ماذا وراء تنصل الحوثي من مشاورات السلام اليمنية في الرياض؟

تقارير وحوارات

 مشاورات السلام اليمنية
مشاورات السلام اليمنية في الرياض

عمد ميليشيات الحوثي الإيرانية بعد كل اتفاق إلى اختلاق مبررات واهية، والتنصل من أي طريق يؤدي إلى السلام باليمن، ولم تنفذ مليشيات الحوثي أي اتفاق وقعتها طيلة مسيرة حروب التمرد والانقلاب.

◄ مشاورات السلام اليمنية

وكان آخر الدعوات للسلام يعد مشاورات السلام اليمنية  التي انطلقت الأربعاء الماضي في مقر مجلس التعاون الخليجي وبرعايته في العاصمة السعودية الرياض.

ويحضر المشاورات جميع الأطراف اليمنية، باستثناء مليشيات الحوثي التي ترفض مسار السلام، رغم الإجماع الدولي والإقليمي على ضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات لوقف نزيف الحرب.


وقبل المشاورات ناشد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، وقف إطلاق النار، وهي الدعوة التي لاقت استجابة قوات التحالف بعد ساعات قليلة.

ولم تمض غير ساعات من مناشدة مجلس التعاون الخليجي لإفساح المجال لإنجاح مشاورات في الرياض، حتى أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تعليق عملياته في البلاد.

استجابة تعكس موقف التحالف العربي ومدى حرصه على دعم المشاورات اليمنية – اليمنية في الرياض، لإيجاد خارطة للسلام وإنهاء الحرب، رغم تصعيد مليشيات الحوثي وتعنتها الدائم ورفضها للحل السياسي.

◄الحكومة اليمنية

هذا وقد أكد رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك أكد أن رفض مليشيات الحوثي لمشاورات الرياض يظهر عداوتها للسلام نظرا لتحركها وفق أجندة إيران.

ودعا عبد الملك إلى ضغط أممي على المليشيات لدفعها للاستجابة لدعوات الحوار ووقف تصعيدها المهدد لأمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم.

وأكد عبد الملك أن الحكومة لم تكن يوما عائقا أمام أي مبادرات أو جهود لتحقيق السلام وإنهاء معاناة الشعب اليمني، وتتعاطى بإيجابية مع كل الدعوات تحت سقف المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محليا والمؤيدة دوليا.

ودعا عبد الملك إلى ضغط أممي على المليشيات لدفعها للاستجابة لدعوات الحوار ووقف تصعيدها المهدد لأمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم.

وأشار إلى أن رفض مليشيا الحوثي لدعوات الحوار وآخرها دعوة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي لمشاورات الرياض، ورفض استقبال المبعوث الأممي في صنعاء، واستهداف مصادر الطاقة والمنشآت الحيوية في السعودية للإضرار بالاقتصاد العالمي، تظهر عداوتها للسلام والاستخفاف بمعاناة اليمنيين، كونها تتحرك وفق أجندات ومصالح النظام الإيراني الداعم لها.

وشدد عبد الملك على أهمية استمرار الموقف الدولي الموحد تجاه مواجهة التدخل الإيراني في اليمن، واتخاذ مزيد من الإجراءات الرادعة لمليشيات الحوثي والتي تجسدت في القرار الصادر مؤخرا عن مجلس الأمن.


كما أعرب عن تقدير اليمن، قيادة وحكومة وشعبا، لجهود مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورعايته لمشاورات الرياض التي نتطلع لأن تكون فرصة سانحة لإنهاء معاناة الشعب اليمني".

ونوه المسؤول اليمني بما تبديه دول مجلس التعاون الخليجي من حرص على دعم جهود الحكومة للقيام بواجباتها وتنفيذ الإصلاحات وتعزيز فاعلية مؤسسات الدولة، وتطلعات اليمنيين لتقديم حزمة دعم اقتصادي عاجل لتخفيف معاناتهم المعيشية.

كما شدد وزير الإعلام والثقاقة اليمني معمر الإرياني على أن المشاورات المنعقدة بالعاصمة السعودية تشكل فرصة قد لا تتكرر لليمنيين.

وفي سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه بموقع تويتر، قال الإرياني إن "المشاورات اليمنية_اليمنية المنعقدة في الرياض، بتنظيم ورعاية كريمة من مجلس التعاون لدول الخليج العربي، فرصة قد لا تتكرر أمام اليمنيين.


وأضاف أن المشاورات تشكل فرصة أمام اليمنيين لحزم أمرهم ولمّ شعثهم وتوحيد صفهم وجهودهم، لاستعادة دولتهم، وإحلال السلام الشامل والعادل والمستدام على قاعدة المرجعيات الثلاث.

وأكد الإرياني أن الاجواء الايجابية السائدة بالنقاشات التي شهدتها المشاورات منذ انطلاقها، تؤكد القناعات التي تكونت لدى مختلف الأطراف السياسية بضرورة تجاوز الماضي".

وشدد على ضرورة انتهاز هذه الفرصة ودعم الأشقاء وحرصهم على أمن واستقرار اليمن، والعمل من أجل مستقبل يستحقه اليمنيون الذين عانوا ويلات الحرب والصراع.

وتابع: نثمن الجهود الاستثنائية التي تبذلها الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي مقدمتهم  الأمين العام للمجلس د. نايف فلاح مبارك الحجرف، والامين العام المساعد د. عبدالعزيز العويشق، وسعادة سرحان المنيخر سفير مجلس التعاون لدى اليمن، وكافة العاملين في دوائر الأمانة".

 

وتعد مشاورات الرياض أكبر حدث سياسي يمني منذ الانقلاب الحوثي 21 سبتمبر 2014، وضمت المشاورات، التي لاقت ترحيبا أمميا ودوليا واسعا، واحتضنتها قاعة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، قادة سياسيين وعسكريين وبرلمانيين، وزعماء قبائل ونخبا ثقافية وإعلامية ومنظمات مجتمع مدني من أحزاب وقوى فاعلة مختلفة.

 

وكشف مراقبون بأن مليشيات الحوثي المدعومة من إيران كعادتها تتنصل من كل التزامات السلام كما أنها جماعة لا تملك لغة الحوار.