"بعد تشغيل مطار طابا الدولي".. خبير آثار: مستقبل واعد ينتظر سياحة خليج العقبة

أخبار مصر

سياحة بيئية
سياحة بيئية

استقبل مطار طابا الدولي أمس الجمعة 8 أبريل أول طائرة قادمة من مطار كاتوفيتسا (بولندا) تابعة لشركة "smart wings "وعلي متنها ١٩٠ راكب بولندي وهي الأولى بعد توقف دام أكثر من عامين.

ثمرة من ثمرات التنشيط السياحي

وفى ضوء ذلك أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار إلى أن مصر بدأت تجني ثمار التنمية والتنشيط السياحي بسيناء خاصة ومصر عامة بناءً على توجيهات القيادة السياسية بتوفير المناخ الملائم للسياحة واستصدار القرارات التى تساهم فى التنمية والتنشيط بشكل كبير.

قرارات الرئيس وأثرها سياحيًا

ومن تلك القرارات، هذا القرار الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكتوبر الماضي برقم 424 بشأن ترسيم الحدود بين محافظة جنوب سيناء ومحافظة شمال سيناء ونص علي تعديل الحدود الإدارية لمحافظة جنوب سيناء لتصبح قرية رأس النقب ومطار طابا ضمن الحدود الإدارية للمحافظة بدلًا من تبعيتها لشمال سيناء، وعلى إثر القرار قام اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء بزيارة قرية رأس النقب" بعد صدور قرار رئيس الجمهورية وتم ضمها إلى محافظة جنوب سيناء شاملة مطار طابا الدولي.

وأضاف الدكتور ريحان أن هذا القرار سيسهم بشكل كبير فى تنشيط سياحة مدن وموانيء سيناء المشرفة على خليج العقبة مثل طابا ونويبع ودهب وشرم الشيخ وتنشيط وتنمية حركة السياحة البينية بين مصر والأردن والسعودية وتحقيق مزيد من الاستثمارات فى تنمية سياحة خليج العقبة مما يعد المشروع القومى الثانى بسيناء بتوجيه رئاسى بعد مشروع التجلى الأعظم الجارى تنفيذه بمدينة سانت كاترين والذي يلفت أنظار المستثمرين بسيناء إلى مزيد من الاستثمارات في المنطقة وتنشيط السياحة المحلية والدولية عبر مطار طابا.

قواسم عربية سياحية مشتركة

وأشار الدكتور ريحان إلى القواسم والمقومات السياحية المشتركة بين مصر والأردن والسعودية والتى يمكن أن تسهم فى عقد بروتوكولات تعاون بينهم لعمل رحلة سياحية واحدة للدول الثلاث وتتمثل فى آثار حضارة الأنباط والمتجسدة فى عاصمة الأنباط بالبتراء بالأردن وآثارهم بمدائن صالح بالسعودية والفرضة البحرية لميناء دهب بجنوب سيناء ومعبدين بمنطقة قصرويت بشمال سيناء ومئات النقوش الصخرية بأودية سيناء ومنها وادى المكتّب قرب وادى فيران ووادى طويبة قرب طابا ووادى عرادة بين دهب ونويبع والذى عبرها الأنباط منذ القرن السادس قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادى وتحوى نقوشًا ومقابر أثرية قديمة وعيون طبيعية وآبار مياه  ونباتات طبية نادرة وقرى بدوية وكذلك درب الحج المصرى القديم عبر سيناء إلى العقبة ومنها إلى الأراضى الحجازية وهو فى حاجة للإحياء وتعمير محطاته الهامة كما كانت أيام الحج مثل نخل بوسط سيناء والعقبة والقلاع الحجازية. 

ونوه الدكتور ريحان إلى أن درب الحج المصرى القديم كان يرتبط بنشاط تجارى كبير حيث يقام فى محطات هذا الطريق فى نخل والعقبة  ومحطاته بالأراضى الحجازية مثل حقل ومدين وينبع وبدر ورابغ وبطن مر إلى مكة المكرمة أسواقًا تباع فيها الأقمشة والمأكولات من الدول العربية المختلفة ويمكن استغلال هذه المحطات كأسواق حرة يباع فيها زى الإحرام والمنتجات المختلفة الذى يحرص الحاج على شرائها كهدايا من ملابس ومفروشات وأجود أنواع التمر والعسل وقمر الدين وغيرها من منتجات الدول العربية المختلفة ويمكن إحياء محطات الطريق بتطويرها وإقامة مصانع للنسيج ومنتجات غذائية قائمة على ما تجود به خيرات الأرض فى الدول لعربية وعمل نماذج للمحمل الشريف وعمل رياضات الهجن والرياضات العربية المختلفة وستكون هذا المحطات مواقع للزيارة لكل الجنسيات 
 

ولفت الدكتور ريحان إلى أهمية سياحة البادية والسفارى ومجتمع الصحراء وهى قواسم مشتركة ممثلة فى منطقة نويبع وطابا والعقبة وشمال الجزيرة العربية حيث تتشابه الطبيعة الجبلية بين أودية سيناء قرب طابا ووادى السيق المؤدى إلى مدينة العقبة ومنها أشكال نحتتها الطبيعة وتمتلك طابا مقومات سياحية متعددة منها سياحة الآثار والشواطئ والغوص والسفارى فى الجبال المحيطة بالمدينة ومن أهم معالمها قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون ووادى طويبة الممتد من طابا إلى النقب ويضم نقوشًا صخرية للأنباط ومنطقة غوص حول جزيرة فرعون والمنطقة مهيئة لكل الرياضات البحرية 
وتبعد مدينة نويبع 75كم شمال دهب فى طريق دهب – طابا وهى مدينة ساحرة فعلاوة على كونها  ميناء مصر البحرى على خليج العقبة فقد ارتبطت فى الأذهان برحلات الحج والعمرة ورحلات المصريين والعرب والعلاقات التجارية بين الشرق والغرب قديمًا وحديثًا فهى مدينة تحوى مقومات سياحية مختلفة متمثلة فى السياحة الثقافية من وجود النقطة العسكرية المتقدمة المشرفة على خليج العقبة والتى تعد أقدم مركز بوليس فى سيناء خاصة ومصر عامة والتى بنتها السردارية المصرية (وزارة الحربية) عام 1893وذلك بعد خروج العساكر المصرية من العقبة وجعلتها مركزًا للبوليس علاوة على السياحة الشاطئية المتمثلة فى صفاء مياهها وسياحة السفارى فى العديد من الأودية حول المدينة علاوة على التعايش وسط المجتمع السينائى بعاداته وتقاليده الراسخة التى يعشقها المصريون والأجانب
 

ووصف ريحان جماليات مدينة دهب التى تبعد 100كم شمال شرق شرم الشيخ باعتبارها مدينة تجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ فهى بحق مدينة للثقافة والجمال والتى تستوعب السياح من كل الشرائح  فهناك المخيمات السياحية والفنادق الفاخرة، وتضم معهدًا للبرديات يستطيع الزائر أن يتعرف على طريقة صناعة البردى قبل شرائه ومواقع عديدة لبيع المنتجات السينائية بأنواعها المختلفة والمجوهرات والعطور وتحتضن المنطقة السياحية آثارًا خالدة  تشمل ميناء دهب البحرى على خليج العقبة الذى استخدمه العرب الأنباط بسيناء منذ نهاية القرن الثانى قبل الميلاد لخدمة التجارة بين الشرق والغرب
 

وتوقع ريحان حركة سياحية كبرى بهذه المنطقة خاصة لو امتدت خطط الاستثمار والتنمية السياحية لتربط كل الموانيء المشتركة بين مصر والسعودية والأردن المشرفة على خليج العقبة وامتداد البحر الأحمر لأهميتها التاريخية فهى تجمع بين الماضى والحاضر ومنها ميناء السويس الذى نشأ فى القرن (الرابع الهجرى/ العاشر الميلادى) صاحب التاريخ العريق فهو ميناء القلزم أو كليزما اليونانية وكليزما وريثة أرسينوى البطلمية وميناء أبو وزنيمة وهو ميناء مستخرجى الفيروز فى سرابيط الخادم وقد كشفت بعثة آثار جامعة كاليفورنيا عام 1948 عن ميناء مصرى جنوب أبو زنيمة ربما كان الميناء المصرى القديم لخدمة منطقة تعدين كنقطة لشحن وتفريغ سفن بعثات التعدين المصرية المرسلة على البحر الأحمر وأرّخ تشرنى هذا الموقع إلى عهد حتشبسوت وتحتمس الثالث

ورصد ريحان أهمية  ميناء طور سيناء الذى يبعد 269كم عن نفق أحمد حمدى فهو يمثل الفرضة البحرية للميناء المملوكى بطور سيناء (648-922هـ، 1250-1516م) وهو المكان الذى يخدم الميناء من مخازن وخلافه وهى عبارة عن مبانى من الحجر الجرانيتى والمرجانى والطوب اللبن تقع بتل الكيلانى والميناء كان يخدم التجارة بين الشرق والغرب فى العصر الإسلامى وكانت هناك حركة تجارة وانتقال لبعض القبائل من جدة إلى سيناء عبر ميناء الطور وبعضهم استقر فى طور سيناء وميناء النبك الذى يبعد 25كم شمال ميناء الشرم وهى أقرب فرضة إلى بر الحجاز، وتجاهه فى ذلك البر ميناء الشيخ حميد بينهما 9كم وكان ينتابها عام (1324هـ/ 1906م) تجار الإبل والغنم وأكثرهم من عرب الحويطات المصريين حيث يأتون بالإبل والغنم من بر الحجاز إلى النبك ثم يخترقون سيناء إلى السويس وفى النبك آبار عذبة وبستان نخيل وميناء دهب الذى يبعد 75كم شمال شرم الشيخ