كواكب الأزهر بقنا| العارف بالله الشيخ مروان ابن نجع حمادي الذي أنشأ أول معهد أزهري بليبيا

محافظات

الشيخ مروان أحمد
الشيخ مروان أحمد مروان

تعد سيرة العلماء الأجلاء، من أبناء الأزهر الشريف في محافظة قنا، درر مكنونة، لما بذلوه من جهد وتعب، في أعلاء راية الأزهر الشريف خفاقة عالية، ليكتسبوا بذلك حب الجميع، ويسجلوا أسمائهم بحروف من نور، ليخلدوه في أذهان الجميع على مر العصور.

ويعد فضيلة العارف بالله القطب الصوفي الكبير الشيخ مروان أحمد مروان شيخ الطريقة الخلوتية العامرية وصاحب الإنجازات الاجتماعية والروحانيات العالية، ابن قرية الخضيرات بمركز نجع حمادي، في محافظة قنا، من أبرز تلك الشخصيات، التي يتناولها منطقة قنا الأزهرية، في شهر رمضان المبارك، ليسلطوا الضوء على إنجازاتهم.

مولده 

هو الشيخ مروان بن أحمد بن مروان بن موسي بن عبد المولي بن حسن بن علي بن شعلان بن ياسر بن الطويل بن خضير بن جامع بن محمد بن مروان بن محمد بن الحكم.

نسبه من والديه

يتصل نسبه من جهة أمه بالنبي صلي الله عليه وسلم، حيث كانت جدته السيدة خديجة من أحفاد الإمام الحسين رضي الله عنه، وزوجة جده محمد بن مروان بن محمد بن عبد الملك، والذي تنتسب إليه بلدة بني محمد المراونة مركز أبنوب محافظة أسيوط، وينتهي نسبه من جهة أبيه إلى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن محمد رضي الله عنه.

ولد الشيخ مروان في قرية الخضيرات مركز نجع حمادي بمحافظة قنا في 23/11/1913 الموافق 25 من ذي الحجة عام 1331هـ.

نشأته وتعليمه

نشا الشيخ مروان في بيت ملتزم بالتعاليم الإسلامية والعادات والتقاليد العربية، حيث حفظ القرآن الكريم منذ صغره، ونشأ نشأة الصالحين في جو إيماني فيه عبق التقوى واليقين.

التحق فضيلة الشيخ مروان بالأزهر الشريف عام 1938م، وحصل على الشهادة الابتدائية من معهد بلصفورة الأزهري بمحافظة سوهاج، وحصل على الشهادة الثانوية الأزهرية، من معهد الملك فؤاد الأول بأسيوط عام 1943م، ثم التحق بكلية أصول الدين والدعوة، وحصل على درجة التخصص في اللغة العربية (العالمية) عام 1949م.

مسيرة العمل

عمل فضيلة الشيخ مروان بالتربية والتعليم، حيث عين بمعهد ملوي الأزهري عام 1951م، واستمر بالتدريس في الأزهر الشريف حتى عين مديرا عاما لمنطقة أسيوط الأزهرية عام 1978م، وأحيل فضيلته للتقاعد عام 1981م.

حياته الروحية

مال الشيخ مروان منذ نعومة أظفاره إلى التصوف حتى سلك طريق الخلوتية في عام 1935م على يد الشيخ الرملي بأسيوط، بعد وفاة الشيخ الرملي عام 1938م جدد العهد بالطريقة للشيخ محمد أحمد الطاهر، وفي عام 1977م جدد العهد للشيخ عامر عبد الرحيم سعيد، وبعد وفاة الشيخ عامر اجتمع أهل الطريقة، واجمعوا على تولي الشيخ مروان أحمد مروان شيخ مشايخ الطريقة العامرية الخلوتية من عام1991م وحتى وفاته.

إنجازاته

أنشأ الشيخ مروان جمعية الرملي بمنطقة الحمراء بأسيوط وتشمل: مسكن للمغتربين ومستوصف طبي ومشغل للفتيات ودار حضانة، وأنشأ في قرية الخضيرات (مسقط رأسه) مجمع معاهد الشيخ مروان الأزهرية (ابتدائي -إعدادي -ثانوي) (بنون-بنات)، وفي عام 1953م سافر إلى ليبيا في بعثة الأزهر الشريف بصحبة الشيخ عبد الحميد شاهين والشيخ محمد عبد السيد، حيث أنشأ في مصراتة بليبيا معهد القويري الأزهري، وهو أول معهد أزهري بليبيا في ذلك الوقت، وفي عام 1970م أنشأ بالقاهرة دار ضيافة وساحة لاستقبال المغتربين وأبناء الطريقة الخلوتية في بولاق أبو العلا، وأطلق عليها ساحة الشيخ مروان أحمد مروان، كما جدد بناء ديوان العائلة بالخضيرات، والذي كان قد بني عام 1817م بالاشتراك مع ابن عمه الأكبر الحاج سيد محمد سليم.

مؤلفاته

للشيخ مروان مؤلفات عديدة بلغت اثني عشر مؤلفا تدور كلها في فلك التصوف وأهدافه وطرقه وفوائده والحياة من خلاله ومنها:” نور القلوب لتفريج الهموم والكروب، كتاب الفقه في الدين المحُلي بالصلاة علي سيد المرسلين، كتاب الصلوات النورانية، نبذة عن التصوف، رسالة التوحيد“، ومؤلفات أخرى إلى جانب قصائده الشعرية مثل قصائد:” نيل المني، ففروا إلى الله، مناجاة قلب، المنحة الربانية في وصف الحضرة المحمدية، وقفة مع النفس“.

وفاته

توفي إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة الموافق 31/10/2003 الموافق السادس من شهر رمضان المعظم عام 1424 هـ، وقد دُفن بمقابر الإمام الشافعي بالقاهرة بجوار صحبه الكرام: الشيخ الطاهر والشيخ الرملي والشيخ الدومي والشيخ العامري وكل مشايخ وفضلاء الطريقة المروانية الخلوتية، ويقام كل عام في الخضيرات احتفالا كبيرا بمناسبة الذكري السنوية لوفاته يحضره كبار رجال الطرق الصوفية الخلوتية بمصر، وهو تقليد راسخ معمول به منذ وفاة الشيخ في 2003م.