"حصله إيه؟".. "الفجر" تحاور مع أسرة مينا عبدالسيد: "ملامحه كانت متغيرة معرفناهوش" (فيديو وصور)

حوادث

المحرره مع أسرة مينا
المحرره مع أسرة مينا

"أنا استلمت الورقة وراجع أهو البيت يابابا".. كانت هذه هي آخر عبارة سمعها "عبد السيد عطية"، يوم  الأثنين الموافق 24  يناير، من ابنه "مينا" البالغ من العمر 24 عامًا، الحاصل على بكالوريوس زراعة، ويُشهد له بالهدوء والتدين والأخلاق الجيدة، حيث انتظر الأب رجوع ابنه بعد ساعة ثم ساعتين، وثلاث ساعات، ولكن الغياب طال ولم يعد الابن المنتظر.

 

ظروف وملابسات غامضة جدًا أحاطت بإختفاء تركت مساحة واسعة للشائعات، وبعد بحث طويل استمر خمسة أيام تلقت الأسرة يوم 29 يناير خبرًا أكثر صعوبة من الصدمة التي يعيشون فيها، وهو العثور على جثمان ابنهم غارق في بئر مياه الصرف الصحي، لتكتمل المصيبة التي حلت على الأسرة التي كانت تعيش في هدوء وسلام حتى 5 أيام مضت.

 

انتقلت محررة "الفجر" لمنزل أسرة الشاب "مينا عبدالسيد" لكشف كواليس واقعة اختفائه والعثور على جثته في بئر مياه صرف صحي بأكتوبر.

الأب: ابني اشتغل في مجالات عديدة غير الهندسة 

بينما الحزن يخيم على أرجاء مسكن الشاب، يجلس الأب وابنه الأكبر “بيشوي” داخل غرفة ابنه “مينا” المليئة بذكرياتهما، حيث يشعر وكأن روحه وأنفاسه وصلواته ترفرف في المكان بينما تتناثر الكتب التي كان يقرأها “مينا” هنا وهناك، حيث يحبسان الدموع في عيونهما حزنًا على فراقه، ويقول الأب: “مينا شاب مجتهد ويحب دراسته، تخرّج في الجامعة وحصل على بكالوريوس زراعة حتى يصبح مهندسًا وبعد تخرجه حاول العمل في مهنة تناسب دراسته، ولكن لم يشاء القدر، ولأنه شخصية مستقلة قرر العمل في أي مهنة حتى تأتي الفرصة المناسبة”.

 

يستجمع الأب قوته ويقول: “مينا عمل تارة في إحدى الشركات، وتاره في محل فول، حتى عمله الحالي بأحد المطاعم الشهيرة في أكتوبر (فرع كنتاكي)، كان هذا الفرع يبعد كثيرًا عن منزلنا في العمرانية، ولصعوبة المشوار قرر مع شقيقه الأكبر ترك العمل والبحث عن عمل آخر، فذهب يوم 24 يناير للفرع ليطلب إفاده (ورقة)، بالمدة التي عمل بها، ولم نعلم أنه سيكون اللقاء الأخير بيننا”.

 

مينا في آخر مكالمة: استلمت الورقة يابابا وراجع

تنهد الأب كثيرًا عندما تذكر المكالمة الأخيرة مع فلذة كبده، وقال: في تمام الساعة السادسة و6 دقائق تلقيت اتصالًا من (مينا)، وقال لي: (أنا استلمت الورقة وراجع أهو البيت يابابا)، وانتظرناه حتى الساعة التاسعة من مساء هذا اليوم المشؤوم، ولكنه لم يعد، وحاولنا الإتصال به، ولكن تليفونه كان مغلقًا، فاتصلت على الفور بالخط الساخن بالفرع لكي اسأل عما حدث له، فأبلغوني أنه خرج من الفرع في الساعة السادسة، وحينها بدأ القلق يزداد، واتصلت بشقيقه ظنًا مني أنه ربما يكون اتصل به فقال لي شقيقه: (أخر مره يابابا كان فاتح الواتس الساعة 7 الإ ربع)، ولم انتظر أكثر من ذلك، فذهبت أنا وشقيقه لمحل عمله، وطلبت أن أشاهده في أحدى الكاميرات للبحث عنه، وبحثنا عنه في المستشفيات والأقسام كافة".

الأب: كاميرتان توثقان آخر ظهور لـ "مينا"

"كان فيه كاميرتين وثقتا بحثنا عن مينا"، يواصل الأب حديثه إلى "الفجر"، ويقول: "وثقت إحدى الكاميرات في عمله بأكتوبر، خروجه من الفرع منذ الساعة السادسة، والأخرى كانت في منتصف الطريق عند أحد المشاتل الزراعية، وثقت توثق وقوف سيارة ملاكي ماركة نيسان على الطريق، وكان مينا بيشاور بإيده على حاجة، زي ما يكون الناس اللي في العربية سألوه على شئ وهو شاورلهم، وبعدها مينا كمل طريقه والعربية فضلت واقفة مكانها".

 

يضيف والد مينا: “بعدها تلقينا اتصالًا هاتفيًا من قسم شرطة العمرانية وأبلغنا وطمأنا أنه سيعود خلال يومين، ولكنه اختفى نحو 5 أيام، وبحثنا عنه في كل مكان، ولكن كانت الفاجعة وتلقينا والاتصال المشؤوم”.
 

الأب: “اتصلوا بينا من شريحته وقالولنا لقينا مينا وعامل حادثة”

اتصال من شريحة "مينا"، تلقته الأسرة حيث شعرت وقتها بمزيج من الفرحة والترقب ولكن هذه المشاعر تحولت إلى حزن، عندما سمعوا الطرف الآخر على الهاتف يقول: "تعالى لقينا إبنك مينا في أكتوبر، هو حاصله حادثة وتعبان شوية وهنوديه المستشفى".

 

يقول الأب: “في هذه اللحظة شكرت الله على ماحدث، ولكن بعد ذهابنا، أخذني أحد الضباط أخذني على جنب وطبطب  بأيده على كتفي، وقالي: (البقاء لله)، وهذه لحظة لا لم استطع  تحملها، بعدما ذهبت والفرحة تغمرني وتعشمت في أني سأجد ابني واحتضنه بعد أيام من غيابه، ولكن القدر كان له كلمة أخرى”.

الأب يكشف حالة جسد مينا وقت العثور عليه

انتقلت الأسرة سريعًا لمكان العثور عليه، لرؤيته، داخل محطة الصرف الصحي في منطقة أكتوبر، حيث كانت الجثة بجانب البئر مغطاة ببطانية.

يستعيد الأب هذه الذكريات المؤلمة ويقول: "مكناش مصدقين لآخر لحظة حتى بعد ماروحنا وكنا مركزين عشان نتعرف على الجثة وهل هذا مينا بالفعل، أم لا، وفي بادئ الأمر، لم أتعرف على جثته، وكانت معالمه غريبة جدًا، ووشه مسود، وعينه وارمه أوي، كأن حد مبوظها، ومناخيره بها آثار دماء، ووشه مجلط، وكان هناك آثار نزيف على جانب الوجه، وآثار فتح عند الجبهة".

 

الأب: “تعرفت عليه من وحمه في جسده”.

ويتابع: “لم أتعرف على نجلي من ملابسه في بادئ الأمر، ولكن كانت هناك وحمة في جسده تعرفت بها عليه، وحتى ملابسه التي خرج بها يوم الواقعة، كانت حالتها رديئة من الصرف، ثم نُقل إلى المستشفى لتشريح الجثة والوقوف على ملابساتها، ومنذ ذلك الحين لم تهدأ قلوبنا من البحث عما حدث لمينا”.

الأب يتحدث عن علاقة مينا مع الله

وكشف الأب عن تفاصيل علاقة ابنه بالدين والله، موضحًا أنه كان محبًا لله ويحاول التقرب له من خلال الصلوات الكثيرة، وقراءة الكتب المقدسة، والصوم، وكان يحب خدمته بإحدى الكنائس، لأنها جزء من التقرب لله وخدمته، والجميع يحبه لأنه شخصية مسالمة، وهادئة لأبعد الحدود، مضيفًا: "الناس مش جايه تعزيني، الناس جايه تقولي بقى عندك عريس في السما من كتر طيبته وحب الناس ليه".

 

وفي ختام حديثه طالب الأب بالبحث عن حقيقة ما حدث لابنه قائلًا: "عايزين نعرف ابننا حصله ايه، من بعد ماوقف والناس في العربية كلمته، عايزين نوصل لصاحب العربية" مطالبًا بحق ابنه إذا كان وراء الواقعة شبهة جنائية.

كواليس التحقيق

إلى ذلك، أمرت النيابة العامة، بأكتوبر، بالتصريح بدفن جثة الشاب "مينا عبدالسيد" المعثور عليه في بئر مياه بأكتوبر.
 

وباشرت النيابة العامة بأكتوبر، التحقيق في واقعة العثور على جثة شاب في عقده الثاني، ملقى ببئر مياة بحدائق أكتوبر، حيث استمعت لأقوال أسرته، الذين أكدوا بتغيبه من يوم 24 يناير الماضي.

 

وقال شقيق المجني عليه، إن شقيقه (مينا) حاصل على بكالوريوس زراعة، وتغيب من يوم 24 يناير الماضي، حيث كان عائدًا  محل عمله في سلسلة مطاعم شهيرة من أمام حي الأشجار داخل بنزينة، حيث أجرى اتصالًا هاتفيًا وتحدث معنا الساعة السادسة و6 دقائق وقالنا أنا في البنزينة، وبعدها أغلق هاتفه، وأجرينا  اتصالا بمحل عمله وأخبروني أنه غادر المكان الساعة السادسة ولكن لم يعد حتى تم العثور على جثته".

 

وكشفت التحقيقات الأولية، أن أسرته حررت محضرًا بتغيبه من يوم 24 يناير الماضي، حيث كان عائدًا من عمله في أكتوبر.

 

وتلقى قسم شرطة أكتوبر، بلاغًا يفيد بتلقيه بلاغًا  بالعثور على شاب في بئر مياة  في مدينة 6 أكتوبر وعلى الفور انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة.

 وحُرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.

مينا عبدالسيد
مينا عبدالسيد
مينا عبدالسيد
مينا عبدالسيد
واقعة اختفاء مينا عبدالسيد
واقعة اختفاء مينا عبدالسيد
واقعة اختفاء مينا عبدالسيد
واقعة اختفاء مينا عبدالسيد
 مينا عبدالسيد
مينا عبدالسيد