د.حماد عبدالله يكتب: علاقه البريد المصري بالهضبة!!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


أثار الإعلان الذى تبثه الفضائيات عن مصلحة البريد المصرى، كثير من التعليقات التى دعتنى أن أكتب عن هذا الإعلان، وكذلك مولد الأعلانات الرمضانية والتى لها وجهين فى المجتمع، الجانب المشرق هو أنها جائت (بعضها) مبدعة وزاهية الألوان ومقترضة لموسيقى من الزمن الجميل، وأعادت لمخيلة من هم مثلى أو فى عمرى وأقل، مهرجانات السينما المصرية الرائعة والتى تصدرت مشاهدها سندريلا الشاشة العربية المرحومة (سعاد حسنى) والجانب الأخر جاء متكررًا مملًا ليس له أى مردود سوى أن المتلقى والمنتظر لإنتهاء الفترة الإعلانية لإستكمال مشاهد مسلسل هام من الدراما الرائعة هذا العام، وعلى رأسهم (الأختيار3) والذى إستطاع ان يجمع المصريين فى وقت واحد للمتابعة، عائدين بالذكرى إلى كلاسيكيات الدراما التليفزيونية (ليالى الحلمية) المشربية) وغيرهم.
ونعود لهيئة البريد المصرى فى مصر والتى يعود تاريخها المعاصر إلى عام 1865 وهو واحد من أقدم مؤسسات مصر وأعرقها ويبلغ عدد العملاء أكثر من 15 مليون عميل.
ولكن لا يجب أن ننسى أن (الحمام الزاجل) قام بنفس الدور فى عصور سابقة، وربما كان له فضل كبير فى زمن الحروب وأيضًا زمن الرومانسية وخاصة فى القرون الوسطى (فى الدوموز بأوروبا) وهى البلدان الأوربية المتناثرة زمن(روميو وجولييت) وأيضًا فى زمن(زورو).
ولكن الشيىء اللافت للنظر وأيضًا دافع قوى للتعليق عليه والنقد إن إختيار(هيئة البريد ) للإعلان فى شهر رمضان (مهرجان الإعلانات) وإختيارهم الفنان (عمرو دياب) هو احد أمثلة سوء إدارة الموارد المالية فى بلادنا، المثال الحى لإهدار المال العام، فى وقت البلد فى إحتياج لكل جنيه، فالمعلن أن السيد (عمرو دياب) تقاضى 15 مليون جنيه، غير ملايين أخرى لفريق العمل (مؤلف وملحن ومخرج وتكاليف إنتاج وخلافه) وملايين أخرى تكلفة الدقيقة الواحدة للعرض على الشاشة الصغيرة(حيث الدقيقة بمليون جنيه) أثناء عرض الإعلان أثناء المسلسلات الهامة.
وحينما نعود للإعلان ذاته، هو اقرب ما يكون كإعلان عن (عمرو دياب) نفسه، وليس عن البريد المصرى، الذى ظهر إسمه على إستحياء فى الربع ثانية الأخيرة من زمن الإعلان دون الإشارة إلى أى منتج للبريد أو أى خدمات يقدمها البريد المصرى.
والحقيقة أن مصلحة البريد التى يعانى الناس فيها الأمرين من سوء خدمة (السيستم المعطل دائمًا) وتقف الأمهات طوابير من الفجر لعمل حوالة للأعدادية أو للثانوية العامة لأبنائهم.
وهنا يأتى السؤال ما هو المردود المادى والمعنوى الذى قد يعود على مصلحة حكومية من هكذا إعلان ؟ وهذا السؤال موجه للأجهزة الرقابية المختصة بمراقبة مثل هذا السفه فى إنفاق المال العام !!
ومع ذلك لا يمكن أن ننسى البريد المصرى المحترم كان قد قدم إحدى كلاسيكيات السينما المصرية من إخراج العبقرى (صلاح أبو سيف( وأداء الرائع شكرى سرحان) فى فيلم (البوسطجى) (أبيض واسود) وكان محور الحدوته (ساعى البريد) فى زمن النقل بالبهائم فى القرى المصرية.
ولكن إختيار مطرب يسعى لإثبات ذاته أنه ضد الزمن !! وضد الطبيعة!! وجاء منهكًا يجرى وسط الجبال والشوارع والأنفاق وتحت المطر ويقهر "إطار كاوتش لسيارة نقل "ومحاولته ضرب الكاوتش (بشاكوش) كمصاب بمرض عصبى أنه(الجنون بعينه) !!
شييء حاولت وغيرى أن أفهمه والمفاجأة إجماع من راجعتهم على سخافة الإعلان وسفه فى إنفاق المال العام، ونرجسية المؤدى للإعلان.
وللاسف جاء ذلك الاعلان بما لاتشتهيه اقدم مؤسسه مصريه محترمه(هيئه البريد المصري ) هارد لك للبوسطه المصريه وللبوسطجى المصرى، ورمضان كريم.
[email protected]