مورينيو روما والسقوط الحر.. لماذا قُدر لمورينيو الفشل قبل بداية تجربته مع روما؟

الفجر الرياضي

مورينيو
مورينيو

"الجنون هو فعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا، مع توقع نتائج مختلفة." البيرت أينشتاين.

قبل بداية مشروعه الجديد مع روما، من الواضح أنه كانت توجد علامات إستفهام كثيره علي مناسبة الثنائي لبعضهما البعض. روما لم يحتاجوا إلى مورينيو جديد، ومورينيو لن يجد روما أبدًا البيئة المفضلة بالنسبة له.

بيئة الكالتشيو سامة بالنسبة للمدربين الغير مؤهلين للتعامل مع الصعوبات الماليه؛ ديون إنتر تصل لـ630م يورو، روما 552م، يوفنتوس 458م، ميلان 151م، ولاتسيو 146م. كما هو واضح، كبار الدوري يقفون علي حافة الهاوية، ولهذا السبب تحديدًا لن تتناسب بيئة روما مع تطلعات مورينيو.

بخسائر وصلت لـ 204م يورو في 2020، روما تتصدر فرق الكالتشيو. لاحظ قفزة الخسائر من 15م ل 204م في خلال سنة مالية واحدة.

أتعلم ما السبب؟ روما حققوا مكاسب من بيع اللاعبين في 2019 قدرت بـ129م، الرقم إنخفض إلي 18م فقط في 2020. بمعني أن روما كان يعتمد علي بيع اللاعبين لموازنة ميزانيته.

عوائد روما إنخفضت في 2020 مقارنة بـ2019 كذلك. العوائد إنخفضت من 236م إلي 149م في سنة مالية واحدة أي نحو 85م كاملين. إنخفضت كذلك العوائد من Europe TV من 58م إلي 18م بفرق مروع وصل إلي 40م كاملين.

روما أعلنوا النادي خسارة 204 مليون يورو في موسم 2019/20، ولديهم دين مالي قدره 318 مليون يورو، منها 191 مليون يورو تختص بشراء اللاعبين، ورأس مال مطلوب من الملاك مقدر بـ 210 مليون يورو في العامين الماضيين فقط. أنحن بصدد ميلان صينيين جديد؟

من الواضح أن ملاك روما -علي عكس ملاك إنتر- يمتلكون السيولة الماديه، ولا توجد لديهم مشكلة في ضخ 200-250م سنويًا لمساعدة روما في سد ديونهم كما تفعل إيليوت مثلًا مع ميلان.

لكن تكمن المشكلة هنا في اللعب المالي النظيف؛ خسائر بهكذا رقم ستضطر الويفا طبعًا لفتح تحقيق بخصوص دفاتر روما.

وبإفتراض صحة الأرقام نظرًا لأنها نقلًا عن @SwissRamble المهتمين بالجانب الإقتصادي لكرة القدم، فروما حاليًا في ورطة. ورغم محاولات إيليوت مع ميلان لتقليل العجز التي تسببت به إدارة الصينيين، من الواضح أن إدارة روما لسبب ما لأ تأبه بذلك. الفريق يتصرف ويكأن دفاتره سليمة.

في الوقت الذي إحتاجت روما فيه إلي مدرب يراهن علي الموجودين بالفعل ويقبل بتحدي الإعتماد علي شباب الأكاديمية، في ظروف تشابه ما يمر به ميلان حاليًا، قررت إدارة روما بداية مشروع جديد مع مورينيو. أتذكر جيدًا قرار إدرارة ميلان مع الصينيين ببناء مشروع مشابه تحت إمرة مونتيلا.

وبعد أربعة أعوام تضمنت حكم الويفا بالإقصاء من الدوري الأوروبي لمدة عام، ومحاولة إيليوت لخفض العجز ليصل إلي 100م فقط بعد أن وصل إلي 295م، لا زالت إيليوت لم تتعافي من تبعيات قرارات إدارة الصينيين إلي الآن. والسبيل الوحيد لتصحيح الوضع هو بضمان الوصول للأبطال لموسمين إضافيين.


قد يفترض البعض أنه إذا فازت روما بالدوري -أمر مستبعد- أو ربما بالدوري الأوروبي -أمر مستبعد- فسيتمكنوا من موازنة الميزانية وخفض العجر الذي وصل إلي 205م يورو. لكن الواقع هو أن فوز روما بالدوري وفوزه بالدوري الأوروبي معًا، لن يضمن له تخفيض نصف هذا العجز. وفقًا لفوتبول إيطاليا، الفائز بالدوري الإيطالي يحصل علي 23.5م مقارنة بـ 11م لصاحب المركز الـسادس.
أي أن الفرق يصل إلي 12م فقط، تذكر جيدًا أن عجز روما يصل إلي 200م يورو.

1- €23،4m
2- €19،4m
3- €16،8m
4- €14،2m
5- €12،5m
6- €10،9m

أما بخصوص الدوري الأوروبي فمن المتوقع أن تكون أرباح البطولة بالنسبة للفريق المتوج بها 20م يورو.

بإختصار، روما لن يقدروا علي سد هذا العجز إلا بطريقتين، الأولي هي بيع اللاعبين -وهذا عكس ما يحدث الآن طبعًا- والثانية هي بإيجاد مصادر دخل متنوعة كما تفعل إيليوت مع ميلان حاليًا. في كل الأحوال، ما يحدث الآن مع روما ليس فريدًا من نوعه فبالفعل ميلان قاموا بشيء مشابه في 2017 وتحملوا تبعيات قراراتهم.

وكما قال آينشتاين: "الجنون هو فعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا مع توقع نتائج مختلفة."