سر مشترك بين ليفربول وأستون فيلا تسبب في نجاح كوتينيو وفشله مع برشلونة

يقدم فيليبي كوتينيو أداء ممتازا مع فريقه أستون فيلا الإنجليزي، وساعد الفريق كثيرا في صناعة وتسجيل الأهداف، مما أهله للاستمرار في التواجد مع منتخب البرازيل واللعب أساسيا بدلا من التواجد دون لعب كما حدث قبل رحيله من برشلونة، لكن السؤال المطروح خاصة بعد تألقه منذ انتقاله للبريميرليج، لماذا لم ينجح مع برشلونة؟، بالطبع للإجابة عن السؤال يجب العودة للخلف منذ أيامه في ليفربول، لنحكي كيف وظفه يورجن كلوب، وكيف تعامل معه نفسيا، ولماذا تعاقد معه برشلونة من الأساس، وكيف تم توظيفه، وماذا كانوا ينتظرون منه؟.

كوتينيو مع كلوب وكيفية توظيفه قبل ما يظهر أحاديث عن رحيله، كان يعتمد عليه كلاعب صانع ألعاب رقم 10 في أكثرية الأوقات "توظيف ميسي"، كان كلوب أحيانا يلعب 4-2-3-1 أو 4-3-3 لكن دون مهاجم وهمي "False 9" "لا تنس هذه المعلومة سنحتاجها فيما بعد"، ملاحظة عندما كان يلعب 4-3-3 كانت تكون فقط على الورق، لكن فعليا كان كوتينيو لديه مطلق الحرية في ترك الخط ويستلم في العمق من رقم 10 ليس inside winger، ولو أنه في بعض الأوقات لعب كـinside winger، لكن أكثرية الأوقات كان رقم 10 تاركا الخط، وقتها كان هو أهم لاعب في الفريق وكان معروفا بتسديداته بالـR2، كانت أكثرية أهدافه من خارج الـ18 سواء بتسديدة قوية أو تسديدة R2، وكان يصنع كثيرا مما جعله اللاعب الأهم في الفريق بعد رحيل لويس سواريز.

كان توظيف كلوب لروبيرتو فيرمينو كمهاجم صريح رقم 9 في أكثرية الأوقات بالتبادل مع مركز الجناح، فهو لا يلعب بنفس طريقة مثلا لوكاكو أو فلاهوفيتش أو إبراهيموفيتش أو دييجو كوستا، لكن هو مهاجم 9 حريف ومتحرك مثل سواريز عندما كان في ليفربول، أو دريس ميرتنز أو جابرييل جيسوس، ومن هنا سيفكر كلوب في توظيف جديد لفيرمينو في المستقبل "أحفظ هذه المعلومة".

استمر تألق كوتينيو وهذا ما جعل برشلونة يبدأ الحديث في التفاوض للتعاقد معه في، وبطبيعة الحال أسئلة الصحفيين أصبحت كثيرة لكلوب عن المفاوضات في صيف 2017، والقصة الشهيرة أن ليفربول صمم الاحتفاظ به، هنا كلوب شعر أن رحيل كوتينيو سيحدث لا محالة، ولو لم يكن حاليا في صيف 2017، فسيكون في يناير 2018 أو في صيف 2018 على أقصى تقدير، لذلك كان يريد تأخير رحيل كوتي لأبعد وقت ممكن ولا تحدث في الصيف، حتى يستطيع أن يرى هل ستنجح خطته البديلة أم لا، حتى لا يكون فقد كوتينيو وأيضا فشلت خطته الجديدة، لذلك في نفس التوقيت تعاقد مع محمد صلاح من روما، ليضمن امتلاكه على الجناح الأيمن صلاح، وفي الجناح الأيسر ساديو ماني، وأنه غير مضطر لتوظيف فيرمينو في مركز الجناح أو المهاجم الصريح مثلما كان يحدث في بعض الأوقات.

في 14 أغسطس 2017، قبل مباراة هوفينهايم في الدور المؤهل لدور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، وقت مفاوضات برشلونة مع ليفربول للتعاقد مع كوتينيو، كان كلوب غاضبا بسبب سؤال من صحفي أن هل غياب كوتينيو عن السفر هو إصابة فقط أم بسبب الانتقال للبارسا فقال: "لا يوجد شيئ تغير في الأيام الماضية في أي اتجاه، أنا لست متأكدا بالضبط عن الموضوع الذي تسأل عنه، هو غير متاح لنا في اللحظة الحالية، فهذه هي القضية الرئيسية، لذلك لن يستطيع اللعب لليفربول في هذه اللحظة".

صحفي أخر سأل كلوب عن الصفقة في نفس المؤتمر وقال: "لا يوجد شيئ يقال عن هذا الموضوع، أنا مدرك أن الجميع متحمسا للمعرفة، لكن لا استطيع القول إني في هذه اللحظة أفكر في هذا الموضوع، أنا هنا وبجاوب على الأسئلة، لكن وأنا في طريقي للمؤتمر الصحفي لم أفكر عن ماذا سأقول إذا تم سؤالي عن هذا الموضوع، لأن يجب علي التفكير في الفريق، لدينا حصة تدريبية بعد دقائق، وأنا دائما أعمل لأجل اللاعبين المتاحين ولا أفكر في لاعبين غير متاحين في اللحظة الحالية، إذا كانوا يعانون من إصابة لا نستطيع تغيير ذلك، وهذا نفس الموقف بالنسبالي، اعتقد إني قلت كل شيئ، إذا استمريت في السؤال، فلا يوجد لدي إجابات أخرى آسف".

منذ بداية ذلك الموسم حتى رحل كوتينو في يناير، عندما كان يتواجد ماني وصلاح وفيرمينو في التشكيل، كان كلوب يلعب بالشكل الجديد، صلاح جناح أيمن وماني جناح أيسر، لكن أين سيتم توظيف فيرمينو؟، "هنا يجب أن تتذكر المعلومة التي طلبت منك أن تحفظها"، سيتم توظيف فيرمينو في المركز الجديد المهاجم الوهمي 9.5، ومن هنا أصبح فيرمينو يغطي مساحة كوتينيو التي كان يتواجد فيها، وكان لها بوادر نجاح لكن محتاجة الوقت ومدافع قوي، لذلك في يناير تم التعاقد مع فان دايك، ونجحت هذه الطريقة ووسط الملعب كان لديه دور أكبر في التقدم وصناعة الفرص، مع تقدم ارنولد وروبيرتسون ووصل لنهائي دوري الأبطال لكن خسر من ريال مدريد 3-1، واحتل المركز الرابع في دوري، لكن ظل يعاني كوتينيو خلال النصف موسم هذا وما بعده من سوء مستوى وعدم تأقلم مع برشلونة، لكن ما السبب؟.

برشلونة تعاقد مع كوتينيو بمبلغ كبير جدا 135 مليون يورو، لكن في تخبط مع إدارة بارتوميو، لأنهم تعاقدوا مع اللاعب الذي تألق فقط دون النظر عن احتياجات الفريق وكيف سيلعب مثلما فعلوا بعدها مع أنتوان جريزمان.

المنطقي أن برشلونة كان يريد كوتي ليكون معوض أندريس إنييستا، لكن هذا لم يحدث، لأنه لا يملك خصائص إنييستا أو حتى يلعب في نفس المركز، لكن يلعب في مركز 10 وهو مركز ميسي، والذي بالتأكيد لن يلعب فيه، وبدلا من ذلك لعب في الجناح الصريح وليس الحر كما كان يلعب مع كلوب.

قال المحلل الإنجليزي تيم فيكيري قبل انتقال كوتي لأستون فيلا: "انتقاله لبرشلونة كان كارثيا، بارسا تعاقد معه ليكون معوض إنييستا، لكن هو ليس لاعب وسط، وهم لم يحتاجوه في الثلاثي الأمامي، لأن وقتها كان يوجد ميسي وسواريز الذان يحبان الكرة بين قدميهما، لذلك كانوا يحتاجون لجناح طائر، وليس لاعب أخر يحب الكرة بين قدميه"، هذا هو الشكل الحالي بالمناسبة ديمبيلي طائر، وأوباميانج وتوريس يحبان الكرة في قدميهما.

أنهى حديثه قائلا: "تحدثت مع مدرب منتخب البرازيل تيتي وقال لي إن المشكلة الإضافية لكوتينيو هو أنه خجول جدا، في ليفربول تم احتوائه بين أيديهم عكس برشلونة".

يوم 25 يوليو 2019 تحدث كلوب عن إمكانية عودة كوتينيو خاصة بعدما فقد الكثير من مستواه حيث قال: "هو لم يتحدث بوضوح عن الانتقال من عدمه، لكن في العموم كوتينيو يساعد أي نادي في العالم ومازال يستطيع إعطاء 100%، أنا أحب كوتينيو، لكن اعتقد أن إمكانياته مذهلة، لكن هذه ستكون مكلفة جدا "وقالها أكثر من خمس مرات" ولا نستطيع أن نتحمل هذه التكلفة الآن".

بعد الانتقال لأستون فيلا تحت قيادة زميله الأسبق في ليفربول ستيفن جيرارد، استعاد كثيرا من بريقه وعاد للمنتخب ولعب أساسيا، وتم استدعائه مرة أخرى الآن، لعب مع الفيلانز 10 مباريات سجل 4 أهداف وصنع 3.

قال جيرارد عنه: "عندما يكون كوتي في حالة مزاجية جيدة، فيكون عالمي، ربما هو السبب في إنهاء مسيرتي كلاعب مبكرا عامين، هو السبب في إجرائي لعملية في الركبة والفخذ".

ليبقى السر المشترك بين ليفربول وأستون فيلا في نجاح كوتينيو هو التعامل النفسي الجيد واحتوائه بالطبع مع كيفية توظيفه تاكتيكيا وهذا عكس ما حدث خلال فترته في برشلونة.