الطيران المدني السعودي: حزمة من الإنجازات تحلق في آفاق الريادة عالميا
شهد قطاع الطيران المدني في المملكة العربية السعودية اهتمامًا ودعمًا غير محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، كونه محركًا رئيسًا للاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ومؤثرًا في مختلف القطاعات الأخرى إلى جانب إسهاماته الرئيسية في رؤية المملكة 2030.
وانعكس هذا الدعم والاهتمام على نتائج الأداء وتطوير المنظومة بشكل عام وأصبحت المملكة الأكثر تنافسية في العالم، كما أسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز ربط المملكة بغيرها من الدول على مستوى العالم في زمن قياسي.
وانطلاقًا من ذلك حقق القطاع خلال عام 2021م سلسلة من الإنجازات غير المسبوقة في زمن قياسي حلقت في آفاق الريادة عالميًا وأسهمت في تطوير صناعة النقل الجوي محليًا وإقليميًا ودوليًا، أبرزها إعلان سمو ولي العهد الأمين الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، وسبق ذلك موافقة مجلس الوزراء على إستراتيجية قطاع الطيران المدني، التي ستضاعف الطاقة الاستيعابية والوصول إلى أكثر من 300 مليون مسافر سنويًا، من أكثر من 250 وجهة في العالم بحلول العام 2030م، علاوة على رفع الطاقة الاستيعابية للشحن إلى 4.5 ملايين طن من البضائع بحلول 2030.
وأنجزت الهيئة خلال عام واحد عدة مشاريع، حيث أطلقت حزمة خدمات منها تدشين مطار عرعر الجديد، بالإضافة إلى تطوير وتوسعة العديد من المطارات السعودية، وعملت استثماريًا على مشروع التحول المؤسسي للمطارات لتعزيز حوكمة قطاع النقل الجوي، واستقطاب المزيد من الاستثمارات المحلية والدولية، وتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص، وتمكين نمو الأعمال، إلى جانب دعم التكامل في منظومة النقل والخدمات اللوجستية، وتعزيز جودة الخدمات للعملاء والمسافرين.
ودوليًا فازت المملكة العربية السعودية بعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني كما حصلت المملكة على عضوية جميع اللجان الفنية الخمس وهي: (لجنة النقل الجوي، ولجنة السلامة الجوية، ولجنة أمن الطيران، ولجنة الملاحة الجوية، ولجنة البيئة)، بالإضافة إلى فوز المملكة برئاسة لجنة أمن الطيران بالمنظمة العربية للطيران المدني، وذلك بإجماع الدول الأعضاء لتستمر المملكة برئاسة لجنة أمن الطيران للمرة الثانية على التوالي، الذي يعكس بكل وضوح المكانة الدولية المرموقة التي تتمتع بها المملكة في المحافل الدولية ذات العلاقة بالطيران المدني.
كما وقعت المملكة اتفاقية إقامة مقر لاتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا)، ويأتي ذلك ضمن اهتمام المملكة ودعمها لمنظمات الطيران المدني الإقليمية والدولية وتقديم مختلف أشكال المساندة لها وذلك لدورها في الإسهام بتطوير مجال النقل الجوي.
وأثناء التعافي من أزمة كورونا قامت الهيئة العامة للطيران المدني بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" بربط جواز السفر الصحي في تطبيق "توكلنا" التابع لـ "سدايا" مع اتحاد النقل الجوي الدولي "أياتا" تشمل الجوانب المتعلقة بتسهيل إجراءات السفر حسب أفضل الممارسات الدولية، وقبول منصة جواز السفر الصحي كمبادرة لرقمنة الشهادات الصحية من مصادر موثوقة ومختبرات معتمدة من خلال التعاون مع شركات الطيران.
وحصلت المملكة دوليًا على تقدير عالمي بحصول ثلاثة مطارات بالمملكة للعام الثاني على التوالي على مراكز أفضل 100 مطار بالعالم حسب تقييم شركة سكاي تراكس، وتصنيف 4 مطارات سعودية ضمن أفضل 10 مطارات تحسنًا في العالم وفق ذات التقرير، تلاه فوز الأكاديمية السعودية للطيران المدني بعضوية ومقعد مجلس التدريب العالمي للطيران التابع للمنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو)، وحصولها على اعتماد مجلس المطارات الدولي (ACI-ATI) كثاني مركز تدريب في العالم بعد مركز تدريب مطار ميونخ بألمانيا، وتجديد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) اعتماد الأكاديمية السعودية بوصفها مركزًا معتمدًا للتدريب الدولي (ATC)، وحصول الشركة السعودية للملاحة الجوية على جائزة التميز التقني لابتكار نظام إدارة صيانة الأنظمة الملاحية MMS، والمركز الخامس عالميًا في جائزة السلامة، إلى جانب حصول شركة التنفيذي في مجال إدارة وتشغيل الصالات التنفيذية بمطارات المملكة، على المركز الأول بالتصنيف الذهبي كأفضل تجربة عملاء على المستوى الدولي في حفل جوائز التميز في الأعمال الدولية المُنظمة من قبل الشركة العالمية Awards International، من بين العديد من الشركات المحلية والعالمية المشاركة.
وفي مجال التدريب الدولي ودعم البرامج وفق أعلى المعايير الدولية؛ منحت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) رخصة التدريب الدولي لأربعة مدربين سعوديين من الهيئة العامة للطيران المدني، ليصبح عدد المدربين السعوديين المعتمدين دوليًا 7 مدربين في مجال أمن الطيران، والتي تعكس قدرة الكوادر السعودية المؤهلة والمتمكنة من تخصصاتها في تبادل الخبرات، ويبرز دور الهيئة كشريك فعّال في صناعة الطيران المدني على الصعيد الدولي.
وعلى الصعيد المحلي؛ حصلت الهيئة على ثلاث جوائز من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب"، وفي مجال منظومة الشحن الجوي في المملكة قامت الهيئة بالعديد من المبادرات وتوقيع عدد من الاتفاقيات التي تسهم في تطوير منظومة الشحن الجوي في المملكة وتحرير خدماته لمنح القطاع اللوجستي المرونة اللازمة لزيادة طاقته الاستيعابية تنفيذًا لإستراتيجيتها التي تستهدف تمكين الشحن الجوي ومضاعفة طاقته الاستيعابية إلى 4.5 ملايين طن من البضائع، ومن ذلك تدشين توسعة محطة سال الجديدة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، كما قامت بتوقيع عقد الرخصة الثانية لمناولة الشحن الجوي بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة مع شركة ساتس السنغافورية، وتوقيع عقد تقديم خدمة شركات الطرود السريعة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة مع شركة سال السعودية للخدمات اللوجستية.
وفي مجال أمن وحماية المطارات افتتحت الهيئة العامة للطيران المدني، مركز المراقبة والتحكم الأمني بمطار العلا الدولي، الذي يأتي تدشينًا للمشروع الوطني المتكامل لأمن وحماية المطارات أحد مشروعات برنامج "تطوير أمن الطيران والبنية التحتية الأمنية للمطارات"، حيث يعدّ من أهم المشروعات الأمنية الشاملة على مستوى مطارات المملكة، ويشمل 24 مطارًا ويهدف إلى تزويد مطارات المملكة بأحدث الأنظمة الأمنية المتكاملة مع بعضها إلكترونيًا.
وتحت جودة الخدمات أطلقت الهيئة برنامج تصنيف مقدمي خدمات النقل الجوي والمطارات (من حيث الشكاوى المرفوعة للهيئة) بهدف تقديم معلومات للمسافرين عن أداء مقدمي خدمات النقل الجوي والمطارات في حل شكاوى عملائهم ليتمكن المسافرون من اختيار مقدم الخدمة المناسب، فضلًا عن تعزيز الشفافية وإظهار مصداقية الهيئة وحرصها على شكاوى المسافرين وتحفيز المنافسة العادلة بين مقدمي خدمات النقل الجوي والمطارات لتطوير وتحسين الخدمات، إلى جانب تقييم 35 ألف عنصر لجودة المرافق والخدمات المقدمة في 27 مطارًا لدراسة مواضع الضعف وفرص التحسين، ومراجعة وتحديث برنامج معايير جودة الخدمة التابع للبرنامج الشامل لجودة خدمات المطار بعد مرور عامين على الإطلاق، حيث تم استلام أكثر من نصف مليون من البيانات، بالإضافة إلى تحديث اللائحة التنفيذية لحماية حقوق المسافرين، وتعد المملكة أول دولة عربية تُصدر لائحة معتمدة في هذا المجال.
كما قامت الهيئة بتدشين بوابة إلكترونية لخدمة المسافرين تقدم مجموعة من الخدمات تُعنى بتحسين تجربة المسافرين والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في مطارات المملكة عبر منصات مخصصة للشكاوى والاقتراحات وتلقي الاستفسارات ولائحة منشورة للمسافرين والتزامات الناقل الجوي والمسافرين، وسماع صوت المستهلك من خلال مركز خدمة يعمل على مدار الساعة.
ولم تغفل الهيئة العامة للطيران المدني فئة ذوي الإعاقة إذ بحثت مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية سبل تحويل المطارات السعودية إلى مطارات صديقة لذوي الإعاقة، وتطوير جهود القطاعين فيما يتعلق بخدمة المسافرين خصوصًا ذوي الإعاقة، إلى جانب تنظيم ورشة عمل للتعرّف على أبرز التحديات التي تواجه المسافرين ذوي الإعاقة، بما يسهم في معالجة القصور في إجراءات السفر المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين تجربتهم في جميع مراحل السفر.
وتحقيقًا لأهداف رؤية المملكة 2030 في توطين وظائف قطاع النقل الجوي فقد أطلقت الهيئة بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في القطاعين العام والخاص مبادرة توطين وظائف قطاع النقل الجوي التي تستهدف توطين عشرة آلاف وظيفة في مختلف التخصصات المتعلقة بقطاع الطيران، وقد حققت المبادرة حتى الآن 49 %، وتأتي المبادرة ضمن محور تعزيز قطاع الطيران، وتوطين 28 مهنة متخصصة في مجال قطاع النقل الجوي والموافقة على توزيع المستهدفات حسب الخطة التنفيذية المطورة للأعوام الثلاثة (2021 – 2022 – 2023)، وتمكين الشباب السعودي ومنحهم الفرصة في العمل بقطاعاتها المختلفة سواءً الوظائف القيادية أو الفنية أو الإدارية أو التشغيلية إيمانًا منها بدور الشباب السعودي في تطوير وتعزيز قطاع الطيران الذي أصبح له دور رئيس في جميع المجالات تماشيًا مع رؤية 2030م.