كواكب الأزهر بقنا|العالم رشدي فكار.. سويسرا أطلقت اسمه على أحد شوارعها

محافظات

رشدي فكار
رشدي فكار

تعد سيرة العلماء الأجلاء، من أبناء الأزهر الشريف في محافظة قنا، درر مكنونة، لما بذلوه من جهد وتعب، في أعلاء راية الأزهر الشريف خفاقة عالية، ليكتسبوا بذلك حب الجميع، ويسجلوا أسمائهم بحروف من نور.

ويعد الدكتور رشدي فكار المفكر الإسلامي ابن قرية الكرنك بمركز أبوتشت بمحافظة قنا، من أبرز تلك الشخصيات، التي يتناولها منطقة قنا الأزهرية، في شهر رمضان المبارك، ليسلطوا الضوء على إنجازاتهم.

نشأته

ولد «رشدي فكار» في 10 يناير 1928 بقرية الكرنك في مركز أبوتشت بمحافظة قنا بصعيد مصر، كان والده العمدة محمود فكار عمدة قرية الكرنك وأحد كبار الأعيان بمحافظة قنا، حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية في سن مبكرة، ونشأ وتربى على القيم والأخلاق الحميدة وحب الخير، ووضع اسمه على معهد فتيات ”إعدادي وثانوي“، وكذلك مدرسة إعدادية، بقريته الكرنك.

تعليمه

درس بمعهد قنا الديني، ثم التحق الجامع الأزهر بالقاهرة، وتخرج منه، ثم حصل على البكالوريا الفرنسية من مدرسة الحقوق الفرنسية، وتابع تعليمه حتى حصل على دبلومين في الدراسات العليا أحدهما في الاجتماع والآخر في العلاقات الدولية، ثم حصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة باريس عام 1956م، وهو يجيد اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

درجاته الوظيفية

عمل «الدكتور فكار» بعد تخرجه مدرسًا في جامعة السوربون، ثم انتقل إلى سويسرا للتدريس في جامعة جنيف، وأنجز فيها خلال هذه الفترة رسالة جامعية أخرى نال بها شهادة دكتوراه الدولة في علم النفس في عام 1965، ثم انتقل إلى المغرب ليعمل أستاذا في علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، كما عمل أستاذا زائرا بالعديد من الجامعات العربية والأوروبية منها جامعة جنيف وجامعة نيوشاتل، وانتسب بالعضوية لأكثر من 42 جمعية دولية وأكاديمية.

حصل «المفكر الإسلامي» على عضوية أكاديمية الآداب والفنون والعلوم بإيطاليا، وعضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضوية الهيئة العالمية للكتاب، وعضوية جمعية استر نجيرج، وهو أول عربي إنضم لأكاديمية العلوم (مجمع الخالدين) بفرنسا 16/2/1973م، ويعد أيضا من أكبر خمسة متخصصين في أصول الماركسية في العالم، وذلك الذي أهله للترشيح لجائزة نوبل عام 1976م.

 

مؤلفاته

 

للدكتور رشدي فكار أكثر من 17 مؤلفًا وموسوعة و100 بحث ودراسة حول شتى علوم الإنسان، والتي جمعها في 30 مجلدا من مجالات الدراسات الإسلامية والاجتماعية والنفسية وتمت ترجمتها إلى لغات أخرى.

أبحاثه

وكتب 50 دراسة وبحثًا ومقالات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية منها: ”علاقة العالم العربي الثقافية مع فرنسا، تأملات في الإسلام، الحياة اليومية في مصر إبان عصر محمد علي، الشباب وحرية الاختيار، ظاهرة الانتحار، المراهنة الصناعية، نظرية أصول الماركسية والمراهنة الصناعية“.

أعماله

اختارته الحكومة السويسرية ليكون واحدًا من فريق العلماء الذين فحصوا بكل أدوات العلم مشكلات سويسرا الناجمة عن الثروة المتضخمة، ووقع عليه الاختيار كرئيس لجمعية "الأيدو" العالمية ومقرها جنيف والتي تضم في عضويتها الحاصلين والمرشحين من شتى أنحاء العالم لجوائز نوبل العالمية، ومنحته الحكومة الفرنسية عضوية أكاديمية العلوم التي لا يحصل عليها إلا العلماء المتميزون، كما منحته الحكومة السويسرية وضع اسمه على أحد شوارع العاصمة هناك.

رحيله

تُوفي الدكتور رشدي فكار في 5 أغسطس 2000م بالمغرب عن عمر يناهز 72 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة.