5 مساجد من عمر مصر

العدد الأسبوعي

مسجد عمرو بن العاص
مسجد عمرو بن العاص

فى بيوت الله

تغيرت أسماؤها عبر التاريخ وبعضها تعرض للتخريب مع تغير الحكام والعهود

 

لكل ماهو عتيق رونقه الخاص، وفى المساجد أيضا، فالارتباط الروحى بين المصلين والمساجد القديمة له شكل آخر، وعادة، ما توصف العاصمة المصرية القاهرة بأنها مدينة الألف مئذنة نظرا لكثرة المساجد والمآذن الموجود فيها منذ فجر الإسلام، لكن ليست القاهرة المدينة الوحيدة التى تضم المساجد التاريخية، التى تمتد فى عدد من محافظات مصر.

 

من الوهلة الأولى قد تظن أن عمره لا يتعدى بضعة عقود، لكن عند الاقتراب من اللوحة التعريفية للمسجد ستكتشف أنه تأسس عام ١٨ هجرية، وأن من أسسه هو عمرو بن العاص عند الفتح الإسلامى لمصر، حيث يؤكد بعض المؤرخين أن مسجد سادات قريش، الذى يقع فى مدينة بلبيس بمحافظة الزقازيق، أول مسجد بنى فى مصر وإفريقيا.

محمد عبدالرحمن نجم امام مسجد سادات قريش منذ مايقرب من ستة عشر عامًا قال لـ «الفجر» إن المسجد أطلق عليه فى البداية اسم «مسجد الشهداء» تخليدًا لاستشهاد ما يقرب من ٢٥٠ مسلمأ منهم ٤٠ صحابيًا و٢١٠ من التابعين، وأكد أنه تم تغيير الاسم مرة أخرى بعدما أتت السيدة زينب بنت الإمام على رضى الله عنه إلى مصر، بعد معركة كربلاء وأقامت بالمدينة لفترة لذلك سمى بمسجد سادات قريش تكريما لنسب رسول الله.

يقع أمام المسجد بالجهة المقابلة ضريح صغير مسمى بمقام الأمير مدين وهو قائد الركب الخاص بالسيدة زينب، والذى توفى أثناء وجودهم فى بلبيس، وتم دفنه فى مقام أمام المسجد وتم اكتشاف مكان دفنه بالمصادفة فى سبعينيات القرن الماضى، تقام بالمسجد الشعائر كاملة ويتبع لجهتين وزارة الاوقاف وهيئة الآثار نظرًا لقيمته التاريخية، ولذلك يولى أهالى مدينة بلبيس خاصة ومحافظة الشرقية عامة أهمية كبيرة لذلك المسجد.

 

تحول فناء هذا المسجد إلى ساحة أفراح يتم تأجيرها بالساعة، وفقًا ‏للموقع الرسمى لوزارة السياحة والآثار، والتى حددت رسوم ‏الاستضافة بعشرة آلاف جنيه لكل مائة فرد، على أن تكون الطاقة ‏الاستيعابية القصوى للمكان خمسمائة فرد.

أما عن المسجد من الداخل فهو تحفة معمارية بكل المقاييس، أمر ‏ببنائه باشا مصر الأعظم محمد على لتخليد ذكراه، وليكون مقبرة له ‏بعد مماته، يحتوى المسجد على برج من النحاس بداخله الساعة ‏الدقاقة التى أهداها ملك فرنسا «لويس فيليب» سنة ١٢٦٤هـ-‏‏١٨٤٧م إلى محمد على باشا.

أما عن تصميم المسجد من الداخل، فالمسجد به منبران أحدهما ‏خشبى باللونين الأخضر والذهبى يتميز بارتفاعه وتصميمه ‏الفريد، والآخر من الرخام فى آخر الرواق من المسجد.‏

 

يعود تاريخ بناء المسجد لعام ‏إلى ٢١هـ/٦٤١م، عندما فكر عمرو بن العاص فى بناء مدينة تكون ‏مقرًا لحكم الدولة الجديدة، فاختار مدينة الفسطاط، وأول ما بدأ به عند ‏بنائه للعاصمة كان ذلك المسجد الذى أطلق عليه العديد من الاسماء من ‏بينها المسجد الجامع أو مسجد الفتح أو المسجد العتيق أو تاج الجوامع، ‏ويعد ثانى المساجد بمصر بعد مسجد سادات قريش بالشرقية.

مر المسجد بالعديد من المراحل على مدار تاريخه حيث أحرق بالكامل ‏فى العهد الفاطمى ولكن صلاح الدين الأيوبى أعاد بناءه ثم جدده ‏السلطان المملوكى الظاهر بيبرس، ومرت عليه الأيام وتوالت عليه ‏الإصلاحات إلا أنه لم يسلم من التخريب مرة أخرى، فخرب فى عهد ‏الفرنسيين بصورة أسوأ مما كان عليه أثناء الحريق الفاطمى وظل ‏يعانى من الإهمال إلى أن طالته يد التطوير والتجديد ضمن المشروع ‏الخاص للدولة بإعادة إحياء القاهرة التاريخية.

 

ليس مسجدًا فحسب بل هو شاهد على حقبة من أهم فترات التاريخ ‏المصرى حتى الآن.

زاره ‏الرئيس الامريكى الاسبق باراك اوباما ضمن زيارته الشهيرة لمصر ‏فى عام ٢٠٠٩ ومعه وزيرة خارجيته فى ذلك الوقت هيلارى كلينتون.

أطلق عليه مسجد ومدرسة السلطان حسن لأنه احتوى على مدارس ‏للمذاهب الأربعة وهى (الشافعية،الحنفية،المالكية والحنبلية). ‏

أمر السلطان حسن ببناء المسجد واستغرق فترة بناءه سبع سنوات، وتكلف بناؤه مبالغ باهظة حتى كادت أعمال البناء أن تتوقف، كما ‏اختير مكان بناء المسجد بعناية فى مواجهة قلعة صلاح الدين لكى ‏يظهر للجميع من كل اماكن القاهرة.

أعد السلطان حسن مقبرة بالمسجد لكى يدفن بها، لكن ذلك لم يحدث ‏لأنه قتل ولم يعثر على أى أثر لجثته، ودفن بها ابناه شهاب أحمد ‏واسماعيل، وأغلق المسجد لفترة تجاوزت الخمسين عامًا قبل فترة حكم ‏محمد على.‏

 

فى شارع سعد زغلول -أحد شوارع مدينة بلبيس- ‏بمحافظة الشرقية لوحة تعريفية لمسجد أمير الجيوش مدون ‏عليها بأن المسجد تأسس عام ١٩هـ ٦٤٢م، تم تأسيسه على يد ‏أحد قادة جيوش عمرو بن العاص وهو شريك بن سمى الغطافى ‏المرادى، ويعد ثانى مسجد تم إنشاؤه بالمدينة بعد مسجد سادات ‏قريش.

أما المسجد من الداخل فقد صمم على شكل مربع وتبلغ مساحته ‏نحو ٥٠٠ متر مربع تقريبًا، بعد إنشاء المسجد ظل شريك بن ‏سمى مجاهدًا فتركه عمرو بن العاص حاكما على بلبيس وتم فتح ‏العديد من البلاد على يده إلى أن توفى، تاريخيا غير مثبت أو ‏معلوم مكان دفن أمير الجيوش هل دفن بالمسجد أم لا، أما عن ‏سبب عدم ادراج المسجد كمسجد أثرى ربما يكون ذلك بسبب أن ‏المسجد تم هدمه وبناؤه عدة مرات آخرها فى السبعينيات.