الأوضاع في ليبيا

ماهي السيناريوهات "الليبية" المحتملة خلال الفترة القادمة؟

تقارير وحوارات

ليبيا
ليبيا

مع تطور الأوضاع في ليبيا بين بأشاغا والديبية حوله تسليم السلطة وذلك عقب موافقة مجلس النواب الليبي إعطاء الثقة للحكومة الجديدة.
ولهذا رأي الخبراء أن الأوضاع في ليبيا لم تسمح إلا بسليم السلطة بشكل سلمي، ولذلك تحاول" الفجر" رصد أخر السيناريوهات المحتملة.

قال الباحث عبدالهادي ربيع، الخبير في الشؤون الليبية، أن المجتمع الدولي الآن مشغول بالحرب الروسية الأوكرانية ولا يريد جبهة جديدة للنزاع ولذلك يدفع باتجاه الحل السلمي والحوار في ليبيا، ولن تتدخل في الصراع على السلطة إلا بوساطات من السفارات شريطة عدم دخول حرب أخرى، لضمان إستمرار تدفق النفط وتعويض النفط الروسي المفروض عليه عقوبات حاليا.
و أضاف الباحث عبد الهادي ربيع في تصريحات خاصة ل "الفجر"، لم يعد أمام الليبيين الآن سوى سيناريو واحد وهو الحوار المباشر بين باشاغا والدبيبة لطريقة تسليم السلطة والضمانات التي قد يتحصل عليها الدبيبة بعدم الملاحقة القضائية وتجنب تغيير أقاربه المعينين حديثا في مناصب قيادية بينها سفارات وهيئات كبرى وكذلك الالتزامات والعقود الموقعة مع بعض الجهات الداخلية والخارجية وهو ما يرفضه باشاغا حتى الآن، ولكن يبدو اننا سنسير في هذا الاتجاه بعد رفض التصعيد العسكري دوليا والدفع باتجاه الحوار، وقد بات بالفعل الولايات المتحدة وأنقرة هذه الوساطات إلا أن الدبيبة يمتنع عن التسليم إلا مع هذه الضمانات.
وأشار الخبير في الشؤون الليبية، أنه من المستبعد الوصول لاشتباكات عسكرية بين الطرفين وكل ما يحدث لا يتجاوز التحشيد وتحشيد مضاد لاستظهار القوة التي يرونها سلاح ردع يدفع باتجاه الحوار ولكن لن تدخل مصراته التي ينتمي لها الرجلان في حرب داخلية وفي النهاية سيكون الحوار وكل ما نراه الان من الدبيبة نوع من الممانعة للدفع باتجاه الحوار لكسب ضمانات التي سبق ان اشرنا اليها.

السيناريوهات المحتملة

وصرح الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير في الشؤون السياسية، أن تعيش ليبيا هذه الأيام على وقع زخم سياسي وجدال بين سياسييها وفاعليها الرئيسيين، "نار تحت الرماد ولا حل قريب".
وأضاف الدكتور إبراهيم جلال فضلون في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن هناك مجموعة من السيناريوهات المحتملة وهي كالآتي:
السيناريو الأول
سعي بعض القوى الدولية والإقليمية لاستمرار الأزمة الليبية، وتواتر الحلول الخارجية  الغير مجدية ولعل تعطيل التسليم، ليس من أفكار الدبيبة، بل أوامر محلية من قيادات متطرف من مدن طرابلس والزاوية ومصراته،  أى أن هناك تدخل دولي واستمرار الدبيبة،  لأن التوجّه العام للمجتمع الدولي وبالأخص الأمم المتحدة هو بقاء حكومة الدبيبة والتركيز على موعد قريب للانتخابات أقصاها 6 أشهر.
السيناريو الثاني
أن الانفجار متوقع في أي وقتٍ نتيجة استمرار عملية تدفق الميليشيات على العاصمة.
فمن الصعب أن يسلم الدبيبة السلطة إلا إذا وجد تنظيم الإخوان بديلًا.
السيناريو الثالث
تدخل شيوخ مصراتة وسبق أن طالبت قيادات اجتماعية وحكماء من مدينة مصراته بغربي ليبيا، وهي محل ميلاد كلا من الدبيبة وباشأغا، رئيس الحكومة الجديدة بوقف تحرك قوة مسلحة تابعة له إلى طرابلس، وأن يمنحهم فرصة لإنهاء مشكلة التسليم والاستلام بين الحكومتين، وهو ما وافق عليه باشأغا.
السيناريو الرابع 
هو الانتقال سلس،و يعتمد في تنفيذه على مدى عملية التنسيق بين الكيانات الليبية، وفق ما قالته ممثلة الاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل الإفريقي، إيمانويلا ديل ري، إن هناك سيناريو قريبًا لانتقال ليبيا نحو حكومة جديدة، ويمكن أن تكون برئاسة فتحي باشاغا أو أي شخص آخر، وفق المسؤولة الأوروبية، وأعتقد أنه سيناريو مستبعد. 
وأختتم الخبير في الشؤون السياسية، أن السيناريو الخامس هو محاولة إخراج المرتزقة من خلال التوافق الأممي علي تسوية الأزمة الليبية، خصوصًا في ما يتعلق بملفي خروج المرتزقة والقوات الأجنبية، وهو ما ينعكس بوضوح في البيانات المشتركة التي تصدر بشكل متكرر عن سفارات هذه الدول، وإن كانت الولايات المتحدة لا تمارس أي ضغوط في الواقع العملي على تركيا لإخراج المرتزقة السوريين، والتي تقطع مصر بحطها الأحمر عليهم كافة الطرقات ويبدو أن واشنطن تعمد إلى توظيف الدور التركي كورقة لمساومة روسيا لإخراج مرتزقتها من شرق ليبيا.