«الفجر» تسأل و١٠ أطباء يجيبون.. هل السوفالدى يعالج «كورونا»؟

العدد الأسبوعي

السوفالدى
السوفالدى

هل السوفالدى يعالج «كورونا»؟.. كان هذا هو السؤال الذى طرحته «الفجر» على ١٠ أطباء متخصصين، وعلى دراية مباشرة ببروتوكولات العلاج التى أقرتها وزارة الصحة المصرية، ومنظمة الصحة العالمية، ووفقًا لما أسفرت تجربة العلاج طوال عامين من انتشار الجائحة على مستوى العالم.

التساؤلات شملت أيضًا «دكلانزا»، وهو مع «السوفالدى» من العقارات التى تعالج فيروس سى، والتى استخدمها بعض الأطباء فى علاج فيروس كورونا، وأدت حسب البعض إلى وفاة عدد من المرضى، ويعد استخدامهما من الأخطاء الطبية الواجبة المحاسبة.

الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، أكد أن عقارى «السوفالدى» و«دكلانزا» لم يثبت لهما أى فائدة فى علاج مرضى فيروس كورونا، خاصة فى الحالات الشديدة والمتوسطة، ومن خلال التجارب لم يعطيا أى نتائج إيجابية.

وأوضح أنه من الطبيعى ألا يلجأ الأطباء إليهما فى الحالات البسيطة، ويتم الاكتفاء بالمسكنات وخوافض الحرارة، وأكد أنه منذ بداية الجائحة لم يتم إقرارهما وهو شخصيًا لم يصفهما لأى مريض.

وأشار الدكتور محمد عز العرب، مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، وأمين صندوق جمعية سرطان الكبد المصرية، والمستشار الطبى لمركز الحق فى الدواء، أن «السوفالدى» و«دكلانزا» تم اعتمادهما فى ٦ ديسمبر ٢٠١٣ كعلاج لفيروس سى، ولم يتم اعتمادهما حتى الآن ضمن بروتوكول علاج كورونا فى أى دولة فى العالم، وفى وقت من الأوقات تم إخضاعهما للتجارب الإكلينيكية ولم يظهرا حتى الآن أى جدوى فى علاج كورونا، ولم تعتمدهما أى دولة أو منظمة الصحة العالمية.

ونفى تسبب أدوية الفيروسات فى مضاعفات لمريض كورونا، خاصة تليف الرئة، موضحًا أن العامل الأساسى فى تدهور حالة مريض كورونا هو تأخر ذهابه للمستشفى، أو عدم اتباع بروتوكول العلاج الصحيح وفقًا لحالته، وأشار إلى أنه التأخر فى اتخاذ القرار المناسب يكون دائمًا هو سبب تليف الرئة الشديد أو الوفاة لا قدر الله.

وأوضح الدكتور عادل خطاب، طبيب صدر وأستاذ الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس، أنه من الممكن استخدام «السوفالدى» فى علاج كورونا، لكن فى مرحلة معينة حسب رؤية الطبيب، وأكد أن «السوفالدى» ليس ضمن البروتوكول الرسمى لعلاج مرضى فيروس كورونا، لكنه لا يسبب الوفاة مطلقًا، لكن الأزمة تكمن فى الاعتماد عليه فى علاج حالة متطورة تحتاج إلى اللجوء للمستشفى، لأنه عقار ضعيف فى مواجهة فيروس كورونا، ولا يمكن الاعتماد عليه فقط كعلاج أساسى لحالة متأخرة.

واستنكر الدكتور أيمن سليمان، طبيب الباطنة، وأحد المتخصصين فى علاج مرض كورونا منذ بداية الجائحة، استخدام «السوفالدى» فى علاج مرضى كورونا لأنه ليس له أى فائدة وكونه نوعًا من الأدوية طويلة الأمد، موضحًا أنه إذا كانت الحالة بسيطة واعتمد الطبيب على «السوفالدى» فإن ذلك لا ينفع ولا يضر، أما إذا اعتمد عليه الطبيب فى حالة متوسطة أو شديدة، فسيتسبب فى تدهور الحالة، وبالتالى علينا عدم التعامل مع المرضى على أنهم فئران تجارب.

وأضافت الدكتورة عزة مصطفى، استشارى أمراض الصدر، أن «السوفالدى» لا يستحق كل هذا الجدل والاهتمام، لأنه دواء ضعيف جدًا فى علاج مرض كورونا، ولم يثبت على مستوى العالم فعاليته، كما لم يثبت له أى أضرار، وفى فترة من الفترات خلال الجائحة انتشرت أخبار عديدة عن فعاليته، لكن الأزمة تكمن فى الاعتماد عليه والمريض لديه تليف فى الرئة، أو حالته تستدعى دخوله العناية المركزة، هنا أكون كمن أحارب وحشًا بسيف بلاستيك.

الصيادلة أيضًا على تماس مباشر مع مرضى أصيبوا بفيروس كورونا وتم علاجهم، وهناك احتكاك مباشر مع ذوى المرضى بصفة يومية على مدار أشهر منذ بداية الجائحة، كما ترد إليهم روشتات علاج مرضى كورونا، بعضهم أكد لـ «الفجر» أن بعض الروشتات وردت إليهم كان بها «سوفالدى»، وتم الاعتماد عليه لفترة فى علاج الحالات البسيطة، وهو ما أكده الدكتور حسن جبر، والذى أشار إلى أن «السوفالدى» لم يتم وصفه أبدًا لمريض حالته خطيرة، لكنه ورد فى روشتات خلال فترة نقص بعض أدوية البروتوكول فى ٢٠٢٠، ولم يستمر الاعتماد عليه أكثر من شهرين، واختفى نهائيًا من الروشتات بعد ذلك.

وقال د. نجيب السيد، صيدلى، إنه من ناحية التركيبة الكيمائية فإن السوفالدى ليس علاجًا، بل محارب للفيروسات من عائلة تسمى «rna»، وهو ما يعنى أنه علاج ضعيف جدًا مقارنة بقوة فيروس كورونا، والذى يهاجم المناعة بشراسة لا يمكن توقع تطوراتها، وأوضح أن الاعتماد عليه لا يسبب مضاعفات، لكن من الممكن أن تتدهور حالة المريض حال غياب العلاج اللازم.

وأضاف د.نادر ملاك، صيدلى، أن استخدام «السوفالدى» و«دكلانزا» ضمن بروتوكول علاج مرضى كورونا خطأ كبير، لأنهما غير معتمدان من منظمة الدواء الأمريكية على الأقل، وليسا ضمن بروتوكلات العلاج المعتمدة من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، وأشار إلى أنه يسأل كثيرًا عن العلاج السحرى لعلاج كورونا، وبعض الروشتات وردت إليه وبها «السوفالدى»، حدث ذلك فى فترة نقص بأدوية البروتوكول ولم يتكرر الأمر بعد ذلك.

واتفق معه د.أحمد السيد، الذى أشار إلى أن «السوفالدى» عبارة عن مادة تقاوم الفيروسات ونجاحها يعتمد على أدوية أخرى تعطى معها، موضحًا أن بعض الروشتات وردت إليه فى فترة نقص أدوية البروتوكول فى ٢٠٢٠ وبها السوفالدى وديكلانزا، وذلك لفترة قصيرة.

واتفق معه الدكتور يحيى سالم، طبيب صيدلى أن «السوفالدى» يُستخدم لعلاج التهاب الكبد المزمن وهو من علاجات الفيروسات طويل الأمد، ويعمل على تقليل كمية فيروس التهاب الكبد ويساعد جهاز المناعة على محاربة العدوى، ومن ثم التعافى من مدة ٣ إلى ٦ شهور.

وعن آثاره الجانبية نوه الطبيب أنه ليس لديه آثار جانبية خطيرة ولكن قد يسبب الصداع والتهيج والغثيان والإسهال، وهناك حالات نادرة قد يحدث معها آثار جانبية خطيرة مثل انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء التى تسبب ضيق وسرعة التنفس وضربات القلب.