بعد قرار "الأوقاف".. الرابحون من إزالة صناديق تبرعات المساجد

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تسبب قرار وزارة الأوقاف بإزالة صناديق التبرعات من المساجد، فى حالة من الجدل بالشارع المصرى، حول دوافع القرار وطريقة التبرع للمساجد مستقبلًا، حيث جاء القرار بحظر جمع تبرعات أو مساعدات نقدية أو وضع صناديق للتبرعات بالمساجد، أما فيما يتعلق بصناديق النذور، فأوضح وزير الأوقاف أنه ربما يتم الاتفاق مستقبلًا مع الطرق الصوفية، أو وضع تصور مماثل لما جرى مع صناديق التبرعات غير الرسمية بالمساجد.

يأتى القرار تماشيًا مع توجهات الدولة فى تحقيق الشفافية المالية وتنظيم عمليات التبرعات العينية والنقدية، وزيادة دعم عمليات الدفع غير النقدية، ووضع إطار حاكم ومنظم لجميع التعاملات المالية، وتنظيم صناديق التبرعات وآلية التبرع، خاصة فى ظل وجود مشكلات وتجاوزات سواء فيما يخص المساجد أو مجالس إداراتها.

الأوقاف حددت أن تكون التبرعات عن طريق حساب مصرفى خاص بمجلس إدارة كل مسجد باسم صندوق عمارة المساجد، وبالتالى يتم تعزيز المدفوعات غير النقدية والسيطرة على أى تجاوزات وضمان دخول تلك المدفوعات فى منظومة الدولة المالية مع عدم الإخلال بالمجال المخصص لها.

 

لا يوجد قرار فى الدولة إلا وله مستغلون يتربحون من ورائه، ونتيجه لهذا القرار استغل البعض منع الصناديق من المساجد وعدم اعتياد سكان المناطق الشعبية والأرياف على التعامل مع البنوك للربح منهم بأساليب مختلفة، وبدأ أصحاب الجمعيات الشرعية التى يسيطر على أغلبها من ينتمون للفكر السلفى، فى تكثيف جهودهم للإعلان عن مساعدة اليتيمات فى تكاليف الزواج وكفالة الأطفال، معلنة عن قبولها التبرع بأجهزة كهربائية، وتبرعات عينية للأيتام والفقراء بجانب احتفاظهم بالصناديق وعدم تطبيق قرار الأوقاف.

كما لاحظنا وجود صندوق أمام مؤسسة «الوعى الإسلامى» بعزبة الريس القاهرة، والتى تضم مسجدًا ومجموعة عيادات وجمعية شرعية، وبسؤال أحد العمال بالجمعية الشرعية أكد أن شهر ديسمبر شهد تضاعف التبرعات التى وردت للجمعية بسبب عدم وجود صناديق للمساجد بالمنطقة، وبدأ الناس يتساءلون عن بديل، فوزعت الجمعية ورقًا تطلب المساعدات ليتجه لها عدد كبير وتتضاعف التبرعات مقارنة بالشهور الماضية.

لم تكن «الوعى الإسلامى» وحدها هى من تحتفظ بالصناديق وتتوافد لديها التبرعات المادية والعينية خلال الشهر الماضى، ففى منطقة المرج تحدثنا مع أحد عمال جمعية «التقوى» الذى أكد أن المسجد مازال يستقبل تبرعات سواء مادية أوعينية بل أن العينية فاقت المادية خوفًا من إغلاق المسجد.

 

تحول دور محفظات القرآن داخل المساجد إلى مروجات لعمل الخير وإعانة الفقراء، فبعد كل «حلقة» تحرصن على حث الحاضرين على مساعدة العاملات أو جمع التبرعات فى «كيس» لمنحه لمسئول المسجد بعد إزالة الصناديق.

داخل مسجد «الرحمة» بالأميرية جمعت المحفظة مبلغًا ماليًا لصالح زوجة تربى أيتامًا كانت تتقاضى مبلغًا شهريًا من المسجد تم وقفه بعد إزالة الصندوق، وطلبت من الموجودين التبرع بأى مبلغ أو بأشياء عينية للمسجد حتى لا يتعرض للمساءلة من الوزارة.

كما لجأ عمال المساجد لساحاتها عقب صلاة الجمعة للتنظيف، فقام عامل مسجد «الرحمن» ببطن الجبل بالقليوبية بالوقوف على سلالم المسجد ومسحه لتعطيل المارين ليضطروا للتبرع له، وافترش عمال مسجد «أبو الهنا» بالقليوبية ساحة المسجد لجمع الأموال عقب الصلاة حتى يستطيعوا تغطية نفقات المسجد.

 

ومن داخل «سوق الخميس» بالمطرية -إحدى الأسواق الشعبية- ظهر صندوق أحد المساجد متجولًا لجمع تبرعات الفقراء والأيتام، وتفاعل معه عدد كبير من مرتادى السوق، وعرف حامل الصندوق نفسه بأنه أحد عمال المساجد التى لم يعد بها تبرعات، وطلب من المواطنين التبرع كبديل للمسجد لمساعدة الفقراء التى يتبناها المسجد.

وبسوق «الفشن» ببنى سويف، قامت عاملة مسجد بالمنطقة بالتجول بصندوق لصالح المسجد، لتروج أن العمال بحاجة للمال لمساعدة المسجد بعد منع التبرعات لهم، وتبرع لها أغلب