هل يؤثر الغزو الروسي لأوكرانيا على العالم؟

تقارير وحوارات

الغزو الروسي لأوكرانيا
الغزو الروسي لأوكرانيا

بعد الغزو الروسي الذي شنه الرئيس بوتين اليوم، على أوكرانيا، فمن المتوقع أن يتأثر العالم بهذا الغزو، وأن تتأثر روسيا نفسها بالغزو.

وفي هذا التقرير ترصد لكم "بوابة الفجر" أبرز التوقعات لتأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على العالم.

النفط والغاز الطبيعي

من المتوقع أن تتأثر أسواق الطاقة حيث تعتمد أوروبا على روسيا للحصول على نحو 35٪ من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، الذي يأتي معظمه عبر خطوط الأنابيب التي تعبر بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا، ونورد ستريم 1 الذي يذهب مباشرة إلى ألمانيا، وخط أنابيب آخر عبر أوكرانيا.

في عام 2020، تراجعت أحجام الغاز من روسيا إلى أوروبا بعد أن أدت عمليات الإغلاق إلى كبت الطلب، ولم تتعافى بالكامل العام الماضي عندما ارتفع الاستهلاك، مما أدى إلى دفع الأسعار إلى مستويات قياسية.

كجزء من العقوبات المحتملة إذا غزت روسيا أوكرانيا، قالت ألمانيا إنها قد توقف خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الجديد من روسيا، ومن المتوقع أن يزيد خط الأنابيب واردات الغاز إلى أوروبا، لكنه يعمق أيضًا اعتمادها في مجال الطاقة على موسكو.

ويتوقع المحللون انخفاض صادرات الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا الغربية بشكل كبير عبر كل من أوكرانيا وبيلاروسيا في حال فرض عقوبات.

ويمكن أن تتأثر أسواق النفط أيضًا من خلال القيود أو الاضطراب، فأوكرانيا تنقل النفط الروسي إلى سلوفاكيا والمجر وجمهورية التشيك.

الحبوب والقمح

يمكن لأي انقطاع في تدفق الحبوب من منطقة البحر الأسود تأثير كبير على الأسعار، مما سيزيد من تضخم أسعار الغذاء في وقت تشكل القدرة على تحمل التكاليف مصدر قلق كبير في جميع أنحاء العالم بعد الأضرار الاقتصادية التي سببتها جائحة كوفيد-19.

وهناك أربع دول مصدرة رئيسية "أوكرانيا وروسيا وكازاخستان ورومانيا" تشحن الحبوب من موانئ البحر الأسود، والتي قد تواجه اضطرابات بسبب أي عمل عسكري أو عقوبات.

ويتوقع أن أوكرانيا، ثالث أكبر مصدر للذرة في العالم، ورابع أكبر مصدر للقمح، وفقًا لبيانات مجلس الحبوب الدولي، وروسيا أكبر مصدر للقمح في العالم.

السندات الدولارية والعملات

ستكون الأصول الروسية والأوكرانية في طليعة أي تداعيات على الأسواق من عمل عسكري محتمل.

كان أداء السندات الدولارية لكلا البلدين دون نظيراتها في الأشهر الأخيرة، حيث قلص المستثمرون تعرضهم وسط التوترات المتصاعدة بين واشنطن وحلفائها وموسكو.

وفي حين تقلصت مكانة روسيا بشكل عام في أسواق رأس المال في السنوات الأخيرة وسط العقوبات والتوترات الجيوسياسية، فذلك يخفف إلى حد ما من أي تهديد بالعدوى من خلال تلك القنوات.

وعانت العملتين الأوكرانية والروسية، حيث حلت الهريفنيا hryvnia كأسوأ العملات أداء في الأسواق الناشئة على مدار العام حتى الآن، بينما احتل الروبل المرتبة الخامسة.
 

مخاطرة روسية

اتخذ الرئيس الروسي خيار حرمان ملايين الأوكرانيين من حقهم في تحديد قراراتهم الخاصة بشأن بلدهم ومستقبلهم، حيث تفضيلهم الواضح هو ألا تحكمهم روسيا.

أوضح مسؤول أمريكي أن التقييم المبكر يقول إن هذه كانت بداية الغزو الروسي الكامل الذي توقعته الولايات المتحدة منذ فترة طويلة.

لطالما غضب بوتين مما يعده عدم احترام من أمريكا في أعقاب الحرب الباردة وتوسع الناتو شرقًا ليشمل حلفاء سوفياتيين سابقين مثل بولندا ورومانيا والمجر، يفسر هذا سبب وجود الصراع في أوكرانيا، ولكنه أيضًا يمثل تحديًا أوسع لواشنطن.

في خضم ضباب الحرب المبكر، من السابق لأوانه معرفة مدى المقاومة التي سيواجهها الروس، إذا كانوا سيسقطون الحكومة في أوكرانيا، أو إذا كان الغزو قد يتسبب في تمرد قد يقتل كثيرين من القوات الروسية ويخلق ظروفًا قد تهدد نظام بوتين.
 

يضرب الاقتصاد

هجوم روسيا على أوكرانيا يضرب الاقتصاد، هبوط البورصات العالمية وبيتكوين والنفط يتجاوز 100 دولار
وبما أن بوتين كان يطالب بانسحاب حلف الناتو من الدول التابعة سابقًا للاتحاد السوفيتي والتي انضمت إلى الحلف، فهذه هي أزمة أمريكا أيضًا.

الولايات المتحدة لن ترسل قوات لمحاربة روسيا مباشرة في أوكرانيا، بالنظر إلى أن أوكرانيا ليست عضوًا في الناتو، ولا تتمتع بضمانات الدفاع المتبادل للحلف.

لكن المتوقع أن واشنطن ستضطر إلى إعادة قواتها لدعم حلفائها الأوروبيين وإلى القواعد التي بدأوا في مغادرتها قبل 30 عامًا.