الدكتور خالد صلاح يكتب: الأراجوز

مقالات الرأي


الأراجوز...........

  الأراجوز أشهر الدٌمى المصرية والذي أشتهر بشكله المتميز من حيث الرأس الصغير المصنوع من الخشب الخفيف والجسم النحيف الساخر والطرطور القماش الأحمر والعباءة الحمراء المزينة بالتطريز الملون المثير للضحك وجذب الانتباه.

    ولقد اشتهر فن الاراجوز المصري منذ القدم في المجتمع المصري ابتداءً من العصر الفرعوني كما تقول الرويات وعبورا بالعصر القبطي وانتهاءً بالعصر الحديث، والذي تطور على يد كثير من الفنانين أمثال الراحل محمود شكوكو الذي كان يقدم عروضه مصاحبا للأراجوز، وظل فن الأراجوز في الاستمرار في المجتمع المصري من تطور إلى تطور حتى وقتنا الحاضر ليعبر عن الفن الفولكوري الشعبي الذي حافظ على الهوية المصرية.

  وإلى جانب الجزء الترفيهي والامتاع للمشاهدين؛ كان فن الأراجوز يهدف في المقام الأول إلى توعية الأطفال والناس بالاخطار التي تواجه المجتمع والتنبيه على مخاطر السلوكات السيئة التي تنتشر من الحين إلى الحين نتيجة اختلاف الثقافات والعادات التي تطرأ على المجتمع كل حقبة تاريخية.

  وفي الوقت الحاضر اختلف شكل الأراجوز من حيث الهيئة والشخوص والأهداف باستثناء الاصابع الخلفية التي تحركه وتقف وراء الستارة السوداء.

   فالأراجوز الآن أصبح يتكلم ويسمع ويتحرك في صورة شخوص آدمية تنفذ أفكار خارجية وسياسات دولية تريد أن تنشر سمومها وأفكارها السوداء لخدمة مصالح ليس للمواطن العادي فيها ناقة ولا جمل.

  وأصبح محيط تحرك الاراجوز لا يقتصر على الصندوق الأسود بالستارة السوداء كما كان ينتشر في الريف المصري، ولم يعد مسرح للعرائس كما كان يقدمه الراحل شكوكو؛ وإنما أصبح العرض الأراجوزي يظهر على الشاشات ويلبس ثوب جديد من خلال رويات مقلدة عن الغرب وافلام كوبي بست لا تراعي الدقة ولا الإبداع ولم يفكر المبدعون الذي يقومون بهذه الأدوار ماهية ما يقلدونه من رويات وأهداف اصحابها الحقيقين، وظنوا انفسهم يقدمون إبداع وظهر من يؤيدهم ليس عن فكر مستنير وإنما زفة ومولد هايص كلًا يغني على ليلاه ويعبر عما بداخله من مصلحة بين عدم فكر أو مستفيد ماديا، ولا نعرف هل هم أصحاب ولا أعز!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!ً!!!!!!!

    وإذا كان فن الأراجوز المصري قد عبر عما بداخل كل شخص في المجتمع المصري من خلال أهدافه السامية بين الإمتاع والاسقاط على قضايا المجتمع قديما.

      فإن ما يقوم به البعض من خلال عرض الأدوار في الأفلام الهابطة التي يريدون أن ينشروا بعض أفكارها الرخيصة بمبرر الفن والإبداع فما هي من الفن ولا هي من الإبداع بقريب أو بعيد، وعلى من يقوم بتلك الأدوار ضرورة مراجعة أنفسهم وتاريخهم قبل أن يلفظهم الذوق المصري.

    وعلى الجمهور الواعي فنيًا أو حتى الجمهور العادي أن يكون على وعي بما يعرض عليه من هذه الأعمال وأن لا يقبلها ليس بالمشاهدة فقط وإنما حتى بتداولها؛ لأن من الممكن أن يكون تداولها حتى بالنقد دعاية لهذه الأعمال والادوار الفنية الهابطة.

فنحن نريد أعمال تعبر عن هويتنا ومشكلاتنا كفن الأراجوز المصري

ولا نريد أعمال هابطة تنشر السموم في مجتمعنا

[email protected]