هل تصبح حرب عالمية ثالثة؟.. التفاصيل الكاملة للأزمة الروسية الأوكرانية

تقارير وحوارات

الجيش الروسي
الجيش الروسي

دق ناقوس الحرب وتوقع البعض قيام حرب عالمية ثالثة بعد أزمة روسيا وأوكرانيا التي تهدد العالم، فالصراع بين البلدين بدأ بالتدهور ليصل إلى حافة الحرب كما هو الآن، وكانت المناورات الروسية والحشود العسكرية على الحدود بين البلدين نذير حرب حقيقية قد تتدحرج إلى حرب عالمية ثالثة.

وتستعرض بوابة الفجر التفاصيل الكاملة للعلاقات الروسية الاوكرانية وكيف وصل بها الحال لهذه الدرجة.

نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدة مرات اعتزامه غزو أوكرانيا، لكن الولايات المتحدة تزعم أنه اتخذ قرار الغزو، وأنه صار قاب قوسين أو أدنى من القيام بذلك حتى جاءت اللحظة الحاسمة اليوم الخميس، وبدأت الحرب فعليا.


بداية الصراع

بدأت التوترات بين روسيا وأوكرانيا منذ العصور الوسطى، فكلا البلدين لديهما جذور في الدولة السلافية الشرقية المسماة بكييف روس، لذلك، دائما ما يتحدث الرئيس الروسي بوتين عن شعب واحد.

في القرن السابع عشر، أصبحت مساحة شاسعة من أوكرانيا الحالية جزءًا من الإمبراطورية الروسية، لكن وبعد سقوط الإمبراطورية الروسية عام 1917، استقلت أوكرانيا لفترة وجيزة، قبل أن تقوم روسيا السوفيتية باحتلالها عسكريًا مجددًا.

وتعود بداية الأزمة الحالية إلى نوفمبر 2021، عندما بدأت روسيا فى نقل أعداد هائلة من قوات جيشها إلى المناطق القريبة من الحدود الأوكرانية، ولكن في 15 فبراير الجاري، وبعد أن وصل عدد تلك القوات إلى 100 ألف، قال الرئيس بوتين فى بيان رسمي "إنه سيكون هناك انسحاب جزئي للقوات الروسية".

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إن بعض وحدات الجيش "بدأت بالفعل في تحميل معداتها على متن القطارات والعربات، وسوف تبدأ اليوم العودة إلى ثكناتها العسكرية".


الأزمة الجارية

فقد أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الماضي 21 فبراير بخطاب عبر التليفزيون أعلن خلاله أنه سيعترف باستقلال المنطقتين الأوكرانيتين اللتين يسيطر عليهما انفصاليون مدعومون من روسيا.

كما زعم أن أوكرانيا ليس لها تاريخ فقد وصفها بأنها بلدًا حقيقيًا، واتهم السلطات الأوكرانية بالفساد دون أن يقدم أدلة على ذلك.

والجدير بالذكر أن الرئيس بوتين قد وقع على أوامر أصدرها لقواته بتنفيذ مهام حفظ سلام في كلتا المنطقتين، ولا يزال نطاق تلك المهام غير واضح، لكن فى حالة قيام القوات بعبور الحدود سيكون ذلك المرة الأولى التي يدخل فيها الجنود الروس رسميًا الأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين.

وفى نهاية الإعلان الروسي، صرح ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف الناتو قائلا: "إنهم يقومون باستمرار بتحريك القوات إلى الأمام وإلى الخلف، لطالما تحركت القوات يمينا ويسارا، إلى الأمام وإلى الخلف وفي كل الاتجاهات، لكن الاتجاه الذي ظل ثابتا خلال الأسابيع والأشهر الماضية هو الزيادة المستمرة في القدرات العسكرية الروسية على مقربة من حدود أوكرانيا".

وعلى الجانب الاخر، قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إن بلاده تريد السلام، وتابع: "لسنا خائفين"، و"لن نتنازل عن أي شيء لأحد".

وأضاف أن كييف الآن بحاجة إلى "دعم واضح وفعال" من قبل شركائها الدوليين ومن المهم للغاية أن نرى الآن من هو صديقنا وشريكنا الحقيقي، ومن سيستمر في استخدام مجرد كلمات لإخافة الاتحاد الفدرالي الروسي".

كما أدان كل من حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي قرار الرئيس بوتين، وتعليقًا على الأمر، قال الرئيس الأمريكي جو بايدين "إنه سيفرض عقوبات على روسيا".

فقد حاول بوتين اختبار الولايات المتحدة والغرب فى الأزمة الأوكرانية، الأولى بداية 2021، عندما حشد بعض القوات والعتاد العسكري على الحدود، وأدى ذلك إلى انتباه الولايات المتحدة، والتي سعت لإجراء مباحثات بين بوتين وبايدن، وبعد ذلك بأيام سحبت روسيا قواتها.

وأكثر ما زاد الامر حدة، هو إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم الخميس 23 فبراير، عن بدء عملية عسكرية فى منطقة دونباس الأوكرانية، ويأتي ذلك بالتزامن مع اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولى بشأن الأزمة الأوكرانية.

ودعا بوتين الجيش الأوكرانى إلى "إلقاء سلاحه"، مضيفًا أن إراقة أي دماء ستكون مسؤولية "النظام الأوكرانى"، وأنه في حالة حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور، مؤكدًا: لا نخطط لاحتلال أراض أوكرانية.

وشدد بوتين على أن بلاده لا تستطيع التهاون مع التهديدات القادمة من أوكرانيا.