مؤتمر حول الإعلام وتجديد العقل المصري بالأعلى للثقافة

الفجر الفني

مؤتمر حول الإعلام
مؤتمر حول الإعلام وتجديد العقل المصرى بالأعلى للثقافة

 

تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وبحضور الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى الثقافة، انعقد مؤتمر (الإعلام وتجديد العقل المصرى)، الذى نظمته لجنة الإعلام بالمجلس بحضور مقررها الإعلامي الدكتور جمال الشاعر، بالتعاون مع لجنتي: حماية حقوق الملكية الفكرية، والثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية؛ حيث تناول المؤتمر عدة محاور مختلفة تتصل مع مجال الإعلام، وشارك فيه نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والمتخصصين في الإعلام والثقافة؛ فشارك في الجلسة الأولى كل من: الدكتور هشام عزمى، الذى تمحورت كلمته حول موضوع: آفاق التعاون بين وزارة الثقافة والمؤسسات الإعلامية المختلفة، والدكتور حسام بدراوي، الذي تناول: دور الإعلام في صناعة الوعي بأهمية التقدم والحداثة، والدكتور وسيم السيسى، الذى تحدث حول: الإعلام والهوية المصرية والاغتراب، والمهندس زياد عبد التواب، الذى تناول موضوع: الإعلام وتحديات الثورة الرقمية، وأدار الجلسة الدكتور جمال الشاعر.


فيما شارك فى الجلسة الثانية كل من: الدكتور سمير مرقص، وتحدث حول الإعلام والجمهورية الجديدة، والنائب الإعلامى محمود مسلم، الذي تناول: رؤية مختلفة لصناعة المحتوى الإعلامي، والدكتور حسام لطفي، وتحدث حول: دور التشريعات الإعلامية في تحديث الخطاب الاعلامي، وأدارتها الدكتورة منى الحديدي؛ الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة.

 


افتتح فعاليات المؤتمر الدكتور هشام عزمى، الذى تحدث قائلًا: "في الحقيقة إننى سعيد جدًا لعدة أسباب، السبب الأول أن هذا المؤتمر يُعد تكريس لما تم الاتفاق عليه مع السادة مقررى اللجان، فى بداية انعقاد الدورة الثانية للمجلس الأعلى التى انطلقت منذ أقل من شهرين، ونحن متفائلون جدًا أن هذه الدورة بإذن الله سيكون لها صدى كبير؛ فالفترة الماضية كما تعلمون كانت فترة استثنائية تعرضنا فيها جميعًا للجائحة، وكانت الظروف غير مواتية للانعقاد بشكل دوري بالصورة التى نتمناها، لكن في الحقيقة هناك شهادة حق أود أن أقولها بالنسبة للجان فى الدورة الأولى؛ فعلى الرغم من كل الظروف المعاكسة حرصت كل اللجان على الانعقاد بصورة أو بأخرى، وكان هناك استغلال جيد جدًا لمنصات التواصل الاجتماعي، في الحقيقة اللجان اجتهدت واجتمعت، وبحمد الله إن الأمور تتحسن تدريجيًا، وبدأنا نعود إلى الحالة الطبيعية، وبالفعل قد نظمت لجان المجلس العديد من الفعاليات والمؤتمرات المهمة مؤخرًا. 

 

وتابع مؤكدًا أن الإعلام والثقافة يمثلان وجهان لعملة واحدة، وأوضح أن اللغة تمثل الوعاء الثقافى الذى يلعب دورًا مؤثرًا، وفي مختتم حديثه أكد أهمية الربط الثقافى مع مفهوم الانتقال نحو الجمهورية الجديدة التى لا بد أن تحمل فكرًا ثقافيًا جديدًا؛ فهذا الانتقال لا يُعد مجرد انتقالًا ماديًا، بل في واقع الأمر تكمن أهميته في المقام الأول في مسألة الانتقال نحو ثقافة وفكر جديدين.

 

ثم تحدث الدكتور حسام بدراوي قائلًا: “نحن لا نصنع وعى جديد للإنسان المصرى، وإنما نفتح له آفاقًا جديدة، وهذا الأمر يأتى بالتعليم والممارسة الفعلية والتجارب، والمعلومات التى يكتسبها الإنسان فى حياته؛ فيتشكل لديه الوعى، الذى  هو حالة من الإدراك العام، يكونه التعليم بجانب الثقافة والإعلام وتذوق الفنون والآداب”. 

 

وتابع مؤكدًا أن نشأة الطفل الصحيحة تكون منذ البداية، وهنا تكمن أهمية دور الإعلام من حيث اعطاء المعلومات السليمة، التى إن كانت منقوصة ستسبب تكوين وجهة نظر مغلوطة، وتقع على الدولة مسؤولية كبيرة فى هذا الأمر، تتمثل فى خلق إعلام يحمل قيم المجتمع الأصيلة بعيدًا عما يثار عبر منصات التواصل الاجتماعي، التى عادة ما تحمل وجهات نظر تخص أشخاص بعينهم.".

 

عقب ذلك تحدث الدكتور وسيم السيسى حول مفهوم الهُوية الذى يشير إلى التشابه بين أفراد المجتمع الواحد، وأشار إلى قيمة الهُوية المصرية المتأصلة منذ فجر التاريخ، موضحًا أنه لم يجد شعبًا متماثلًا ظاهريًا بل في طباعه وأخلاقه مثل الشعب المصرى، وتبع مشيرًا إلى العديد من الاحصائيات العالمية التي تؤكد أن الجين المصرى يحمله الأوروبيون والآسيويون منذ نحو خمسة وخمسين ألف عام، وتابع مشددًا على أهمية دور الإعلام الذى يتمثل في إضائة المساحات والمناطق المظلمة، وهو ما اصطلح عليه بالتنوير؛ فيجب على الإعلام أيضًا نشر الوعى الخاص بهويتنا وتاريخنا المصرى، لكي يعرف كل المصريين عظمة هويتهم المصرية، وهو ما سينعكس بطبيعة الحال على ثقة الفرد المصرى في نفسه لكى نسترجع عظمتنا مجددًا أو حتى نحظى بشرف المحاولة.

 

تحدث فى ختام الجلسة الأولى المهندس زياد عبد التواب قائلًا: “إن الاعلام الرقمى يحتوى عدد من الصحف العالمية والمحلية، والتى تقدم المحتوى بناء على الطلب (On Demand)، وفى التوقيت الذى نختاره، وربما تقوم تلك المنصات باقتراح المواد المناسبة لنا بناءً على ما سبق أن شاهدناه وتفاعلنا معه، وذلك من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى، وقد أدى ذلك إلى حدوث تطوير فى شاشات العرض وإمكانية دخولها على شبكات المعلومات مباشرة؛ حيث يمكن الاستغناء عن البث المحلى أو البث من خلال الأقمار الصناعية، بصورة جزئية أو كلية بناءً على رغبات المشاهدين وتفضيلاتهم”. 

 

 وفي مختتم حديثه تسائل قائلًا: "إذا كان ما سبق ذكره على مستوى العالم أجمع؛ فماذا عن مستقبل الصناعة وأساليب التواصل والإعلام وخلافه؟".

 

ثم بدأت الجلسة الثانية؛ فتحدث الدكتور سمير مرقص مؤكدًا أهمية دور الإعلام، مشيرًا إلى الإعلام الهادف يتمحور دوره حول العمل على التفكير المستقبلي، والتقاط الظواهر أول بأول ومناقشتها، وكذلك تطبيقه لثقافة التساؤل والابتكار ومواجهته للمسكوت عنه، كما يجب أن يمتلك الإعلام جرأة التراجع والمراجعة المستمرة لكل ما يطرح، وكذلك البعد عن السطحية والرؤية الأحادية للأمور، وعدم احترام الآخر والابتذال والخروج عن الآداب، ولن يتأتي هذا إلا بواسطة إعمال القانون وتطبيق مبدأ المواطنة والمؤسسية، بهدف الوصول إلى الحرية الاعلامية، التى تنشدها مصر فى استراتيجيتها نحو عام 2030.

 

عقب ذلك تحدث الإعلامى محمود مسلم، مشيرًا إلى ضرورة تكاتف جميع جهود مؤسسات الدولة تجاه تعزيز مفهوم الوعى على أرض الواقع، كما يقع أيضًا جزء كبير من هذا الأمر على عاتق الإعلام؛ فعليه دائمًا نشر الحقائق، وتابع موضحًا أهمية دور الإعلام المصري بما يمثله من قوة ناعمة، وأذرعه الرئيسية  التى تدعم جهود التنمية وتصويب الصور المغلوطة ومواجهة حملات الدعاية المشبوهة، التى يشنها البعض بغرض التشويه المستمر لكل إنجاز، وتصدير حالة من الاحباط للمواطنين.".

 

ختامًا تحدث الدكتور حسام لطفي قائلًا: "علينا أن نراهن على ثقافة المواطن، ونحن كرجال قانون نرفع العلم ونقول أيها السادة القانون واضح، نحن ننظم البيئة الإعلامية، ونحي المحتوى الإعلامي، وندافع عن الطيف الترددى الذى تملكه مصر، ونرشد استخدامه نحو تعظيم المكاسب، علينا أن نعترف أن مشكلتنا تكمن فى أننا لا نستثمر فى صناعة الثقافة والإعلام الاستثمار الكافى، وكذلك لا نتيح مصادر المعرفة بالقدر الكافى، مما خلق نوع من الفوضى، نأمل أن تصدر توصية تؤكد أهمية انضمام مصر للتشريعات الدولية الجديدة فى مجال حقوق الملكية الفكرية.".