شاهد.. صعيدي يكتشف أنه رجل بعد 15 عاما من زواجه كأنثى.. "الفجر" ترصد القصة الكاملة (فيديو وصور)

محافظات

الشاب محمد بعد تحوله
الشاب محمد بعد تحوله لرجل

معاناة من الصعب على الإنسان تصديقها أو حتى تخيلها، عاشها شاب على مدار 28 عامًا، في جسد أنثى رغم مشاعر الذكورة التي ظلت حبيسة بداخله طوال تلك السنوات، ولا أحد يدري بها سواه، الأمر الذي أدى به إلى الوقوع في الزواج من رجل مثله كأمر واقع لما يتحلى به من جميع صفات الإناث ظاهريًا، دون أن يكتشف حقيقة نفسه، قبل الوقوع في هذا الفخ.

مواجهة المجتمع، والتحول من لباس ثوب الأنثى إلى لباس ثوب الذكورة، والأعباء المالية لاستكمال إجراء عمليات جراحية تكلف مبالغ طائلة.. عراقيل عديدة يواجهها صاحب الـ 34 عامًا، جعلته يفتح قلبه لـ "الفجر"، لسرد حكايته من الطفولة وحتى الآن نبرزها لكم في التقرير التالي.

مرحلة طفولة غير مفهومة ؟

بدأت القصة عام 1987، حين ولدت الطفلة "أزهار محمد"، في إحدى قرى محافظة غرب الأقصر، لأسرة بسيطة وتتربي وسط أخوتها، ذكورًا وإناثًا، لتكبر يومًا بعد يوم ويبدأ لديها شعور الميول إلى تصرفات الذكورة، دون أن تعلم هي أو من يحيط بها ما لديها من خلل في الهرومونات.

ويروي "الشاب المتحول حديثا لرجل، " لـ "الفجر"، تفاصيل مرحلة طفولته، إذ يقول أنه كان دائمًا يميل إلى تصرفات الذكور، حتى أثناء دخوله المدرسة كان يرغب في مصادقة الذكور على عكس تصرفات الفتيات، مما جعله يترك الدراسة بعد إنهاء مرحلة الابتدائية وعدم تقبله الذهاب إلى مدرسة فتيات، حيث كان تعليمه في الأزهر الشريف الذي يفصل بين الصبيان والفتيات بدءً من المرحلة الاعدادية.

ويقول "محمد- كما يطلق على نفسه حاليًا"، أن ما كان عليه من التصرف كالصبيان اعتبرته أسرته "دلع طفولة"، حتى وصل إلى مرحلة البلوغ بعد 12 عامًا، فما كان لهم إلا تأديبه كفتاة يجب أن ترتدي كأقرانها بالإضافة إلى لبس الحجاب، الأمر الذي فرض عليه كأمر واقع كونه فتاة ولا يعلم شيئًا عن أمور المرور الجنسي.

ارغام أزهار على الزواج للتخلص من تصرفاتها الذكورية

وأضاف، أنه بعد مرحلة البلوغ وتأخر نزول الدورة الشهرية، قامت والدته باصحابه إلى أطباء بالوحدات الصحية، وأخبروها بأنه أمر يحدث مع كثير من الفتيات وربما يحدث ذلك، بعد فترة أو بعد الزواج، واعطائها بعض الأدوية، التي أدت إلى تضخم جسده،  حتى بلوغ سن الزواج المعروف لدى قريتهم.
 

وأوضح، أنه عند بلوغه سن الـ 15 عامًا تقدم لزواجه رجل يبلغ من العمر 56 عامًا، فما كان من الأهل إلا الموافقة وارغامها على الزواج، لما كانت عليه من عدم التحلي بالأنوثة كالفتيات الأخريات، وخوفًا من عدم تقدم آخرين لها، مما جعل الفتاة تتقبل الأمر، رغم حيرتها بين الموافقة أو الرفض، ولكن استسلامها للأمر الواقع بأنها فتاة رغم ما تشعر به جعلها في النهاية تقبل ما يأمرونه بها.

ويذكر، أنه عند خلوة الزوج به وبدء التمهيد للدخول في علاقة حميمية، كان هناك رفضَا قاطعًا، جعل الفتاة تصل إلى مرحلة التشنج، ليبتعد عنها الزوج ويقوم بتهدئتها، ظنًا منه أنها تخاف من الدخول في علاقة لصغر سنها، مشيرًا إلى أن هذا الأمر ظل لمدة 3 أسابيع.
وأردف: "لما حكالي عن مشاعره تجاهي لتمهيده الدخول في علاقة معي، أنا حسيت نفس مشاعره الذكورية، وليس كأنثى، وخلال فترة الـ3 أسابيع، عندما جلست معي بعض الفتيات لشرح العلاقة بين الرجل والمرأة، كانت لدي غريزة أن أكون مكان الرجل وليس الأنثى، دون أن أوضح لأحد هذا السر".

وتابع: "تشكك أهلي من رفضي لعدم تقبل زوجي، بعد تقطع كل سبل الإقناع وجلب الشيوخ ربما يكون هناك أعمال سحر أو لبس أو حسد، وعقابي بالضرب، أن في الأمر شيئ أخفيه، بأنني لست بكرًا، وذهبوا بي إلى طبيبة للتأكد من سلامتي، وأخبرتهم بأنني بالفعل بكبر، فما كان قرارهم إلا حدوث "دخلة بلدي".

ومضى بالقول: "بعد مرور الـ3 أسابيع، دخل عندي في الغرفة ومعاه سيدتين، ومسكوني ووصل إلى "فض غشاء البكارة"، ولكنه لم يستطيع التعمق أكثر لوجود حاجز يمنع ذلك، مما جعلني أتألم بشدة من الضغط الذي يقوم به، فما كان ردي فعلي سوى القيام بضربهم جميعًا وتكسير نصف الشقة، وأيضًا عوقبت على هذا الأمر من قبل زوجي وأهلي بالضرب".

هل علم الزوج بأنه تزوج من رجل ؟

وأشار إلى قيام الزوج بعد ذلك، باصطحابه إلى طبيب نساء وتوليد، للكشف عنه، قائلًا: "  حدث هناك أمر غريب، بعد الكشف، حيث رفض الطبيب الحديث أمامي، وتحدث مع زوجي على انفراد، وبعد خروجنا، أردت معرفة ما دار بينهما، ولكن زوجي قالي لي لا شيئ  حدث واطمئي.


"تغيرت معاملة الزوج بعد ذلك.. ولا أعلم هل عرف حقيقة ما أنا عليه أم لأ ؟".. هكذا عبر الشاب المتحول عما قام به الزوج بعد الذهاب للطبيب، ذاكرًا: "جلس معي زوجي وأخبرني أنه لن يقترب مني لعدم رغبتي في ذلك، وإن أردت الطلاق سيفعل ذلك، ولكن بعد فترة للاطمئنان على نجلته المخطوبة بزواجها، ولكن الأغرب من ذلك أنه كان يرفض جلوس ابنته معي في أثناء وجودي في المنزل، وتركي أنام حيث أرغب، وينام هو بعيد عني، حتى حدث الطلاق بعد أكثر من عام".
 

صراع بين الإحساس الذكوري والهيئة الأنثوية

وبعد مرحلة الطلاق، ظلت أزهار بعزلة تامة عن البشر بمنزل أسرتها، في صراع دائم بين مشاعرها الذكورية وهيئتها الأنثوية، لم تستطع الافصاح عن هذا الأمر، حتى شاء القدر لتبدأ نقطة التحول، بعملها في مركز علاج طبيعي نسائي.

ولفت إلى أنه ذهب للعمل في مركز العلاج الطبيعي لاحتياجهم لأنثى تقوم بعمل جلسات للسيدات، موضحًا أنه حين كان يلامس النساء يثار كرجل، لدرجة أنه كان يرى خروج سائل منوي من  جهازه التناسلي، دون معرفته بهذه الشيء في بداية الأمر، حتى قرر الذهاب إلى طبيب وأخبره بما يشعر به، فاستعجب وطلب منه عمل تحاليل أكثر من مرة وهنا كانت المفاجأة.

 

هروب أزهار بعد معرفة حقيقتها بأنها رجل والقبض عليها 
وأكد: " بعد 28 سنة بيعاملوني كأنثى، ولكن أنا في النهاية عرفت إني راجل، عكس مخاوفي إن اللي عندي ده شذوذ ليس إلا، ومن هنا كانت بداية انطلاقي في المرور بمساعدة الطبيب اللي وقف معايا كتير وساعدني إني أبدأ مرحلة جديدة، ومكانش لسه حد يعرف السر ده حتى أهلي".


قصة جديدة تبدأ في معاناة "أزهار"، الذي أخبرها الطبيب بأنها رجل وليست أنثى، وتحتاج لإجراء جراحات خارج بلدتها، وأقرب مكان لذلك، مستشفى أسيوط الجامعي، حيث تم إعداد خطة للهروب، فقامت بعدها بأيام بالخروج من المنزل لشراء علاج والدتها من مدينة الأقصر التي تبعد عن قريتها عدة كيلوا مترات، وذهبت إلى عيادة الطبيب وقامت بقص شعرها وارتداء ملابس شاب، وخرجت في زي رجل قاصدة محافظة أسيوط  مغلقة هاتفها المحمول لعدم تمكن وصول أحد منها.
وأشار، إلى أنه في مستشفى أسيوط الجامعي بعد عمل التحاليل اللازمة، تبين أنه يعاني من اضطراب بالهوية الجنسية  لذكر، وتم عرضه على طبيب نفسي لقياس مدى تقبل عبوره مما كان عليه سابقًا كأنثى لذكر، حيث طلب الطبيب النفسي منه العمل لمدة يوم داخل المستشفى في إحدى أعمال العمارة، لقياس مدى تحمله وتقبله، لافتًا إلى أنه فعل كل ما يطلب منه، وبعد ذلك أعد الطبيب التقرير النفسي له، لعرضه على طبيب جراحة تجميل والبدء في إجراء العمليات.

مرت 7 أيام على أزهار داخل مستشفى أسيوط الجامعي مابين فحوصات وتحاليل، حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي أخبروها بجاهزيتها لإجراء العمليات، مما جعلها تفتح هاتفها للاطمئنان على شقيقتها، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث فوجئت بوجود أشقائها بصحبة الشرطة داخل المستشفى، حيث أنهم حرروا محضرًا بتغيبها طوال الفترة الماضية، وما أن فتح الهاتف، تمكنت الشرطة من تعقبه والوصول لها، ورجوعها إلى منزلها ولكن هذه المرة بوضع مختلف.

وبعد عودتها إلى المنزل، كان هناك تخبطًا بين الموافقة والرفض من أسرتها لما تود القيام به من تغيير هويتها، ولكن مع إصرارها، جاءت الموافقة أخيرًا ولكن بشرط أن عليها تحمل مسئوليتها بعد تحولها رجل دون مساعدة من أحد.

معاناة ما بعد العبور الجنسي من أنثى لذكر

و أجرت أزهار عمليتين جراحيتين في عام 2019، الأولى في شهر أبريل، حيث تم عمل استئصال لتضخم الثديين وإعادة بناء ثدي ذكوري، أما العملية الأخرى بعدها بثلاثة أشهر، بعمل تطويل لقناة مجرى البول كمرحلة أولى لكي يتمكن من التبول واقفًا مثل الذكور، وتتبع هذه العملية بعمليات أخرى، إلا أنه يعتبر الآن ذكر.

ولم تنته بالتطورات الأخيرة معاناة محمد، حيث أنه يبلغ  حتى الآن 34 عامًا، ومازال يحتاج إلى إجراء عمليات جراحية أخرى حتى يتمكن من استكمال ذكورته، إلا أن عائق المبالغ المالية التي يحتاجها تقف عثرة أمامه، بجانب عدم تمكنه من تغيير بطاقة هويته المذكور فيها حتى الآن أنثى.

وعلل عدم استخراجه البطاقة حتى الآن، بعد ضياع بطاقته القديمة، التي لم يتبق منها سوى صورة ضوئية، لعدم استكمال العمليات الجراحية، متسائلًا:" ماذا سأقول لموظفي السجل المدني وقت الدخول عليهم، وأنا لم أستكمل رجولتي؟.. كيف سيمر هذا الموقف دون التنمر على شخصي؟.


مناشدة للرئيس: عايز أعيش حياتي

وعن معاناته في الفترة الحالية، أوضح أنه يمر بضائقة نفسية ولولا تمسكه بالأمل ورحمة الله، ما كان ليبقى على قيد الحياة، لافتًا إلى أنه كأي شاب لديه مشاعر تجاه الجنس الآخر، ولكنه لم يستطع الاقتراب منهن، ذاكرًا:" أنا فيه بنات بتعجب بأخلاقي وتحاول تقرب مني.. لكن مينفعش وبهرب، بس لإمتى هفضل كدا هربان وحاسس بالحرمان"؟.

واستغاث "محمد"  بالرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، قائلًا: "أنا سني 34 سنة، وعشت طول عمري سجين داخل ثوب أنثى، وكل اللي عايزه أعيش حياتي كأي شاب مصري، نفسي تاخد بإيدي وأكمل العمليات اللي محتاجها، وأقدر أتجوز ويكون ليا أسرة وبيت، وأملي فيك وفي ربنا كبير".
 

معاناة عابر جنسيا
معاناة عابر جنسيا
معاناة عابر جنسيا
معاناة عابر جنسيا
معاناة عابر جنسيا
معاناة عابر جنسيا