مي سمير تكتب: كل رجال بوتين.. نظرة داخل الدائرة الداخلية للرئيس الروسي

مقالات الرأي

مي سمير
مي سمير

الكلمات الهجومية تثير إعجاب الرئيس الروسي

لا تزال الحرب مشتعلة مع تصعيد القوات الروسية من هجومها العسكرى على أوكرانيا، حيث قصفت محطة للطاقة النووية حتى فى الوقت الذى تفاوض فيه الجانبان على ممرات آمنة لإجلاء المواطنين بأمان. مع استمرار الدول الغربية فى إدانتها للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، رفض الرجل القوى الروسى التراجع وأمر قواته بالدخول إلى أوكرانيا-على طول الطريق إلى كييف. فى الواقع، يوم الخميس، قال فلاديمير بوتين، وفقا لتقرير وكالة أسوشيتد برس، للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إنه مصمم على المضى قدما فى هجومه «حتى النهاية».  مع استمرار الغزو، وإحداث الدمار، والتسبب فى خسائر فى الأرواح، وكذلك تغيير وجه أوروبا، دعونا نلقى نظرة على الدائرة المقربة من بوتين والرجال الذين يقدمون له المشورة بشأن هذا الهجوم.

 

لا يتردد سيرجى لافروف فى استخدام ما يريده من الكلمات الهجومية عندما يدافع عما يعتبره مصالح موسكو، ويثير هذا الأسلوب إعجاب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. وكان الرجل البالغ من العمر ٧١ عاما جزءًا من الدائرة الداخلية لفلاديمير بوتين منذ سنوات، وشغل منصب وزير الخارجية الروسى على مدى السنوات الـ ١٨ الماضية. وهو دبلوماسى متمرس، وهو معروف بأنه يتمتع بشخصية مخادعة وصعبة، وكان وجه الجهود الدبلوماسية الروسية طوال الأزمة الأوكرانية.

وتأتى فترة ولاية لافروف كوزير للخارجية فى المرتبة الثانية كأطول فترة بعد ولاية وزير الخارجية السوفيتى أندريه جروميكو، الذى احتل منصبه لمدة ٢٨ عاما. ومثل جروميكو، الذى أطلق عليه اسم نييت، وهو ما يعنى حرفيا «السيد لا»، أصبح لافروف يمثل الوجه الذى لا هوادة فيه لسياسة الكرملين الخارجية تجاه الغرب.

لقد اعتاد صب غضبه على الغرب، تصوير الولايات المتحدة كدولة متعجرفة، مغرورة، غادرة، ومصممة على السيطرة على العالم. لقد رفض بازدراء الحلفاء الغربيين ووصفهم بأنهم مضحكون يطيعون خط واشنطن لردع روسيا.

لا يكلف لافروف نفسه عناء إخفاء غضبه عن وسائل الإعلام مما يعتبره أسئلة ساذجة أو استفزازية، وغالبا ما يرد بمزيج من الازدراء أو السخرية البسيطة.

عندما سأل مراسل «سى إن إن» فى مكالمة عبر الفيديو من العاصمة الأوكرانية لافروف عما إذا كانت موسكو تريد الإطاحة بالقيادة الأوكرانية، قاطعه المساعد الذى أدار الإحاطة، قائلا: إن دوره لم يحن لطرح سؤال. ولكن المراسل تابع كلامه، فعلق لافروف غاضبا وقال: «إنه فظ. إنه يعمل فى أوكرانيا الآن. لقد أصيب بالفظاظة».

يوم الخميس الماضى، اتهم السياسيين الغربيين بالتركيز على الحرب النووية. وقال: «أود أن أشير إلى أن فكرة الحرب النووية تدور فى رؤوس السياسيين الغربيين باستمرار، وليس فى رؤوس الروس». وأضاف» لذلك أؤكد لكم أننا لن نسمح لأى استفزازات بأن تفقدنا توازننا».

سيرجى شويجو هو صديق مقرب من بوتين. يذهبان فى حملات صيد وإطلاق نار على نطاق واسع إلى سيبيريا معا. تم تعيين سيرجى شويجو، من منطقة توفا فى روسيا، وزيرا للدفاع فى عام ٢٠١٢. لقد كان اختيارا مفاجئا، لأنه لم يكن لديه خلفية عسكرية أو خبرة قتالية.

كان له الفضل فى الاستيلاء العسكرى على شبه جزيرة القرم فى عام ٢٠١٤. وكان أيضا مسئولا عن وكالة المخابرات العسكرية، وتم اتهامه بتدبير اثنين من عمليات التسمم بغاز الأعصاب - هجوم ٢٠١٨ المميت فى سالزبرى فى المملكة المتحدة والهجوم شبه المميت على زعيم المعارضة أليكسى نافالنى فى سيبيريا ٢٠٢٠.

وهو أيضا أحد الأشخاص الذين فرض عليهم الاتحاد الأوروبى عقوبات منذ بدء الهجوم. وقال الاتحاد الأوروبى إنه « تحت قيادة وأوامر شويجو، أجرت القوات الروسية تدريبات عسكرية فى شبه جزيرة القرم التى ضمتها بشكل غير قانونى وتمركزت على الحدود. وهو مسئول فى نهاية المطاف عن أى عمل عسكرى ضد أوكرانيا».

باتروشيف هو أمين مجلس الأمن الروسى منذ عام ٢٠٠٨. وهو من الموالين لبوتين ويعمل معه منذ السبعينيات فى سان بطرسبرج. خدم باتروشيف فى الكى جى بى جنبا إلى جنب مع فلاديمير بوتين وشغل أيضا منصب رئيس المنظمة التى خلفتها، جهاز الأمن الفيدرالى، من عام ١٩٩٩ إلى عام ٢٠٠٨. وقال لصحيفة كوميرسانت الروسية فى عام ٢٠١٥ إن «الولايات المتحدة تفضل عدم وجود روسيا على الإطلاق كدولة».

وزير الثقافة الروسى السابق والمساعد الرئاسى لبوتين حاليا، شغل فلاديمير ميدينسكى منصب رئيس الوفد الروسى الذى يجرى محادثات مع أوكرانيا فى بيلاروسيا.

قبل الجولة الثانية من المحادثات يوم الخميس، نقل عن ميدينسكى قوله لوكالة ريا نوفوستى الحكومية الروسية: «نريد بالتأكيد التوصل إلى نوع من الاتفاق فى أسرع وقت ممكن، على الرغم من أنه يجب أن يكون فى مصلحة الجانبين».

عين وزيرا للثقافة الروسية فى عام ٢٠١٢، وأطيح به فى عام ٢٠٢٠ وحل محله أولغا ليوبيموفا. فى عام ٢٠١٧، تعرض لانتقادات بعد اتهامه بالسرقة الأدبية عندما أوصى مجلس أكاديمى روسى بإلغاء شهادة الدكتوراه التى حصل عليها فى عام ٢٠١١ التى ركزت على «مشاكل الموضوعية» فى تغطية التاريخ الروسى من القرن ١٥ إلى القرن ١٧. تمت تبرئته لاحقا من التهمة.

وعندما سئل عن سبب تعيينه لرئاسة الوفد الروسى بشأن مسألة أوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف، لتاس، إنه «بارع فى تحليل الخبراء الأكثر عمقا». هذا البيان هو دليل على ثقة بوتين فى ميدينسكى وقدراته.

تم وصف ميدينسكى بأنه «قومى مغرم بالكلاسيكية والقيم التقليدية». فى عام ٢٠١٣، اقترحت وزارة الثقافة فى عهد ميدينسكى مخططًا للسياسة الثقافية. ودعا إلى «رفض مبادئ التسامح والتعددية الثقافية»، وشدد على «القيم التقليدية» الروسية وحذر من «الفن الزائف» الذى قد يتعارض مع تلك القيم. فى عام ٢٠١٥، دعا ميدينسكى إلى إنشاء «إنترنت وطنى» روسى لمحاربة الأفكار الغربية، مضيفا أن أولئك الذين يعارضون روسيا هم ضد الحقيقة. خلال الغزو الروسى لأوكرانيا عام ٢٠٢٢، صرح ميدينسكى قائلا: «نحن ندافع عن السلام». ووصفته مجلة «فوربس» الأمريكية بأنه «رجل من العشيرة الأيديولوجية» للرئيس الروسى فلاديمير بوتين.

ألكسندر بورتنيكوف هو واحد من أكثر مساعدى بوتين ولاء وجدارة بالثقة بين الحرس القديم، أو الرجال الأقوياء (السيلوفيكى). لقد حول جهاز الأمن الفيدرالى إلى «سيف معاقبة» نظام بوتين. كان بورتنيكوف رئيسا لفترة طويلة لجهاز الأمن الفيدرالى القوى فى روسيا. ذكرت سكاى نيوز أن بورتنيكوف هو المسئول عن عشرات الآلاف من الاعتقالات والتشديد الدراماتيكى للقيود على المجتمع المدنى التى تزايدت وتيرتها خلال العام الماضى.

تم تعيين جيراسيموف رئيسا لهيئة الأركان العامة بعد إقالة وزير الدفاع أناتولى سيرديوكوف فى ٦ نوفمبر ٢٠١٢. وقد لعب دورا رئيسيا فى حملات فلاديمير بوتين العسكرية منذ أن قاد جيشا فى حرب الشيشان عام ١٩٩٩، وكان فى طليعة التخطيط العسكرى لأوكرانيا أيضا، حيث أشرف على التدريبات العسكرية فى بيلاروسيا الشهر الماضى.

كما ينسب إليه الفضل فى التوصل إلى عقيدة جيراسيموف — وهى مزيج من التكتيكات التى طورها السوفيت، جنبا إلى جنب مع التفكير العسكرى الاستراتيجى حول الحرب الشاملة، ما يؤدى إلى نظرية جديدة للحرب الحديثة-نظرية تشبه اختراق مجتمع العدو أكثر من مهاجمته وجها لوجه.

فى فبراير ٢٠١٣، نشر مقالا من ٢٠٠٠ كلمة، «قيمة العلم فى البصيرة»، فى الصحيفة التجارية الروسية الأسبوعية «كورير الصناعية العسكرية» التى كتب فيها، «لقد تغيرت» قواعد الحرب ذاتها. لقد نما دور الوسائل غير العسكرية لتحقيق الأهداف.

التقى سيرجى ناريشكين بوتين خلال أيام تدريبهما على التجسس وتم نشره فى بروكسل كدبلوماسى فى نفس الوقت الذى تم فيه إرسال بوتين كجاسوس شاب إلى دريسدن. شغل ناريشكين منصب مدير جهاز المخابرات الخارجية منذ عام ٢٠١٦. وظل ناريشكين، رئيس المخابرات الخارجية الروسية، إلى جانب بوتين فى معظم حياته المهنية.