الميثاق الوطني العراقي يُصدر بيانًا في ذكرى الاحتلال الأمريكي للعراق

عربي ودولي

بوابة الفجر

أصدر الميثاق الوطني العراقي، بيانًا في ذكرى الاحتلال الأمريكي للعراق، مشددًا على أنه يُوجد مُخطط لتقسيم العراق ضمن استراتيجية الفوضى الخلاقة.

وأوضح الميثاق، أن العراق لا يزال منذ تسعة عشر عامًا من احتلاله مسلوب السيادة بسبب النظام السياسي الذي فرضه المحتل وحكوماته التي جعلت العراق ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، داعيًا العراقيين في الذكرى التاسعة عشرة لجريمة احتلال العراق إلى التكاتف والوحدة والمحافظة على وحدة العراق، والعمل على إفشال مخططات الاحتلالين الأمريكي والإيراني.

وفيما يلي نص البيان:

بيان رقم (126)

احتلال العراق جريمة مستمرة في عامها التاسع عشر

يستذكر الشعب العراقي وأحرار العالم في التاسع من نيسان الذكرى التاسعة عشرة لجريمة احتلال العراق التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبعض الدول الأخرى بمساعدة إيران وأذرعها المتحالفة مع قوات الاحتلال الأمريكي ضد العراق، ومازالت الجريمة مستمرة عبر عدة صفحات ومن أخطارها تشكيل ميليشيات مدعومة من البنتاغون لإثارة الفتن الطائفية داخل المجتمع العراقي ودفعه إلى الحرب الأهلية؛ لتنفيذ مخطط تقسيم العراق والمنطقة ضمن استراتيجية الفوضى الخلاقة للوصول إلى ما يسمى (خارطة الشرق الأوسط الجديد).

واستكمالا لمخطط الاحتلال البغيض أسس الاحتلال عملية سياسية طائفية تابعة له وحلّ الجيش العراقي والأجهزة الأمنية والمدنية وأنهى الدولة العراقية بالكامل، بعد أن كُشف ادعاؤه الكاذب بعدم امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل؛ ثم برر جريمته بعد افتضاح كذبته بتغيير النظام السياسي في العراق وإرساء الديمقراطية الوهمية التي قسمت العراق إلى مكونات ونسب سياسية تحت إشراف رئيس سلطة الاحتلال (بول بريمر) الذي شكل بالاتفاق مع إيران ما يسمى (مجلس الحكم)، الذي تم اختيار أعضائه من الأحزاب والميليشيات الناقمة على العراق وشعبه التي سعت وما زالت لتدمير العراق بشكل ممنهج كما خطط الاحتلال وزيادة.

وما يزال العراق منذ تسعة عشر عامًا من احتلاله مسلوب السيادة بسبب النظام السياسي الذي فرضه المحتل وحكوماته التي جعلت العراق ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، حيث يوجد على أرض العراق الآلاف من جنود الاحتلال في قواعد عسكرية متعددة منها قاعدة (عين الأسد) في الأنبار و(حرير) في شمال العراق، ووجود عناصر الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني في (جرف الصخر) وغيرها من القواعد الأجنبية الأخرى، فضلًا عن استباحة الأراضي العراقية من الميليشيات الإرهابية، وما يحدث في قضاء (سنجار) وتحكم ميليشيا (PKK) الأجنبية دليل آخر على تنوع احتلال المدن العراقية، ولم يكن ذلك يحدث لولا تبعية أحزاب السلطة وميليشياتها وولائها لغير العراق، ومما زاد الأمر سوءًا تعامل الدول مع الحكومات في العراق على الرغم من فسادها وسيطرة الميليشيات المسلحة والأحزاب الموالية لإيران على قرارها.

ولم تتوقف جريمة الاحتلال وعملائه عند هذا الحد وإنما تجاوزوه إلى ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، وتهجير قسري لمدن وقرى بدوافع طائفية مقيتة أودت بملايين العراقيين إلى العيش في المهجر أو في مخيمات النزوح وعدم السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم ومنازلهم وممتلكاتهم، وتركهم من دون رعاية وإهمال متعمد، فضلًا عن اغتيال الكفاءات العراقية من قبل الموساد وإيران وفرق الموت، واعتقال مئات الآلاف من العراقيين والعراقيات وزجهم في سجون الاحتلال والحكومات المتعاقبة وارتكاب جرائم ضدهم؛ وفضيحة سجن (أبو غريب) دليل فاضح على جرائم الاحتلال وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في العراق، وضوء أخضر لعملائها بممارسة التعذيب والانتهاكات البشعة ضد المعتقلين كما حصل في سجون بوكا والجادرية إبان حكومة الجعفري الطائفية، ومثلما هو حاصل ومستمر في السجون الحكومية، وإجبار الأبرياء تحت وطأة التعذيب للاعتراف بجرائم لم يرتكبوها؛ ليصبح مصيرهم إما الموت من بشاعة التعذيب أو مشانق الموت الظالمة التي يساق إليها مئات الأبرياء في ظل حكومات الاحتلال المتعاقبة. 

ولم تكتف هذه الأحزاب وميليشياتها بتواطؤها مع المحتل وسفك دماء العراقيين وقتلهم وتهجيرهم؛ بل شنت حملة تغييب واسعة لآلاف العراقيين في الدور والموصل والرزازة والصقلاوية وديالى وحزام بغداد وغيرها من مدن العراق؛ وارتكاب سلسلة من المجازر البشعة ضد الأطفال والنساء والرجال الذين لا حول لهم ولا قوة أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي بقي صامتًا أمام هذه الجرائم والمجازر التي ترتكب ضد العراقيين.

أما أكذوبة الديموقراطية فقد فضحتها انتهاكات قوات الاحتلال واستهدافها أول مظاهرة سلمية في الفلوجة وبغداد ضد الاحتلال، ثم توالت الانتهاكات الجسيمة ضد العراقيين من قبل حكومات الاحتلال المتعاقبة فاستهدف (نوري المالكي) تظاهرات 25 شباط، ثم تظاهرات المحافظات الست المنتفضة ضد الظلم والإقصاء ولم تنته باستهداف المتظاهرين وإنما بهجوم عسكري على المدن والمحافظات الست واستخدام الصواريخ والمدافع والدبابات لتدمير المدن وإبادة المواطنين، وارتكاب مجازر جماعية بحق الأبرياء الذين ما زالت جثثهم تحت الركام. واكتشاف المقابر الجماعية بين الحين والآخر في مدينة الموصل شاهد حي على هذه الجرائم التي ارتُكبت بتواطؤ من المجتمع الدولي، فضلًا عن تفشي المخدرات وتعاطيها بنسبة 50% من الشباب، وما ذكرناه هو غيض من فيض ضمن جريمة الاحتلال المستمرة منذ تسعة عشر عامًا على العراق.

إن الميثاق الوطني العراقي إذ يستنكر جريمة الاحتلال المستمرة فإنه يعمل مع أبناء شعبه على إزالة الاحتلال وآثاره، ويدعو العراقيين في الذكرى التاسعة عشرة لجريمة احتلال العراق إلى التكاتف والوحدة والمحافظة على وحدة العراق، والعمل على إفشال مخططات الاحتلالين الأمريكي والإيراني، وما تشهده العملية السياسية من انسداد واضح وصراع على السلطة دليل على اقتراب نهاية مشاريع الاحتلال وعمليته السياسية البائسة؛ مما يدعونا إلى دعوة القوى الوطنية العراقية التي لم تتلوث بالعملية السياسية وجرائمها إلى الاستعداد للمرحلة القادمة للمساهمة في إنقاذ العراق؛ لأن نهاية المطاف تعني بقاء الشعوب وزوال الظالمين.

ولا يفوتنا ونحن نستذكر هذه الذكرى الأليمة؛ أن نستذكر في هذه الأيام الذكرى الثامنة عشرة لمعركة الفلوجة الأولى التي هزمت جيوش الاحتلال وأذنابهم على أسوارها وبين أزقتها؛ ونثمن باعتزاز وفخر دور المقاومة العراقية التي دافعت عن العراق وشعبه وكبدت المحتلَّ خسائر عسكرية واقتصادية فادحة؛ جعلته يحجم عن المغامرة بغزو بلدان أخرى بريًا؛ ونؤكد أن الشعوب قادرة على طرد الغزاة وإن طال ليلهم فلا بد أن ينجلي لتشرق شمس الحرية والاستقلال.

اللجنة العليا للميثاق الوطني العراقي

9/4/2022م