الوفد على جناح “يمامة”

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كيف جاء؟.. وكيف استمر؟.. وكيف نجح؟

 

خالفت انتخابات حزب الوفد التى أجريت يوم الجمعة الماضى توقعات المتابعين والمراقبين من خارج الحزب، فلم يشك أحد أن يخسر المستشار بهاء أبوشقة منصبه أمام أحد الوفديين الجدد كما يطلق عليه البعض داخل البيت الوفدى، لكن داخل أروقة الحزب وتحديدا فى المحافظات كانت النتيجة شبه محسومة قبل يومين من انعقاد الجمعية العمومية للحزب، فأعضاء وأمناء المحافظات المختلفة عقدوا العزم على الإطاحة بأبوشقة.

الرغبة العارمة فى التغيير كانت السبب الرئيسى فى الإطاحة بأبوشقة الذى فشل فى وضع الحزب العريق على الخريطة السياسية، وتحويل الحزب من «معارض وطنى» إلى مؤيد على طول الخط وإقصاء المعارضين، حيث أخذ البعض على أبوشقة خلطه الدائم بين «الدولة والحكومة»، فالكل يجمع على مساندة الدولة وينتقد أخطاء الحكومة إذا وقعت الأخيرة فيها، لكن عند أبوشقة فكان ممنوع الانتقاد.

إلى أن جاءت القشة التى قسمت ظهر البعير، وهى قضية الفساد وشراء المقاعد النيابية بغرفتيها النواب والشيوخ، والتى أوقعت الحزب فى أزمة كبرى لفشل أبوشقة فى تحصيل ملايين الجنيهات المستحقة على بعض الأسماء التى فازت بمقاعد مجلسى النواب والشيوخ، على رأسهم برلمانى مدين بنحو ١٢ مليون جنيه لم يردها للحزب بدعوى أنه أنفق هذه الأموال فى صورة حملة دعائية لابنة رئيس الحزب أثناء تلك الانتخابات.

ليس صداميا، هكذا يصف الوفديون الدكتور عبدالسند يمامة، فمعروف عنه أنه هادئ الطبع ولم يضبط مرة فى مواقف معارضة داخل الحزب، وأنه طوال الوقت على وفاق مع رؤساء الحزب الذين عاصرهم داخل الوفد، لكن الغريب هنا، أنه دائما ما يتحول إلى عدو لكل رئيس حزب عقب انتهاء مدته، وظهر ذلك بشكل واضح بعد انقلابه على صديق الأمس الدكتور السيد البدوى وانتقاده إدارته للحزب، وهو ما تكرر مع أبوشقة، حيث تحول من مؤيد لجميع قراراته على طول الخط إلى معارض أثناء الانتخابات، رغم أن أحد أهم أسباب الإطاحة بـ«أبوشقة» والمتمثلة فى فصل المعارضين كان يمامة طرفا فيها وموافق عليها.

وكان «يمامة» أحد المؤيدين لقرارات الفصل التى اتخذها «أبوشقة» لقيادات الحزب، أبرزها قراره بفصل ٩ قيادات من الحزب فصلًا نهائيًا، ومنعهم من دخول مقره، وهم: ياسر الهضيبى (عضو مجلس شيوخ)، ومحمد عبدالعليم داوود (عضو مجلس نواب)، وطارق سباق، ومحمد عبده، وحسين منصور، ونبيل عبدالله، ومحمد حلمى سويلم، وحمدان الخليلى، وحاتم رسلان.

وكان أيضا من ضمن المساهمين الرئيسيين فى شطب اسم الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب الأسبق من سجلات الوفد وجميعته العمومية.

اختلف البعض حول تاريخ انضمام عبدالسند يمامة إلى الوفد فبينما يؤكد أنصاره أنه التحق بالحزب فى ٢٠٠٤ إلا أن آخرين من القيادات القديمة للحزب شككت فى التوقيت الفعلى لانضمامه، مؤكدين على أنه انضم للحزب ما بين ٢٠٠٧ و٢٠٠٨، لكن الجميع يؤكد أن الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب الأسبق هو الذى آتى به إلى الحزب.

بنى يمامة مجده فى عهد «أبوشقة» حيث كان عضوا بالهيئة العليا وترأس معهد الدراسات السياسية بالحزب والذى لم يجتمع طوال فترة يمامة حتى الآن على مدار ما يزيد على ثلاث سنوات، ولم يشكل مجلس إداراته أو يعقد دورة واحدة بعكس من سبقوه فى هذا المنصب مثل كامليا شكرى وإبراهيم أباظة وعصام شيحة وفؤاد بدراوى.

ويبقى التحدى الأبرز أمام «يمامة» خلال الـ١٠٠ يوم الأولى على الأقل الإجابة على السؤال المهم؛ كيف سيرد الجميل لمن ساندوه وكانوا سببا رئيسيا فى نجاحه؟، هل سيدفع فواتير وصوله لمنصب الرئيس التاسع للوفد بأن يعطى المناصب التنفيذية المهمة لأعضاء حملته الانتخابية ومناصريه؟ هل سيستجيب للضغوط التى تمارس عليه بضرورة الإطاحة بقيادة الحزب الحالية التى تتولى مناصب كبرى على رأسها سليمان وهدان رئيس الهيئة البرلمانية للحزب فى مجلس النواب وعبدالعزيز النحاس رئيس الهيئة البرلمانية للحزب فى مجلس الشيوخ؟ هل سينجح فى تنفيذ برنامجه الانتخابى الذى أعده من بند واحدٍ فقط، هو تحصيل تلك الملايين لخزينة الحزب؟