الدرهم الإماراتي والريال السعودي يستحوذان على 25% من المدفوعات العربية البينية

الاقتصاد

بوابة الفجر

 

أكد معالي الدكتور عبد الرحمن الحميدي المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي أن منصة "بُنى" للمدفوعات العربية تعد أول منصة إقليمية بتوجهات عالمية لتسوية المدفوعات عبر 6 عملات حالية منها 4 عملات عربية هي الدرهم الإماراتي والريال السعودي والجنية المصري والدينار الأردني إضافة إلى الدولار واليورو.. مشيرا إلى أن الدرهم الإماراتي والريال السعودي يستحوذان على 25% من إجمالي المدفوعات العربية البينية، فيما يشكل الجنية المصري والدينار الأردني 10% منها لتصل حصة منصة "بُنى" من المدفوعات العربية البينية نحو 35% لأربع عملات عربية.

وقال معاليه - في حوار مع وكالة أنباء الإمارات "وام" - إن منصة "بُنى" تعتزم الارتباط مع نظام الدفع الأفريقي والصيني والهندي وأمريكا اللاتينية وتخطط لربط الأسواق المالية العربية وتوفير فرص إصدار أوراق مالية، ويستخدمها حاليًا 40 من أكبر البنوك العربية ويتم التواصل مع أكثر من 160 بنكًا للانضمام إلى "بُنى".

وأوضح دور هذه المؤسسة على صعيد المدفوعات البينية العربية، والمدفوعات العربية مع الشركاء التجاريين ومنهم دول إفريقيا والهند والصين وكوريا وأمريكا اللاتينية، لافتًا إلى أنها ستعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ما يحقق الفعالية والسرعة والكفاءة في تسهيل المعاملات وإجراء التحويلات.

وتطرق الحميدي إلى ميزة "بنى" والتي تتمثل في أن لديها أعلى معايير الامتثال لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وفقًا لكل عملة بناء على اشتراطات المصرف المركزي لهذه العملة مؤكدًا أنه نظام المدفوعات الوحيد عالميًا المتوفر لديه الامتثال وكذلك من المؤسسات الرائدة في الامتثال لمبادئ مجموعة العشرين.

و أكد استمرار قبول عملات عربية أخرى يجري تأهيلها للانضمام إلى المنصة واستخدامها كعملات دفع بين الدول موضحًا أن سعي "بُنى" لزيادة العملات المدرجة لديها يعزز القيمة المقدمة من قبلها لصالح شبكتها المتنامية من البنوك المشاركة العاملة في المنطقة العربية وخارجها.

وقال الدكتور الحميدي إن "بُنى" تعد النظام الوحيد في العالم للمدفوعات الذي يتضمن نظم الدفع مع معايير الامتثال لكل عملة دفع مؤكدا أن المنصة تحظى بالقبول العالمي حيث وقعت اتفاقية مع كل من "فيزا" و"ستاندرتشارترد ".

وأوضح أن عدد البنوك الموقعة على اتفاقية منصة "بٌنى" يبلغ 70 بنكا منها 40 بنكًا تستخدم منصة "بُني" وتضم بنوكا كبرى من الإمارات ومصر والمغرب وتونس وعمان، فضلًا 3 بنوك مركزية عربية وبنوك أخرى في الطريق للارتباط بالمنصة.

ولفت إلى أن تصميم نظام "بُنى" راعى سهولة الارتباط بأقل التكاليف الممكنة وجرى تصميمه ليسهل على البنوك الارتباط به إلى جانب كونه متوائما لكل الأنظمة والتقنيات العاملة في البنوك.

ونوه إلى أن البنوك المصرية المرتبطة بمنصة "بُنى" تسيطر على أكثر من 80% من السوق المصري وكذلك أكبر ثلاثة بنوك مغربية، إضافة إلى أكبر ثلاثة بنوك إماراتية إما أنها ارتبطت أو وقعت الاتفاقية مع المنصة، وكذلك أكبر 4 بنوك عمانية إما أنها ارتبطت أو في طريقها إلى الارتباط.

وأضاف: " تعد " بُنى" أول منصة إقليمية بتوجهات عالمية لتعزيز المدفوعات البينية العربية في مجالات الاستثمار والتجارة والتحويلات المالية" لافتًا إلى أن المنصة تمضي في التواصل مع الشركاء التجاريين عربيًا وعالميًا منوها إلى أنه تم توقيع اتفاقية في هذا الصدد مع الهند لفتح أسواق جديدة فيما يجري التباحث بشأن التوقيع مع الجانب الصيني وأمريكا اللاتينية وكذلك نظام المدفوعات الأفريقي.

وأوضح الحميدي أن منصة "بٌنى" ستوفر قنوات مالية عبر البنوك وشركات الصرافة بما يسمح للأفراد العاملين في الدول العربية وخارجها بخيارات التحويل بالعملات المتوفرة عبر المنصة وبكلفة أقل من غيرها وهو ما يتوفر في منصة مالية أخرى حول العالم، مشيرًا إلى أن البنوك ستبدأ قريبًا التوسع في استخدام العملات المتوفرة لدى "بٌنى".

وقال إن "بُنى" تشكل نظامًا متكاملًا ومتخصصًا في مجال توفير خدمات مقاصة وتسوية المدفوعات بالعملات العربية والعملات الدولية وتمكين المؤسسات المالية والمصرفية في المنطقة العربية في المنطقة العربية وخارجها بما في ذلك المصارف اللامركزية والتجارية من إرسال واستقبال المدفوعات البينية في جميع أنحاء المنطقة العربية وخارجها بصورة آمنة وموثوقة وبتكلفة مناسبة وفعالية عالية.

و أشار إلى أن "بُنى" و"فيزا" وقعتا اتفاقية في أغسطس من العام الماضي لمواكبة وتلبية الخدمات المتنامية للمنطقة العربية في المجالين المالي والمصرفي عبر تصميم حلول مبتكرة وفعالة قادرة على استكشاف وتوليد الفرص المستدامة في صناعة المدفوعات، لافتا إلى أن هذه الشراكة شهادة إضافية على التزام وحرص كل "بنى" و"فيزا" على المساهمة في تطور النظام المالي الإقليمي وتمهيد الطريق نحو إنشاء أنظمة فعالة ومبتكرة للمدفوعات عبر الحدود.

و ذكر الحميدي، أن التعاون بين "بُنى" و"فيزا" يمنح الطرفين القدرة على تقديم منتجات وخدمات مشتركة للدفع عبر الحدود بطريقة مرنة ومنخفضة المخاطر والوصول بسهولة إلى كافة الأسواق المستهدفة لمواكبة وخدمة الاحتياجات المالية المتنوعة والمتزايدة في المنطقة العربية وخارجها.

كما وقعت منصة "بنى" في يونيو 2021،اتفاقية مع بنك "ستاندرد تشارترد" العالمي يتولى بموجبها البنك توفير خدمات تسوية المدفوعات بعملة اليورو من خلال منصة "بنى"، بما يدعم فرص تنمية التجارة والاستثمارات العربية البينية والربط مع الشركاء التجاريين الرئيسين للدول العربية في القارة الأوروبية.

وفي ديسمبر 2020، بدأ التشغيل الكامل لمنصة "بُنى" التابعة للمؤسسة الإقليمية لمقاصة وتسوية المدفوعات العربية المملوكة من قبل الصندوق، حيث باشرت "بُنى" تنفيذ أعمال إرسال واستقبال المدفوعات عبر الحدود بعملات متعددة.

و أجرت "بُنى" أول عملية دفع عبر الحدود من خلال تنفيذ تحويل بالدرهم الإماراتي بين بنك المشرق في دولة الإمارات وبنك مصر في جمهورية مصر العربية وشكلت هذه العملية إطلاقًا للنشاط التشغيلي للمنصة.

و ذكر الحميدي أن الصندوق نظم 33 ورشة شارك فيها أكثر من 200 بنك وكبار المسؤولين في بنوك المنطقة العربية ومن جميع القارات وتناولت أنواع الرسوم التي تدعمها المنصة للتحويلات والمدفوعات التي يتم تسويتها والخيارات المتاحة للمشاركين وكيفية التعامل مع المنصة والميزات المتوفرة وكيفية التعامل مع المنصة.

يعد " صندوق النقد العربي " مؤسسة مالية عربية إقليمية تأسست عام 1976 وبدأت ممارسة نشاطها عام 1977 ويبلغ عدد أعضائها 22 دولة ويدير أعماله من مقره في أبوظبي.