أكاديمي بجامعة عدن يكشف ما وراء الدعم اللا محدود الذي تقدمه إيران للحوثيين ذراعها العسكري باليمن

تقارير وحوارات

الأكايمي اليمني الدكتور
الأكايمي اليمني الدكتور صالح طاهر

قال الدكتور صالح طاهر سعيد أستاذ الفلسفة السياسية المساعد كلية الآداب بجامعة عدن إن الدوائر المنغمسة في الصراعات التي يشهدها العالم العربي عمومًا، والصراعات الدائرة داخل كل دولة عربية تتوزع بصورة خاصة بين مجموعة من الدوائر منها الدائرة الدولية، الدائرة الإقليمية التي تشمل دول الجوار الإقليمي للعالم العربي (إيران، إسرائيل، تركيا، وتنظم إليهم إثيوبيا)، والوطن العربي بكامل دوله الوطنية ساحة للصراع والتنافس بين المشمولين في هذه الدوائر.


وأضاف "صالح" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، بأن إيران أقامت تحالفاتها على أساس مذهبي مع الاقليات الشيعية الموجودة في كل أرجاء الوطن العربي، وتعمل على تحويل ولائهم من الولاء لأوطانهم إلى الولاء للمذهب ومن ثم لولاية الفقية ومركزها في إيران، وعلى قاعدة هذه التحالفات صاغت إيران استراتيجيتها في بناء أذرعها العسكرية حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله في اليمن، وجميعهم يعملون بغلاف مذهبي ديني وانفصال تام على انتمائهم وولائهم الوطني، ويعلنون صراحة عن ولائهم لولاية الفقيه في إيران.

وأشار بأن عمل نظرة تأمل وتمعن في جغرافية التحالفات الإيرانية وانتشار أذرعها العسكرية نجد أنها تركزت على البوابات الثلاث للوطن العربي: البوابة الشرقية (العراق)، وهي بوابة الدخول والتوغل الإيراني إلى المنطقة العربية، البوابة الشمالية (لبنان)، وهي بوابة ونافذة العالم العربي إلى البحر الأبيض المتوسط، ثم البوابة الجنوبية للوطن العربي (اليمن) بما تمتلكه من ميزات إستراتيجية، جوارها لأكبر منطقة مصالح حيوية في العالم، موقعها المتميز المسيطر على خطوط الملاحة الدولية في بحر العرب والبحر الأحمر، وخطوط الاتصال مع بلدان القرن الأفريقي والمحيط الهندي.

وكشف بأنه على هذا النحو تتكشف الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة العربية، ورسمت الفضاء الذي تتحرك فيه ثم شرعت في بناء أذرعها السياسية والعسكرية؛ لتبدأ بحربها العبثية ضد الشعوب العربية أولًا، وفي استخدام هذه الأذرع بالانطلاق من الأرض العربية للأضرار أو التهديد بالإضرار بالمصالح الدولية في العالم العربي لتحقيق أهداف تتطلبها المصالح الإيرانية، ولا يتردد القادة الإيرانيون حين يعلنون صراحة أن كثير من المناطق العربية أصبحت تحت نفوذهم؛ بل يعلنونها مناطق إيرانية مثل العراق، لبنان، اليمن، وغيرها، أنهم يحلمون في انبعاث الامبراطورية الفارسية من جديد، ويخوضون حروبهم ضد شعوب الأمة العربية لاخضاعها للنفوذ الإيراني واستخدام الأرض العربية منصة لإطلاق تهديداتهم ضد المصالح الدولية لخدمة المصالح الإيرانية.

وأكد بأنه في هذا الفضاء الذي رسموه لتحركاتهم في المنطقة العربية يرتكبون الجرائم التي لا حصر لها في العديد من الدول العربية وأبرزها اليمن التي ظهرت فيها الحركة الحوثية ليس بوصفهم نبتة الداخل اليمني ولا يعبرون عن مصالح اليمن والمصالح العربية، أنهم امتداد للتدخل الإيراني في الشأن العربي، وتكشف هذه الحقيقة عن نفسها في طبيعة الحرب التي يخوضونها حيث بدأوا من صعدة واسقطوا العاصمة صنعاء وعزلوا الرئيس وحكومته ثم طوروا هجومهم ليفرضوا سيطرتهم على معظم أراضي اليمن الشمالية، وتوجهوا بعدها إلى أراضي الجنوب الذي اصطدموا بمقاومته المسلحة المتماسكة وبدعم التحالف العربي تم أول انكسار للمدد الفارسي الإيراني في البوابة الجنوبية للوطن العربي.

وأختتم حديثه بأن الدعم اللا محدود الذي تقدمه إيران للحوثيين ذراعها العسكري في اليمن بالتوازي مع الدعم القوي الذي تقدمه للحشد الشعبي في العراق ليس فقط من أجل وضع هذين البلدين تحت نفوذها فحسب بل تهدف من خلالهما تطويق المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي والسيطرة على مخزون الثروة في هذه البلدان، وعلى المقدسات الإسلامية، وعلى مضايق هرمز وباب المندب والتهديد الجدي للأمن القومي العربي واستخدام كل ذلك للضغط على المصالح الدولية لترجيح كفة المصالح الإيرانية، هذه الاستراتيجية العدائية التي تتبناها إيران ضد الأمة العربية ودولها الوطنية تستوجب اتخاذ استراتيجية عربية موحدة للدفاع عن المصالح العربية لضمان أمن المنطقة العربية واستقرارها.