من ريحه البشوات.. مسجد "علي باشا شعراوى" تحفة معمارية بقلب المنيا

محافظات

مسجد علي باشا شعراوي
مسجد علي باشا شعراوي

مسافرا أو مارًا بالطريق الزراعي بمدينة المنيا، يلفت نظرك تحفة معمارية بنيت علي الطراز العثمانى الفريد “مسجد علي باشا شعراوي”، والذي أبدع المعماريون في نقوشاته العثمانية الإسلامية بدقة عالية وما يلفت الأنظار من الزخارف في واجهته التى نقشت على كلمات آيات قرآنية ورسومات نباتية بدقة عالية غاية في الروعة.

مسجد علي باشا شعراوي

“مسجد علي باشا شعراوي”

وعندما تدخل المسجد تقع عيناك على الأرضية المغطاة بالرخام الأبيض وزخرفة المدخل ببوية الزيت وهو من الداخل مكون من دور قاعة كبيرة بشكل مستطيل يتخللها أربعة أروقة علي النظام المملوكي الذي كان يجعل المساجد بأربعة أروقة لإعطاء الدروس الدينية علي المذاهب الأربعة، ويغطي القاعة ثلاث قباب بالإضافة إلى الضريح الذي يوجد خارج جدار القبلة. 

مسجد علي باشا شعراوي

“مؤسسه زعيم ثوري”

ويعد الزعيم الراحل “علي باشا شعراوي”، أحد مؤسسي حزب الوفد، والذي كان يرأسه سعد باشا زغلول  وكان عضوا في مجلس النواب عام 1881م والذي سمي ببرلمان عرابي وكان من أعيان محافظة المنيا، وكان القائم مقام الخديوى في صعيد مصر، وعندما نفي الزعيم “سعد زغلول” أكمل مكانه الحراك الثوري في مصر والأقاليم عام 1919م.

مسجد علي باشا شعراوي


«زوجته زعيمة ثورية»

وكانت زوجة الراحل المناضلة الثورية ابنة المنيا هدى شعراوي وكانت ابنة خالة محمد سلطان باشا والتى كانت لها الدور الأبرز بين نساء مصر في الحراك الثوري عام 1919 عندما خرجت وخرج خلفها نساء مصر للتظاهر ضد الاحتلال.

مسجد علي باشا شعراوي

«وفاة الزعيم الراحل»

في عام 1922 توفي علي بك شعراوي، بعد أن أعد ضريحا بالمسجد ليدفن فيه وأنشئ الضريح الملاصق للمسجد علي النمط العثماني أيضا، وتم تسجيل المسجد بوزارة السياحة والآثار كأثر إسلامي برقم 1405 بتاريخ 2002/8/7 م.

وجاء تقرير لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بمنطقة آثار المنيا الإسلامية بحاجة المسجد إلى الترميم نظرا لتاريخ بنائه وكثرة الشروخ والتصدعات به وخوفا على أرواح المصلين تم غلقه عام 2020 م، وكان قد تقدم أحد المواطنين بطلب لمنطقة الآثار الإسلامية لترميم المسجد على نفقته الخاصة إلا أن المنطقة رفعت الطلب وفي انتظار الموافقة عليه نظرا لأهمية وقيمة المسجد من الناحية المعمارية والتاريخية وتاريخ مؤسسه ويعد المسجد من أجمل المساجد بصعيد مصر بمئذنته الشاهقة والتى تشبه مئذنة مسجد الحسين بالقاهرة.