سبيل أم محمد علي الصغير

مبنى ذو تاريخ.. سبيل "أم محمد علي الصغير" برمسيس من البناء للاحتراق (صور)

أخبار مصر

واجهة سبيل أم محمد
واجهة سبيل أم محمد علي الصغير

تُعد الآثار الإسلامية في مصر كنز باق على مر الزمان، وتمثل واجهة حضارية مشرفة باقية خلال الأعوام المديدة القادمة، وتنوع ميراث مصر من تلك الحضارة متمثلًا في أبينة متنوعة تركتها عصور عدة كان أبرزها مباني عصر أسرة محمد علي باشا. 

والتقطت كاميرا “بوابة الفجر” الإلكترونية صورًا لواحد من أبرز تلك الآثار هو سبيل أم محمد علي الصغير، الواقع في ميدان رمسيس خلف جامع الفتح، والذي كان قد تعرض لحريق في صبيحة يوم الثلاثاء الخامس من يونيو عام 2018م. 

ومحمد علي الصغير هو ابن محمد علي باشا الكبير، الذي تولى حكم مصر عام 1805م وشهدت مصر في عهده نهضة عسكرية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة بعد أن خرجت من حقبة التدهور العثماني. 

وفي عام 1867م، أمرت بإنشاء السبيل السيدة زيبا خديجة قادين إحدى مستولدات محمد علي باشا، كصدقة جارية علي روح ابنها محمد علي الصغير المولود في عام ١٨٣٣م، والمتوفي عام 1861م، وقد بلغت جملة زوجات ومستولدات محمد علي باشا، زوجتان و27 مستولدة، والزوجتان هما أمينة هانم، وماه دوران هانم أو قمش قادين، وذكرت المصادر لنا اسم 11 مستولدة منهن زيبا قادين أو أم محمد علي الصغير، ولم تحفظ أسماء الباقيات.   

والسبيل عبارة  مبنى من طابقين على شكل نصف دائرة، الواجهة الرئيسية له تقع تطل على شارع الجمهورية بها ثلاث دخلات رأسية في أولها فتحة باب ذات مصراع خشبي واحد تزينه زخارف نباتية وهندسية مذهبة يعلوه عتب مستقيم مزخرف بحنايا مقرنصة فوقها جامة دائرية معدنية يليها بروز حجري على هيئة نصف دائرة، وعلى جانبي هذا المدخل جامتان دائريتان من الجص المحلي بزخارف نباتية.

نجد كما كانت العادة في بناء جامع أبيه في القلعة، استخدام الرخام الأبيض في واجهة السبيل الملئ بالزخارف الهندسية، وبالواجهة لوحتين كبيرتين من النحاس تسجلان تاريخ السبيل، وفي الجانب الأيمن من الباب الرئيسي للسبيل، يوجد ممر يصل إلى داخله، يعلوه شريط كتابي نصه: "يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا".

وفي الطابق الثاني كان يوجد كُتاب ورفرف خشبي يرتكز على أربعة عقود نصف دائرية تحملها أربعة أعمدة خشبية تمثل واجهة شرفة من خشب الخرط في أسفلها شريط كتابي به آيات قرآنية مختلفة.

وقد تعرض السبيل الواقع في منطقة رمسيس تقاطع شارع الجمهورية وشارع كلوت بك بجوار مقهى سطوحي، لفقدان جزء من سقف الكتاب الخشبي، إثر حريق وقع فيه يوم الثلاثاء 5 يونيو 2018، حيث اخترق جزء من السقف الخشبي للجناح الأيمن لمبني الكتاب الموجود بالدور العلوي للسبيل، بسبب حريق في مبنى مجاور، وقد تمت السيطرة على الحريق واخماده فورًا، وشكلت وزارة الآثار لجنة لمتابعة الموقف.

وعن سبب الحريق، فقد اتهم سكان عقار مجاور للسبيل التابع ملكيته للأوقاف، أن مخزن للأدوات الصناعية، المؤجر من الأوقاف، المصدر الأول للشرر، الذي تصاعد في سرعة والتهم الأجزاء الخشبية من الجدران، وتسبب في وقوع سقف السبيل، وتصدع المنزل.

IMG_0415
IMG_0415
IMG_0416
IMG_0416

108
108
107
107