"ما بين ست الحبايب وبلاش تبوسني".. محمد عبد الوهاب في عيد الأم

الفجر الفني

محمد عبد الوهاب
محمد عبد الوهاب

تحتفل مصر اليوم  وعدة دول حول العالم بـ "عيد الأم"، الذي يتزامن مع حلول فصل الربيع وهو فصل العطاء والصفاء والخير.

 

مساحة كبيرة ومميزة، تحصل عليها الأم، في الأعمال الفنية بصفة عامة، والأغنيات بصفة خاصة، والتي يتم إذاعتها بالتزامن مع الاحتفال بعيد الأم في الـ21 مارس من كل عام.

 

ستبقى الأم دومًا النبع الأول الذي ينهل منه المبدعون، والملهم الذي يأخذ بأيديهم إلى بساتين النغم يقطفون منها صادق الكلام وصافي الألحان، وما من فنان مخلص إلا وفيه من روح الأم التي تفيض صدقًا وعطاء من غير انتظار لكلمة شكر.

 

على أن فنانينا لم يتوانوا في التعبير عن الامتنان لملهمهم الأول وتباروا، شعراء وملحنين ومطربين، في صوغ أعمال يعلمون يقينا أنها لن ترد للأم مثقالا من جميلها، لكنهم بهذه الأعمال طبعوا قُبلا على جبينها ويديها.

 

ولعل في عيد الأم مناسبة سنوية لإحياء هذه الأعمال، التي تعددت لهجاتها ومواقيت صناعتها، لتواكب الأجواء الاحتفالية التي تتكثف فيها المشاعر وتتجلى، وإن كان الأمل أن تبقى هذه المشاعر متقدة متجددة كل صباح وليس ليوم واحد.

 

ومن أشهر الأغنيات التي يتم إذاعتها بالتزامن مع الاحتفال بعيد الأم في شهر مارس من كل عام هي "ست الحبايب" التي غنتها الفنانة فايزة أحمد، من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكلمات حسين السيد.

 

وكان موسيقار الأجيال له نصيب الأسد في هذه الاحتفالية الخاصة، في تسجيل تلفزيوني شهير للموسيقار محمد عبدالوهاب يروي لمحاوره قصة أغنية "بلاش تبوسني في عينيا" قائلًا إنه استلهمها من أمه التي اعتاد أن يقبلها بين عينيها كلما ودعها أو التقاها وكانت ترفض ذلك في محبة تأسيسا على اعتقاد أن هذه العادة مقدمة فراق.

 

ولم ينس عبدالوهاب قول أمه له في كل مرة بلاش تبوسني في عينيا، البوسة في العين تفرق ودفع به إلى الشاعر المبدع حسين السيد ليصوغ الأغنية الشهيرة التي وإن كانت الأم ملهمتها توجهت إلى المحبوبة.

 

وفي وقت لاحق، يبدو أن عبدالوهاب أراد أن يعوض أمه فتعاون مع الشاعر حسين السيد أيضًا ليبدعا في خمسينات القرن الماضي أغنية ست الحبايب التي ذاعت في الوطن العربي بواحد من أكثر الأصوات العربية دفئًا وصدقًا وهو صوت الفنانة فايزة أحمد.

 

ولم تكن الأغنية، كعمل فني، هي التعويض الوحيد الذي أراده، كما أتصور، عبدالوهاب لأمه، فاسم هذا العمل أصبح مرادفًا لكلمة الأم واختصارًا لمعانيها الخالدة.

 

ومنذ أن بثت الأغنية أصبح كل ابن يشير إلى أمه بوصف ست الحبايب، ولعل ذلك، بالإضافة إلى صدق الكلمات واللحن والأداء، ما منح الأغنية حضورها الطاغي بين المستمعين وربطها بمناسبة عيد الأم ارتباطا يتوثق كل عام.

 

 

والطريف في أمر هذه الأغنية أن مؤلفها حسين السيد، استلهمها أيضًا من أمه التي كانت تقول له كلما رأته أهلا يا ست الحبايب، رغم أن المفروض أن يبادرها هو بهذه العبارة، كما يفعل كل منا اليوم مع أمه.

 

وربما أراد حسين السيد أن يربط توصيف ست الحبايب بأمه، وكل أم من بعدها، فكتب كلمات الأغنية ودفع بها إلى عبدالوهاب ليلحنها لتبقى اعترافا بدور الأم تنشده فايزة كلما سنحت الفرصة لنردد خلفها:

ست الحبايب يا حبيبة

يا أغلى من روحي ودمي

يا حنينة وكلك طيبة

يا رب يخليكي يا أمي

يا ست الحبايب يا حبيبة

 

 

هذا التعبير عن الحضور الطاغي للأم في وجدان مبدعين بحجم عبدالوهاب وحسين السيد لم يكن أمرا استثنائيا، فبعد ما قدماه توالت أعمال تشاركت فيها أسماء رفيعة على خريطة الإبداع العربي.

 

images
images
images (3)
images (3)
images (2)
images (2)
201803170218581858
201803170218581858
images (1)
images (1)