه الإمام الطيب أنه قد آن الأوان لتصحيحها لخلق مناخ منضبط يدعو للسلام بين كل الأديان فى العالم، حتى توجه الإمام بنفسه إلى الفاتيكان وعقد لقاءً خاصًا مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بعد أن شاركا حينها فى قمة قادة الأديان بشأن تغير المناخ تحت عنوان الإيمان والعلم فى إيطاليا.