القنصل الياباني بالقاهرة ووفدًا رسميًا في ضيافة دير سانت كاترين

أخبار مصر

جانب من الزيارة
جانب من الزيارة

استقبل دير سانت كاترين وفدًا من السفارة اليابانية بقيادة القنصل اليابانى بالقاهرة ووفدًا مرافقًا له صباح اليوم وكان في استقبالهم الآثاري حسام صبحي. 

وقام صبحي بشرح معالم الدير المعمارية والفنية للوفد المرافق الذى أشاد بالدير كملتقى للأديان والحضارات وأهميته الدولية باعتباره ومنطقة سانت كاترين تراثًا عالميًا استثنائيًا مسجل باليونسكو منذ عام 2002 
وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الاثار إلى أن اليابانيين كانوا سباقين بالعمل الأثرى بسيناء منذ استردادها، حيث بدأت بعثة الآثار اليابانية برئاسة الدكتور مؤتسو كاواتوكو التابعة لجامعة واسيدا اليابانية بالعمل بطور سيناء منذ عام 1985 بعد استرداد سيناء بثلاثة أعوام، وقامت البعثة بالعمل فى البداية بمنطقة تل الكيلانى بطور سيناء تحت إشراف منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية.
وكشفت البعثة من خلال حفائرها عدة سنوات بمنطقة تل الكيلانى عن ميناء الطور القديم فى العصر المملوكى، والذى استخدم لخدمة التجارة بين الشرق والغرب من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا عبر سيناء منذ العصر المملوكى وحتى افتتاح قناة السويس 1896، وهى المنطقة المسجلة كأرض أثرية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1150 لسنة 1996 بمساحة 500م طول، 200م عرض.
وأضاف الدكتور ريحان أن ميناء الطور القديم قد استخدم لتوصيل المؤن إلى دير سانت كاترين عبر طريق وادى حبران، كما استخدم كطريق بحرى للحجاج المسلمين منذ عام 1885 إلى مكة المكرمة وطريق للمقدّسين المسيحيين القادمين من أوروبا عبر البحر المتوسط وعبر نهر النيل ثم بريًا إلى ميناء القلزم (السويس) ومنه إلى ميناء الطور وعبره بريا بوادى حبران إلى دير سانت كاترين ومنه إلى القدس، كما عثر بالميناء على لقى أثرية من منتجات جنوب شرق آسيا وشرق البحر المتوسط ومجموعة من الوثائق الهامة التى أكدت وجود حياة وعمل مشترك فى الميناء للمسلمين والمسيحيين والتى تجاورت منازلهم بتل الكيلانى.
وتابع الدكتور ريحان أن البعثة المصرية اليابانية المشتركة بدأت العمل عام 1997 بمنطقة رأس راية التى تبعد 10كم جنوب مدينة طور سيناء وكشفت عن حصن مربع أضلاعه من 78 إلى 78.5م له سور يدعمه سبعة أبراج دفاعية بالإضافة لبرجى المدخل بالمنطقة المسجلة أرضًا أثرية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 3340 لسنة 1999 ولقد تأكد من خلال دراسة اللقى الأثرية التى عثر عليها برأس راية أنه أحد الموانئ الهامة التى تمثل مركزًا للعلاقات التجارية بين الشرق والغرب.
كما قامت البعثة اليابانية عام 2007 بتنظيم معرض مؤقت بقاعة متحفية بمقر البعثة بتل الكيلانى لمدة شهرين ونصف أغسطس وسبتمبر وأكتوبر للقى الأثرية المستخرجة من حفائر البعثة المصرية اليابانية الكويتية المشتركة فى ذلك الوقت وناتج حفائر البعثة اليابانية منذ عام 1985 بمنطقتى تل الكيلانى ورأس راية ودير الوادى بطور سيناء شهد حضور محافظ جنوب سيناء فى ذلك الوقت والوزير المفوض للسفارة اليابانية ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار وحظى بنسبة حضور كبيرة من اليابانيين وأهالى طور سيناء وطلبة المدارس وتغطية إعلامية من الإعلام المصرى واليابانى والكويتى.

وأكد الدكتور ريحان أن عمل البعثة اليابانية بطور سيناء كان مدرسة علمية لحفائر الآثار توافرت فيها شروط بعثة الآثار المتكاملة التى تضم الآثرى والمهندس المعمارى المتخصص فى الآثار لرفع الموقع وإخصائى الترميم لترميم الأثر فور استخراجه وحفظه بالطريقة العلمية وعامل الحفائر الفنى ذو الخبرة الطويلة لاستخراج الأثر دون تدميره مع رسم تخطيطات بالحاسب الآلى الثلاثى الأبعاد لرفع المواقع المكتشفة يومًا بيوم وتسجيل وتصوير اللقى الأثرية فى موقع اكتشافها يوميًا فى كل طبقة يتم حفرها حيث يتم حفر الموقع أفقيًا طبقة وراء أخرى وبناء على الخريطة اليومية للموقع يتم تحديد خطة اليوم الثانى وتسجيل اللقى الأثرية فور استخراجها حيث تدخل جميع القطع معمل للتسجيل والترميم لمدة ثلاث ساعات يوميًا بعد انتهاء ميعاد الحفر وتستخدم أحدث التقنيات فى أعمال الحفائر
ورغم انتهاء عمل البعثة اليابانية بالمواقع الأثرية بسيناء منذ عام 2011 للظروف التى مرت بها البلاد لكن اكتشافاتها وبصماتها الأثرية واضحة بطور سيناء حتى أهالى الطور أنفسهم يذكرونها بكل خير لما كانت تحدثه من أنشطة تجارية متعددة بالمدينة حيث كان يعمل معها أكثر من 150 عامل من صعيد مصر بالإضافة إلى طاقم البعثة من علماء الآثار اليابانيين ومفتشى الآثار المرافقين لها من منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية كما ساهمت البعثة فى تعريف اليابانيين بالمقومات السياحية لسيناء من خلال ما نشرته من دراسات وأبحاث علمية عن طور سيناء وأهميتها الأثرية والذى أدى بدوره لزيادة أعداد السياح اليابانيين إلى مصر