كوريا الشمالية تتحدى العالم وتطور ترسانتها النووية

مقالات الرأي

أحمد ياسر
أحمد ياسر

 

تغيرت معادلة السياسة عالميا وتأثرت بها الولايات المتحدة كثيرًا في الخمس سنوات الماضية، وتحديدا منذ أن أجرت كوريا الشمالية آخر اختبار لها للصواريخ البالستية العابرة للقارات، بالإضافة لتطور المنافسة الاقتصادية والأمنية بين الصين وواشنطن، واشتعال المسرح الدولي العالمي في ظل  الأزمة  الروسية الأوكرانية.  

ويبدو أن هناك أزمة جديدة تلوح في الأفق من الجانب الكوري الشمالي، حيث لا يزال الرئيس  كيم جونغ أون،  رئيس كوريا الشمالية، يركز على أجندة تحديث عسكرية واسعة النطاق كان قد وضعها لأول مرة في يناير 2021، وفي الأشهر الأربعة عشر التي تلت ذلك، أظهر كيم أن هذه الخطط ذات مصداقية.

حيث اختبر نوعين من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ومنها صاروخ كروز طويل المدى ويبدو  أن جونغ أون،  مصممًا  في تنفيذ البنود  التي يمكن أن تضر بشكل كبير بالمصالح الأمريكية والكورية الجنوبية واليابانية من خلال توسع نوعي للتهديدات الذي تشكله القوات النووية لكوريا الشمالية.

في الوقت نفسه،  قال المسؤولون الأمريكيون إنهم أجروا تحليلًا للمعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها حول عمليات الإطلاق هذه وقرروا أنها تتضمن نظامًا جديدًا للصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM)، على وجه التحديد وأضافوا إن الصاروخ الباليستي عابر للقارات المعني الذي لم يتم اختباره بعد، يُعرف باسم Hwasong-17، والذي كشفت عنه كوريا الشمالية لأول مرة للعالم في عرض عسكري في أكتوبر 2020.

لا شيء رأيناه حتي الآن، في سلوك كوريا الشمالية منذ طرح كيم لأجندة التحديث النووي يشير إلى أنه من المرجح أن تتراجع  وكالة بيونغ يانغ الفضائية  في خطتهًا،  ووسط الوباء والصعوبات الاقتصادية، يواجه كيم البيئة الداخلية الأكثر تحديًا على مدار فترة حكمه التي استمرت عشر سنوات.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون بيئته الخارجية هي الأكثر ملاءمة له، وسط الغزو الروسي لأوكرانيا والانحدار السريع في العلاقات الأمريكية الصينية منذ عام 2017، فإن إجماع القوى العظمى المتلاشي بشأن أنشطة كوريا الشمالية يعني أن فرض عقوبات جديدة في مجلس الأمن الدولي على أي شيء أقل من التجارب النووية يعتبر أمر غير مرجح.

وعلي صعيد آخر، رصدت المخابرات الكورية الجنوبية  علامات على وجود أنشطة في موقع التجارب النووية في كوريا الشمالية وتشير إلي  إعادة بناء الأنفاق  لإجراء تجارب نووية تحت الأرض، وقد ينذر هذا بالعودة إلى التجارب النووية بأسلحة نووية تكتيكية منخفضة القوة، وهو أحد أهداف جونغ أون الأخرى.

يبدو أن كوريا الشمالية أصبحت  مشكلة يجب إدارتها أكثر من كونها مشكلة يتعين حلها ومع ذلك، فإن التقدم النوعي الذي من المرجح أن تحققه كوريا الشمالية في الأسابيع والأشهر والسنوات المقبلة سيكون له آثار ضارة بشكل كبير على أمن الولايات المتحدة وحلفائها.

ولكن باستثناء التحول الكامل في سياسة الولايات المتحدة الآن، فإن هذه الإدارة لديها القليل من الخيارات الجيدة لردع الخطط الكورية الشمالية، فإن العقوبات الجديدة أحادية الجانب تشير إلى عدم الموافقة على أنشطة كوريا الشمالية ولكنها دون جدوي.

ويأتي ذلك؛ لتحسين أمن الولايات المتحدة وحلفائها، ولتجنب احتمال اندلاع أزمة جديدة مع بيونغ يانغ  يجب على إدارة بايدن تغيير مسارها.