"الأم بتصرخ صحولي واحد فيهم".."الفجر" تحاور جيران 4 أطفال ماتوا حرقًا في فيصل (فيديو وصور)

حوادث

جيران الأطفال ضحايا
جيران الأطفال ضحايا حريق شقة

“دخان كثيف يخنق كل من يقترب منه، ونار مشتعلة تأكل كل ما يوجد أمامها، وصراخ وأنّات أطفال تستغيث من جمر النار الذي يأكل أجسادهم أكلًا”، مشاهد مرعبة عاشها أهالي منطقة فيصل الذين ذهبوا لإطفاء حريق في إحدى الشقق السكنية، ولكنهم صُدموا عندما رأوا عدة أطفال يصارعون النار والموت للبقاء على قيد الحياة.

4 أطفال أشقاء، وهم جودي عماد" 8 سنوات، و"يوسف " 6 سنوات، و"جولين " 4 سنوات، و"عبد الرحمن سنتين، كانوا في المنزل بمفردهم عندما اندلعت النيران في الشقة، ونظرًا لصغر سنهم لم يستطيعوا أن ينقذوا أنفسهم، ولم يجدوا أمامهم سوى الصراخ والعويل، ربما أحد في مكان ما يستمع إلى هذه الصرخات فيأتي إليهم لكي ينجدهم ويساعدهم على النجاة.

انتقلت محررة "الفجر" لموقع حادث وفاة 4 أطفال أشقاء حرقًا، إثر نشوب حريق داخل مسكنهم في غياب والدتهم بمنطقة فيصل، في محافظة الجيزة.
 

الجارة: دخان كثيف وكسرنا الباب

قالت السيدة "نورا إبراهيم" جارة الضحايا، وإحدى شهود العيان، إنه في نحو الساعة السادسة مساء أمس، توالت الصرخات من العقار الذي وقع به الحادث، ووجدنا دخانًا كثيفًا خارجًا من شقة في الطابق الثالث، وحينها "كل الرجالة هنا جريت بسرعة على الشقة، لكن لقيوها مقفولة، فبدأوا يكسروا الباب عشان يطفوا الحريقة".



"أول مادخلنا الشقة كانت الدنيا سوداء من كثافة الدخان".. تضيف السيدة: بدأ الجيران يضعون قطعًا من القماش على أنوفهم تجنبًا لاستنشاق الدخان، وطلبت من الرجال الموجودين إضاءة الكشاف حتى نرى ما يحدث في الشقة بوضوح ونحاول إنقاذ الأطفال".

أحد الأطفال يستغيث: "الحقيني ياماما" 

بصوت مبحوح، تتابع السيدة "نورا" تفاصيل الحادث: في البداية كنا سامعين صوت أطفال، فاعتقدنا إنهم بيلعبوا، ولكن سمعنا صوت طفل بيقول (الحقيني ياماما)، وعندما دخلنا الشقة، كانت الصدمة، حيث وجدنا 4أطفال بداخل الشقة.

طفل محروق و3 مخنوقين من الدخان 

تضيف السيدة في حديثها إلى "الفجر": عندنا شغلنا الكشاف وجدنا طفلًا صغيرًا (ولد) محروقًا بالكامل يبلغ من العمر عام، و3 أطفال آخرين (بنتان وولد) في غرفة النوم بجانب بعضهما ومتوفين إثر اختناقهما من الدخان، وحاولنا في هذه اللحظة أن ننقذهم ولكن عندما دخلنا الشقة كان الدخان كثيفًا حتى اختنقوا".

أحد الجيران: خدوا مني طفاية الحريق عشان يطفوا 

والتقط أطراف الحديث، أحد الجيران ويدعى "رمضان" وهو صاحب أحد المحال في شارع الذي شهد الحادث، قائلًا: أبعد وقت آذان العشاء، وجدت أحد أصدقائي جاء لي وقال: (عندك طفاية حريق)، وقتها علمت بالحادث، وخدنا الطفاية بسرعة وجريت معاه على الشقة، وعلمت بعد ذلك، أنه أثناء الحريق، اتصل أحد الجيران بوالدة الأطفال لكي تأتي سريعا، وبالفعل عندما دخلت العقار وجدت الأم وصلت، وكانت في حالة صدمة عندما رأت منظر الحريق وكانت تصرخ وتقول: (ولادي ولادي)، وعلمت أن الشقة بها أطفال فصعدت مسرعًا للعقار لكي أنقذهم.

الأم تصرخ للجار: أولادي فوق ولعوا

يتابع الجار مستعيدًا هذه المشاهد الصعبة في ذاكرته: "حالة صدمة.. رأيت الأم أول ماوصلت للشقة صعدت إليها مسرعة، وتصرخ: (أولادي فوق ولعوا) ومن قوة الصدمة نزلت تاني، وكان حينها الجيران يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، مضيفًا: "لقيت الجيران بيناولونا الأطفال ننزلهم، ومكنش فيهم أي أثر من الحريق، هدومهم بس متبهدلة، إنما الطفل الصغير كان محروق من النار، وكان منفوخ".

الأم منهارة: صحولي حتى واحد منهم 

وأوضح الجار في حديثه: "بعد مانزلنا الأطفال للشارع حطناهم على الأرض بجانب بعض، وبدأنا نشوف ونحرك الـ3أطفال على أمل أن يكون أحدهم في نفس، ولكن الطفل الصغير كنا منزلينه محروق، ثم غطيناهم بملاءة، وكانت حينها الأم تصرخ وفي حالة صعبة وقعدت تقول: (لفوهم طيب شوفوهم يمكن حد صاحي منهم، صحولي حتى واحد منهم) وحطيت رأسها على عيالها مكنش في حد بينطق، مكنتش مصدقة أنهم ماتوا من الصدمة". 

والتقط الحديث أحد الجيران، ويدعى "أحمد"، قائلًا: "أول مادخلنا كان عبارة عن دخان في الشقة، وجدنا حينها الثلاث أطفال على مرتبة جنب بعض مخنوقين من الدخان، والطفل الصغير كان بجانب باب الشقة، لأنه هو الذي كان يصرخ وقت الحادث، وينده على والدته".

مطلقة وعايشة في الشقة من 10 أشهر

وعن والدة الأطفال، يقول الجار، أن هذه السيدة علمنا أنها مطلقة، وجاءت تقطن بهذا العقار منذ 10شهور، فكانت تترك أطفالها وتغلق الباب وتذهب لشغلها، ولا نعلم ماذا تعمل: "كل اللي نعرفه بتطلع الصبح تيجي آخر النهار، وأوقات تخرج 5 الصبح وتيجي 10الصبح، ومواعيدها مختلفة مانعرفش بتشتغل إيه، بس لما الجيران دخلوا الشقة لقيوا زجاجات بلاستيك وأشياء مثل القمامة، اعتقدنا أنها تعمل في هذا، ولا نعلم ماطبيعة عملها". 

وفي ختام حديثهم، قالوا إن الأم لا حول لها ولا قوة، كانت في حالة صدمة عيالها الأربعة كلهم ماتوا، وهي كانت تتركم لتذهب للعمل من أجل لقمة العيش، حتى لو بتتركهم لوحدهم في الشقة، ربنا يصبرها على مأساتها.

تفاصيل التحقيقات
 

كشفت تحقيقات نيابة جنوب الجيزة، عن تفاصيل  مصرع4أطفال، إثر نشوب حريق داخل مسكنهم بمنطقة فيصل، وتوفوا نتيجة اختناقهم بالدخان، أن الأشقاء الصغار كانوا يلعبون بعود الكبريت، مما أسفر عن حدوث الواقعة.

وانتدبت النيابة العامة بجنوب الجيزة المعمل الجنائى لرفع الآدلة من موقع حريق شقة سكنية بمنطقة فيصل بالطالبية، وفحصها وكتابة تقرير واف حول الواقعة. 

وكشفت التحقيقات الأولية، أن الأم كانت غير متواجده في المنزل وقت نشوب الحريق،وأن الحريق اشتعل في غرفة الأطفال وامتدت اثاره لباقي أجزاء المنزل، مما أسفر عن إصابة أحد الأطفال بحروق عميقة في جسده أدى إلى وفاته في الحال، بينما لقى الأطفال الآخرين مصرعهم نتيجة اختناقهم من الدخان.

تلقت مديرية أمن الجيزة بلاغا، يفيد نشوب حريق بشقة سكنية بمنطقةبمنطقة فيصل، وانتقل رجال الحماية المدنية إلى محل الواقعة لمحاصرة الحريق وإخماده، وتبين مصرع 4 أطفال نتيجة الحريق، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأخطرت النيابة المختصة للتحقيق.

ومن خلال الفحص تبين نشوب حريق داخل شقة بالطابق الثالث، وتبين وفاة 4 أشقاء وهم كلا من "جودي ع" 8 سنوات، و"يوسف ع" 6 سنوات، و"جولين ع" 4 سنوات، و"عبد الرحمن ع"، ويبلغ من العمر عام، نتيجة اختناقهم بالدخان، وتم نقلهم لمستشفي ام المصريين، وجارى الوقوف على ملابسات الواقعة ومعرفة أسبابها وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

"الفجر" تحاور جيران 4 أطفال ماتوا حرقًا في فيصل

"الفجر" تحاور جيران 4 أطفال ماتوا حرقًا في فيصل
"الفجر" تحاور جيران 4 أطفال ماتوا حرقًا في فيصل
"الفجر" تحاور جيران 4 أطفال ماتوا حرقًا في فيصل
"الفجر" تحاور جيران 4 أطفال ماتوا حرقًا في فيصل
"الفجر" تحاور جيران 4 أطفال ماتوا حرقًا في فيصل