الأزهرى: اتفق مع الخشت فى أن القرآن الكريم فوق التراث وليس منه

أخبار مصر

الخشت والأزهري
الخشت والأزهري

قال الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، إن الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة قيمة وطنية كبيرة وعقل فلسفى وعلمى نعتز به.

جاء ذلك خلال المحاضرة المشتركة التى شهدتها قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة تحت عنوان "الثوابت والمتغيرات فى الإسلام" وحاضر فيها الدكتور محمد الخشت، والدكتور أسامة الأزهرى.

وعلق الدكتور أسامة الأزهرى على محاضرة الدكتور الخشت، قائلا: أنا أحيى المحاضرة القيمة والثمينة من سعادة الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت لا سيما أن سيادته أشار إلى فرق مهم بين التاريخى واللاتاريخى، وأشار إشارة شديدة الأهمية إلى أن القرآن الكريم ليس تاريخيا، وهو ما يعنى أن القرآن ليس  نتاج ظروف التاريخ ولا ظروف زمن معين ولا ظروف مجتمع معين، بل هو متسام فوق الزمان والمكان لأنه كلام المولى جل جلاله.

وقال الأزهرى، إن الدكتور الخشت أشار إلى مجموعة ضوابط محكمة ومهمة فى فهم النص، كما أشار إلى دور المجتهد الجامع لأدوات الاجتهاد، وأشار إلى طريقة التفكير بما معناه أننا حينما نقرأ التراث فإننا نأخذ من العلماء ما صح من مناهجهم دون الوقوف عند مسائلهم لأن المسائل التى عالجوها مرتبطة بزمان وواقع وظروف وملابسات وشروط وأسباب وعلل تختلف فيها هذه الأمور، لكن منهجية التفكير القائمة على جمع الأدلة وفهم جهات الدلالة واتقان قواعد العلوم وفهم الواقع، وهذه فوق المسائل المتغيرة، وهى التى تمكننا من إدراك جهات التغير وإعطاء كل ظرف حكمه اللائق.

وأوضح الأزهرى، أن الدكتور الخشت أشار إلى أن التراث نستطيع أن نصوغ فيه قاعدة وهى أن التراث لا يترك بأكمله، ولا يقبل بأكمله، ولا ينتقى منه انتقاء عشوائيًا، لكن ينتقى منه انتقاء واع، والانتقاء الواعى أهم قاعدة فيه أننا حينما نقرأ تراث علمائنا الأجلاء فى فهم الشريعة نقف عند ما صح من مناهجهم دون الوقوف عند مسائلهم.

واتفق الأزهرى مع الدكتور الخشت فى أن القرآن الكريم فوق التراث وليس من التراث، وهو المولد للعلوم التى يمكن أن تسمى تراثًا حسب تفاوت أفهام المجتهدين فيها.

وعلق الدكتور أسامة الأزهرى، على النقاش الذى تم بين الدكتور محمد الخشت وبين فضيلة الإمام الأكبر يناير 2020 فى مؤتمر تجديد الفكر الإسلامى، قائلا أنا حريص أن أعلق على هذا النقاش، وثقتى لا حدود لها أن الطرفين يكنان التقدير والاحترام اللا محدود لبعضهما، وطالما وجد هذا التقدير والاحترام فلينطلق الحوار دون سقف ولن تضيق به الصدور، وليس هناك أدنى حرج على فتح باب الحوار على مصراعيه دون سقف.

وفى نهاية تعقيبه على كلمة الدكتور الخشت، عبر الدكتور أسامة الأزهرى، عن سعادته اللامحدودة بلقائه بطلاب جامعة القاهرة وأساتذتها، مقترحًا بأن تنظم الجامعة صالونا ثقافيا فكريا دائما، كل نصف شهر أو كل شهر يجتمع فيه المفكرون والعلماء والأدباء والرموز.