إقليم دونباس.. هل يكون بوابة لإشعال حرب عالمية جديدة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

وجدت منطقة "دونباس"، المنطقة الشرقية من أوكرانيا، نفسها مرة أخرى في وسط المواجهة المسْتعَرة مع روسيا، ما أعاد تأجيج نزاع استمر قرابة ثماني سنوات مع الانفصاليين المدعومين من روسيا، بعدما زعم الجيش الأوكراني يوم الخميس المنصرم، أن المتمردين المدعومين من روسيا أطلقوا قذائف مدفعية على روضة أطفال في قرية في منطقة لوهانسك.

 

ولطالما كان القتال حول وعبر منطقة دونباس، التي كانت ذات يوم جزءًا من أوكرانيا، محور الخلاف بين البلدين، يتساءل العديد، هل سيعود الصراع على دونباس إلى الحرب العالمية الثانية؟. برغم من نفي روسيا أي خطط للغزو وكررت، مطالبها بأن تمنع الولايات المتحدة و"الناتو" أوكرانيا من الانضمام إلى التحالف العسكري، وسط تواصل الجهود الدبلوماسية والتعزيزات الغربية. ويبدو أن نافذة الحوار تضيق.

 

 

اتفاقات سياسية وتجارية مع الاتحاد الأوروبي

في أواخر عام 2013، اندلعت احتجاجات عنيفة في كييف، بعد أن رفض الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، اتفاقًا سياسيًا وتجاريًا مع الاتحاد الأوروبي، لصالح توثيق العلاقات مع موسكو. بينما تمت إزالة يانوكوفيتش كقائد من خلال الاحتجاجات الجماهيرية في فبراير 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية بحجة الدفاع عن مصالح المواطنين الناطقين بالروسية.

 

وفقًا لتقارير صحفية، دعمت موسكو أيضًا بشكل غير مباشر تمردًا انفصاليًا، زعمت أنهم متطوعون، في مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك بشرق البلاد. وفي أبريل 2014، استولى المتمردون المدعومون من روسيا على المباني الحكومية في منطقتي دونيتسك ولوهانسك، وأعلنوا إنشاء "جمهوريات شعبية" استبدادية هناك، وقاتلوا القوات الأوكرانية وكتائب المتطوعين. وسط معارك ضارية شملت الدبابات والمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية، تم إسقاط رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 فوق شرق أوكرانيا في 17 يوليو 2014، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 298 شخصًا.

 

 

وانتهى تحقيق دولي إلى أن طائرة الركاب أُسقطت بصاروخ قدمته روسيا من المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون، لكن موسكو نفت أي تورط لها. واتهمت أوكرانيا والغرب روسيا بدعم المتمردين بالقوات والأسلحة. ونفت موسكو ذلك قائلة إن "أي روسي قاتل في الشرق كان متطوعًا. ووفقًا لأرقام الأمم المتحدة، لقي أكثر من 3000 مدني مصرعهم في شرق أوكرانيا في الصراع منذ مارس 2014.

 

بروتوكول مينكس 

عقب الهزيمة الهائلة للقوات الأوكرانية في معركة إيلوفيسك في أغسطس 2014، وقع مبعوثون من كييف والمتمردين ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هدنة في العاصمة البيلاروسية مينسك في سبتمبر 2014. وتطلب الاتفاق وقف إطلاق النار وسحب جميع المقاتلين الأجانب وتبادل الأسرى والرهائن، ووعدًا بأن تتمتع المناطق الانفصالية بدرجة من الحكم الذاتي. لم تستطع الصفقة أن تدوم طويلًا حيث استؤنف القتال على نطاق واسع بعد فترة وجيزة، مما أدى إلى هزيمة كبرى أخرى للقوات الأوكرانية في دبالتسيف في الفترة من يناير إلى فبراير من عام 2015.

 

 

ووقعت موسكو وكييف والمتمردون اتفاق سلام آخر في فبراير 2015، بوساطة فرنسا وألمانيا بشروط مماثلة للاتفاق السابق. ألزم اتفاق السلام لعام 2015، المعروف باسم بروتوكول مينكس، أوكرانيا بمنح وضع خاص للمناطق الانفصالية. لقد سمح لهم بإنشاء قوة شرطة خاصة بهم ولهم رأي في تعيين المدعين العامين والقضاة المحليين.

 

وعلى الرغم من أن بروتوكول مينسك ساعد في إنهاء القتال واسع النطاق بين المتمردين والقوات الأوكرانية، ظلت المنطقة مليئة بالمناوشات الصغيرة على طول خط التماس. وفي السنوات التي تلت اتفاق مينسك، عملت موسكو على تعزيز قبضتها على منطقة دونباس من خلال تسليم أكثر من 720 ألف جواز سفر روسي لما يقرب من خُمس سكانها- البالغ عددهم 3.6 مليون نسمة-.

 

ووفقًا لوكالة أسوشيتيد برس، فقد قدمت أيضًا مساعدات اقتصادية ومالية للأراضي الانفصالية، لكن المساعدة لم تكن كافية للتخفيف من الأضرار الجسيمة الناجمة عن القتال ودعم الاقتصاد. وشكلت منطقة دونباس نحو 16 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا قبل الصراع.