العميد محمد حويدر لـ "الفجر": هجمات الحوثي على إمدادات النفط خطر عالمي.. وهذا دور حزب الله باليمن (حوار)

تقارير وحوارات

 العميد الركن محمد
العميد الركن محمد صالح حويدر

◄هجمات ميليشيا الحوثي بالطيران المسير والصواريخ تمثل خطرًا حقيقيًا

◄مليشيات الحوثي تنفذ أجندات إيران وقرارها مرهون بملالي طهران

◄حزب الله اللبناني يتمترس خلف كل المساعدات التي تصل إلى الحوثيين

◄ مليشيات الحوثي لا يمكن أن تجنح للسلم

◄الحوثي منذ بداية الحرب لايستطيع اتخاذ أي قرارات 

◄ توقيت الحوثي لضرباته على المنشآت النفطية لشركة أرامكو له تبعاته ومخاطره

 

كشف الخبير العسكري اليمني العميد الركن محمد صالح حويدر عن الأحداث الجارية في الساحة اليمنية والتعليق على انتهاكات ميليشيات الحوثي.

 

وقال حويدر في حوار خاص لـ "الفجر"، قال إنه كان كنت واحدًا من المشاركين في أربعة حروب من أصل ستة باليمن وهي الحروب التي دارت رحاها في محافظة صعده معقل الحوثي.

وإليكم نص الحوار:-

 

◄ في ظل جرائمها.. كيف تهدد هجمات الحوثي أمن إمدادات النفط للأسواق العالمية؟


تمثل هجمات ميليشيا الحوثي بالطيران المسير والصواريخ خطرًا حقيقيًا، يهدد إمدادات العالم بالنفط الذي تعتمد عليه اقتصاديات دول عديدة في العالم لا سيما في وقت عصيب شهد فيه العالم حرب روسيا الاتحادية مع أوكرانيا ومانتج عن ذلك من قرار منع إمدادات عدد من دول أوروبا وأمريكا بالطاقة والنفط، واحدا من تلك الإمدادات كردة فعل من روسيا على ما فرضته أمريكا من حصار اقتصادي عليها، الأمر الذي تزايدت معه أهمية وضرورة تعويض ذلك من نفط المملكة العربية السعودية، وهو ما يعني أن توقيت الحوثي لضرباته على المنشآت النفطية لشركة أرامكو له تبعاته ومخاطره وبهذا الخصوص وعلى لسان وزير الخارجية السعودي تم الإعلان على أن المملكة تخلي مسؤوليتها تجاه دول العالم من أي قصور في إمدادات الطاقة جراء ماتتعرض له منشآتها من ضربات إرهابية حوثية مدعومة من إيران في ظل عدم الجدية في وضع حد لذلك العبث التي تمارسه إيران والمتمثل بالامدادات المستمرة لجماعة الحوثي بالمال والسلاح.

 

وسعيا لإنهاء الحرب وإحلال السلام  عرض مبعوثي الأمم المتحدة ومجلس الأمن عددا من مبادرات السلام قوبلت جميعها بالمماطلة ووضع العراقيل أمامها ورفضها، وتقدمت السعودية بمبادرة سلام قبل أشهر رفضت هي الأخرى فضلا عن توجيه الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الأسبوع الماضي لدعوته لكافة أطراف الصراع والأزمة اليمنيه بغية الجلوس على طاولة الحوار وحدد موعد ذلك من 29 مارس  وحتى 4 ابريل وقوبلت بالرفض ليس هذا فحسب، بل تزامنا مع ذلك تم توجيه ضربات بالصواريخ والمسيرات لأكثر من خمس منشأت نفطية ومطارات في جده وظهران الجنوب وجيزان  ومواقع أخرى وهو ما يدل بوضوح على أن مليشيات الحوثي تنفذ أجندات إيرانية وأن قرارها مرهون بملالي طهران.

 

◄ مواصلة الحوثيين جرائمها تقوض مبادرات السلام.. فهل يملك الحوثي قراره أم القرار بيد إيران؟ 

بعد تمكنها بدعم سخي من إيران تمكنت جماعة الحوثي من السيطرة على مفاصل القرار وعصب السلطة بانقلاب  قضت فيه على اتفاق الشراكة بالثروة والسلطة مع المؤتمر الشعبي العام، أعلنت إيران سقوط صنعاء كعاصمة عربية رابعة بعد بغداد ودمشق وبيروت باعتباره مكسبا يعزز أهداف إيران باستعادة ال (مجد  الفارسي) وهو ما يؤكد بأنهم اي مليشيات الحوثي أداة بيد سلطة ملالي إيران طائعون لاجنداتها التوسعية الهادفة إلى السيطرة على العالم العربي وثرواته، ولا يبدو في الأفق بوادر لقبول الحوثي للسلام كون قراره مرتبط بإيران التي تسعى لجعل ذلك ورقة ضغط في حواراتها مع الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالاتفاق النووي.

 

◄حدثني حول أهداف تدخلات إيران وحزب الله باليمن ودعمها للحوثي؟


لا أنسى هنا الإشارة إلى أن مايسمى ب (حزب الله) اللبناني يتمترس خلف كل المساعدات التي تصل إلى الحوثيين وفي كل مرة كان يحاول أن لا يظهر بذلك إلا أن الأيام أثبتت أن مقاتليه يشتركون مع الحوثيين في القتال علاوة على وجود خبراء منهم في صناعة الألغام والمتفجرات وتركيب الطائرات والصواريخ والتدريب عليها.


إن ممارسته وممارسات الحوثيون لاشك أنها تندرج في إطار جرائم الحرب فمن التنكيل بمواطني المحافظات الخاضعة لسلطته وقطع الرواتب عن الموظفين والعسكريين والتغيير المناهج التعليمية واستبدال طواقم التعليم في المدارس والكليات والجامعات والاعتداء على حرمات المساجد ودور العلم واضطهاد المرأة وتهميش دورها واستقطاب الأطفال للقتال في الجبهات علوة عل تهديد الملاحة الدولية من حالا القرصنة البحرية والتقطعات وزرع وتفخيخ القوارب المخخه، كل ذلك وغيره يؤكد بما لايدع مجالا للشك في أن مليشيات الحوثي لا يمكن أن تجنح للسلم بحوار سلمي يخرج المجتمع اليمني من أزمته الراهنة ومايعانيه من مجاعة وفقر ومرض  ولا سبيل أمام المجتمع الدولي إلا باستعادة الوضع إلى ماكان عليه قبل وحدة 22 مايو 1990م والاعتراف بدولة الجنوب الغربي ودعمها بأسباب القوة والثبات من خلال إعادة بناء وتشييد البنى التحتية واستعادة ورافق ومؤسسات الدولة لتغدو قوية تتمكن من  تطبيع الأوضاع مع دول الجوار وتأمين وحماية الملاحة الدولية والمشاركة الفاعلة في الحفاظ على  السلم المحلي والإقليمي والدولي.

 

◄ ما تعليقك على قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟

بعد أن كانت مليشيات الحوثي مصنفة منظمة إرهابية يقوم الرئيس الأمريكي السابق بالغاء ذلك  ليعطي الحوثيون زخما ودافعا لازدياد وتيرة وفاعلية أعمالهم العدائية بداخل اليمن وتكثيف الهجمات على مأرب والساحل الغربي والبيضاء وعلى منشآت وأعيان مدنية في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة ورافق ذلك مواقف دولية رخوة وعدم جدية في إيقاف نشاطات إيران الداعمة لارهاب جماعة الحوثي وهوا الأمر الذي وصل معه الحال إلى تهديد التموين العالمي للطاقة.


وحتى جملة المعالجات والاجرائات والعقوبات الفردية وحتى قرار مجلس الأمن الأخير جميعها لم تؤثر على مستوى الأعمال العدائية بل زادت من تناميها واستمرارها،هذا بالإضافة إلى أن ماسيتم عقده من لقاء لتدارس الوضع الراهن وسبل الخروج من الأزمة اليمنية الراهنة وذلك بناءا على دعوة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لحضور الأطراف اليمنية باستثناء جماعة الحوثي الرافضة للمشاركة واضعة شروط تعجيزية  والذي سيعقد خلال الفترة من 29 مارس وحتى4أبريل بمن حضر والبالغ عددهم 500مشارك يقال انهم من مختلف المحافظات اليمنية وأغلب الأطياف السياسية.


وبرأي أن ذلك اللقاء التشاوري النقاشي لن يخرج بأي نتيجة تخدم السلام في المنطقة لا سيما وأن الحوثي منذ بداية الحرب لايستطيع اتخاذ قرارات وإن اتخذها فهي غير ملزمة.

 

◄ برأيك ما مصير القضية الجنوبية.. وحل الأزمة باليمن؟

لقد كانت قوات ألوية العمالقة والأحزمة الأمنية والنخب والقوات المسلحة الجنوبية صاذقة في أدائها وقتالها ضد الإرهاب ومليشيات الحوثي،ولذلك أقول ما من حل لإنهاء الصراع الدائر وإحلال السلام في المنطقة إلا باستعادة الوضع إلى ماكان عليه قبل الوحدة والاعتراف بدولة الجنوب العربي والمساعدة على إعادة بناء ما دمرته الحرب ومساعدة قوى التحرر الشمالية لاستعادة جمهوريتهم المخطوف من الحوثي.