"أديرة وكنائس إثيوبيا".. كتاب يكشف دور الكنيسة القبطية في مساعدة نظيرتها الإثيوبية

أخبار مصر

علاف الكتاب
علاف الكتاب

صدر كتاب "الأديرة والكنائس فى إثيوبيا" في النصف الأول من القرن الرابع حتى نهاية القرن السابع الميلادى ومدى تأثرها بالأديرة والكنائس المصرية للدكتور محمد  حمادة المتخصص في آثار إثيوبيا.

وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مديرعام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إلى أن إثيوبيا في الكتاب المقدس تعنى " كوش " ووردت كلمة كوش فى اللغة المصرية القديمة، حيث جاء ذكرها فى ألواح تل العمـارنة  التى كتبت فى القرن 17 ق م. واعتبرت مدينة أكسيوم من أشهر المدن المقدسة فى بداية العصر المسيحى حيث كانت عاصمة المملكة الأكسومية والمركز الأول للمبانى الكنسية الهامة ولا تزال أثار مدينة أكسيوم قائمة فى هضبة التيجراى، وقد أصبحت مدينة أكسيوم قوة عظمى فى الفترة من القرن 4 وحتى 6 م، لسيطرتها على الطرق التجارية الحيوية بين إفريقيا وأسيا، حيث كان موقعها فريدًا على طول الطريق البحرى الرابط للموانى المصرية على البحر الأحمر والتى تؤدى إلى أسواق الهـند التجارية لذا أطلق على أكسيوم الهـند.

ونوه الدكتور ريحان إلى أن المسلات الأكسومية كانت منحوتة ببراعة شديدة ومشيدة بطريقة منتظمة وكما يذكر كامـيرر أنها نتاج تاثير حضاري مصري وهي ذات أصول مصرية قديمة باختلاف الغرض. 

وانتشرت المسيحية والحياة الديرية فى إثيوبيا فى منتصف القرن 4م ولا يوجد أية إشارات لأساقفة أو شهداء إثيوبيين حتى أثناء حكم دقلديانوس فى الوقت الذى كانت فيه الكنيسة القبطية تذخر بالشهداء.

وارتبطت المسيحية الإثيوبية باسم فرمنتيوس وكذلك باسم أشهر الملوك الإثيوبيين القدماء وهو الملك عيـزانا والذى يُشبهه البعض بالإمبراطور قسطنطين الذى كان له الفضل فى الاعتراف بالمسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية البيزنطية، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في الحكم استمرت لعدة قرون 

وانتشرت فيها الديانة المسيحية انتشارًا واسعًا واستقطبت الكثير من المواطنين كما توارثت الآلهة القديمة، وترجع فترة حكم الملك عيزانا إلى عام 325 /375م، وهو من أعظم أباطرة إثيوبيا في العصور القديمة وكان عهده فترة فاصلة فى تاريخ

ويستكمل الدكتور ريحان عرض ملامح الكتاب موضحًا دور الكنيسة القبطية المصرية فى مساعدة الكنسية الإثيوبية فقد كانت كلاهما مرتبط بعضهما البعض، فالعلاقة بين مصر وإثيوبيا لم تنقطع أبدًا فهى علاقة تبعية بالنسبة لدخول المسيحية لإثيوبيا وليس أدل على ذلك من هذا الإقرار الذى أصدره مجمع نيقية فى القرن 4م. بخضوع الكنيسة الإثيوبية للكنيسة القبطية المصرية، وقد كان مضمون القرار يفيد بأن مسيحى إثيوبيا لا يجوز لهم الاستقلال بأمورهم الدينية وإنهم تابعون للكرسى البابوى فى الإسكندرية، وكانت الكنيسة الإثيوبية تقتفى أثر الكنيسة القبطية وتسير فى نور هداها فكانت ترفض ما ترفضه الكنيسة القبطية وتقبل ما تقبله.

ويتضح هذا في رفض الكنيسة الإثيوبية لقرارات مجمع خلقدونية عام 451م، وقبلت مذهب الطبيعة الواحدة تمامًا مثلما فعلت الكنيسة القبطية

ولفت إلى أن  مصر كانت البوابة الرئيسية لانتشار المسيحية إلى إفريقيا وكانت كذلك وراء الرهبنة، فقد دخلت الرهبنة إلى الكنيسة الإثيوبية مثلما دخلت المسيحية إلى إثيوبيا عن طريق مصر.

وأشار الدكتور ريحان طبقًا لما جاء فى الكتاب إلى أن المسيحية الإثيوبية تأثرت بالمسيحية المصرية وذلك من حيث أيام الصوم والصلوات والأعياد فنجد هناك تشابهًا بين الأقباط والإثيوبيين لإن الكنيسة الإثيوبية اقتبستها من الكنيسة القبطية إلا إننا نجد أن هناك اختلافًا فى بعض الأعــياد والاحتفالات وهى الخاصة بكل قديس لدى كل كنيسة، أما الطقوس الدينية، والألحان، والتراتيل فهى متشابهة حيث تم اقتباسها من الأقباط، كما قام القديسون الإثيوبيون بترجمة الكتب القبطية هذا بالإضافة إلى أنهم قاموا بنقل الآداب القبطية، وشرح الأناجيل، وتراجم الشهداء، والقديسين الأقباط، هذا بالإضافة إلى إنهم قاموا بنقل تشريعات باخوم، وقد ضم انجيل الحبشة كل الكتب المعترف بها من الكنيسة القبطية.

وتأثرت إثيوبيا بمصر كليةً فى التخطيط المعمارى للدير والكنيسة كما تأثرت بمصر أيضًا فى البناء الروحى للإنسان الاثيوبى الذى يرتاد هذا الدير والكنيسة.

وأوضح الدكتور محمد حمادة المتخصص فى آثار إثيوبيا المسيحية أن الكتاب قدم دراسة متكاملة لآثار إثيوبيا المسيحية شملت دير دبرا دامو المثال الوحيد الباقى للطرز المعمارية الإثيوبية المبكرة ويحتوى على أقدم كنيسة باقية فى إثيوبيا، وأحد الأمثلة الهامة لطريقة البناء المبكرة قبل دخول المسيحية فى شمال إثيوبيا وإريتريا ساعد على الوصول إلى طرز الكنائس المنحوتة فى الصخر ويعتبر دير دبرا داموا المصدر الرئيسى لحياة الرهبان الديرية، كما كان له الفضل فى نشر الرهبنة فى إثيوبيا

دير ليبانوس، يعتبر من الأديرة التى بُنيت فى فترة مبكرة على قمم الجبال، وغالبًا ما يكون موقع بنائهيصعب الدخول إليه وهو يشبه دير دبرا داموا،وينسب الدير إلى القديس ليبانوس، والذى جاء منالقسطنطينية فى القرن 6 م أثناء حكم الملك جبرامسقال، وقد أطلق اسم القديس ليبانوس على الجبلالذى أقيم عليه الدير، وهو بذلك  يعنى كلمة دبراالجبل، وعلى ذلك فيكون الاسم جبل ليبانوس، وخلعهذا الاسم بدوره على الدير.

كنيسة القديسة مارى صهيون من أهم الكنائس فىأكسيوم فأطلق عليها كاتدرائية أكسيوم تمامًا كماجاء فى الصكوك التى اشتملت على اسم السيدةمريم العذراء وأشارت بعض الأساطير إلى أن كنيسةمارى صهيون كانت تحفظ بين جدرانها تابوت العهدالمقدس الذى احضره منليك الأول على سبيلالوديعة.  

كنائس لالبيلا وقد نالت مدينة لاليبلا شهرة واسعةعلى مستوى العالم حيث أنها ضمت مجموعة منالكنائس اعتبرت بحق من عجائب الدنيا، وأطلقعليها كنائس لالبيلا نسبة إلى الملك الذي حكم هذهالمدينة فى القرن 12 م، حيث اكتشفت هذه الكنائسفى فترة حكمه.

وتُعتبر مدينة لالبيلا المركز الرئيسى للكنائس الصخرية فى إثيوبيا، وتقع هذه المجموعة فى منطقةصخرية يصل ارتفاعها حوالى 2،500متر وعلى بعد180كم شرق بحيرة تانا، وهذه الكنائس فريدة وعجيبة ونحتت فى الصخر الصلد وقد ظلت هذهالكنائس طويلًا واعتبرت من الآثار الإثيوبية القديمة والوحيدة الباقية من الفترة المسيحية المبكرة والمعروفة للعالم الخارجى.

المجموعة الأولى الشمالية: تكون من كنيسة منقذالعالم وكنيسة ماريام وكنيسة جبرا مسقال وكنيسةالعذراء وكنيسة مايكل جولوجثا وكنيسة ميخائيل.

المجموعة الثانية الشرقية: تتكون من كنيسة أيمانويلوكنيسة أبا ليبانوس وكنيسة مركريوسوكنيسة جبرائيل. 

وفى الناحية الغربية توجد كنيسة واحدة هى كنيسةجورجيوس وهذه الكنيسة منفصلة إلى حد ما عنبقية المجموعة إلا أنها تعتبر ضمن المجموعة.