"8 طلقات ثمن شقة وميراث".. أول حوار مع جار ضحايا مذبحة الأشقاء بالوراق: "مسكوا فيا وقالولي متسبناش" (فيديو وصور)

حوادث

المحررة مع جار ضحايا
المحررة مع جار ضحايا المذبحة

"مسكوا رجليا متسبناش يا حاج محمد الحقنا..هاني ضربنا بالنار".. مشهد مؤلم عاشه الحاج "محمد خلف" في منطقة الوراق بمحافظة الجيزة، بعدما أقدم على الذهاب للمنزل الذي شهد واقعة قتل موظف لأشقائه رميًا بالرصاص بسبب خلاف على الميراث، عقب سماعه أصوات الطلقات، ليجد بركة دماء غارقًا فيها 3 أشقاء “سعد” و"محمد" و"صلاح"، بعدما أطلق شقيقهم "هاني" موظف بالسكة الحديد 8 طلقات نارية من سلاحه الآلي الغير مرخص صوبهم فأردى اثنان منهم قتيلين ويصارع الثالث الموت ولاذ بالفرار.

تعود بداية الخلاف لمطالبة الأب ببناء شقة للشقيق الأصغر، بعدما ضحى بعمره في بناء عقار كامل لأبنائه الـ (7)، وعقار آخر (لنجلتيه)، وكان نصيب كل منهما شقة، ماعدا الشقيق الأصغر، لكن هذه القسمة لم ترضي الأشقاء فوقع الخلاف. 

انتقلت محررة "الفجر" لمسرح جريمة مذبحة الوراق الأسرية، بعد قتل موظف بالسكة الحديد لشقيقيه وإصابة آخر بسبب خلافات على الميراث.

سمعت طلقتين قبل الفطار

"كانوا غرقانين في دمائهم"..قال "محمد خلف" أحد جيران الضحايا، وهو أول من شاهد الحادث عقب وقوعه مباشرة، في البداية سمعت طلقتين آلي في الهواء، كان ذلك قبل ميعاد الإفطار في حدود الساعة السادسة وربع، ذهبت مسرعًا لمنزل الحاج "عبد الصبور نصار" الشهير بالحاج "صبحي"، لأن كان الصوت صادرًا من هذا المنزل، بالإضافة إلى أنهم جيراني.

الجار: الأشقاء الثلاثة استغاثوا بي

أول مادخلت المنزل، كانت عبارة عن "بركة دماء" منظر لا أحد يتخيله، ليضيف الجار في حديثه إلى "الفجر"، "لقيت هاني المتهم بيجري، ولما دخلت لقيت "سعد ومحمد وصلاح" أخوات المتهم غرقانين في دمائهم، وبيقولولي الحقنا يا عم محمد، فطلبت على الفور الإسعاف، وعند وصلت كان (سعد) توفى، و(محمد) نقلنا المستشفى، ولكن توفى على الفور، بينما شقيقهم الثالث (صلاح) كان مصابًا في رجله بطلقة، فنقل للمستشفى لملاحقته، وهو الآن أجرى عملية جراحية (ركب مسامير) وحالته مستقرة، "لم يكن لهم نصيب لانقاذهم"، وعند سؤالهم قبل وفاتهم،"مين اللي عمل فيكم كدا"، ليردوا على نفسهم الأخير "أخونا هاني ضربنا بالنار".
 

الأب للجار: دخل علينا بالآلي وضربهم

في حالة انهيار الأب، تحدث الجار معه، ليقول،"الحاج صبحي قالي كنا حاطين الأكل عشان نفطر، هاني ابني كسر الباب علينا وضربهم بالنار" وهرب.

طلقات في القلب والبطن والرجل للأشقاء الثلاثة

"كأنه في ذبيحة"..منظر بشع شاهده الجار فور دخوله لمسرح الجريمة، ليقول كانوا الأشقاء مضروبين بطلق آلي،"كان صلاح مضروب في رجله، ودا كان أخف إصابة، بينما (محمد) كانت الطلقات في بطنه، و(سعد) كان في قلبه".

الجار يكشف السبب 

الدم دخل مابينهم بسبب الورث، يكشف الجار عن تفاصيل وأسباب ماحدث للوصول لتلك المذبحة، قائلًا،"كل المشاكل كانت من زمان، وبسبب الميراث، نحن جيران منذ أكثر من 20 عامًا، وتربينا مع بعض، مشيرًا إلى أن الأشقاء "عمرهم ماعملوا مشاكل مع حد في المنطقة ولا رفعوا سلاح لحد،  وناس محترمة، من شغلهم للبيت والعكس، كانت مشاكلهم مع بعض، وكله بسبب الميراث والفلوس".

الأب طلب منهم يبنوا شقة لشقيقهم

داخل منزل كبير، على مساحة أرض كبيرة، بداخله منزل مبني للأشقاء الأولاد وعددهم (٧)، ومنزل آخر بجانبه مبنى للشقيقتان ( 2 )، ومغلقان بباب حديدي كبير، ليصف الجار العقارين الذي بناهم الحاج (صبحي) لأبنائه، متعجبًا الجار في حديثه إلى "الفجر"، " لما عرفت أن المذبحة دي بسبب الورث، إرث ايه وكل واحد ليه شقته"، ليضيف، "إن سبب المشكلة إن بسبب الأب طلب منهم يبنوا شقة لأخوهم الأخير (صلاح المصاب)، وذلك حسب كلام الأشقاء والأب.

الأشقاء يطلبوا بعقد تمليك 

ويضيف الجار في حديثه،" الأخوات مرضوش يبنوا الشقة إلا لما الأب يكتب عقود بملكيه كل منهم لشقته لكنه رفض "عايش وهيورثوني"، حسب كلام الأب والأشقاء، مع العلم أن هؤلاء الأشقاء السبعة، كل منهما لديه شقة في العقار، ومتزوج بها ولديه أبناء، وكان  (سعد المجني عليه) لديه شقة ايضًا، ولكن لم يتزوج، بينما (محمد المجني عليه لديه شقة ومتزوج)، أما (صلاح) لم يكن لديه شقة، فكانت المشكلة تخصه.

واستطرد الجار في كلامه، أنه كل شقيق منهم لم يكتفي بشقته داخل المنزل، بل كان لديه شقق آخرى خارج المنطقة،"ربنا فاتحها عليهم، ازاي اتخانقوا على شقة ومقدرين ماديًا"، بالرغم أن تلك الخلافات لم تعد المرة الأولى لديهم، بل بدأت المشاكل منذ العام الماضي وكان ذلك في رمضان أيضًا.

جلسة عرفية منذ عام

بدأت المشاكل بين الأشقاء السبعة منذ عام ماضي وقت حلول شهر رمضان الكريم، كانت بذات المشكلة على بناء شقة للشقيق الأصغر (صلاح)، وانتهت تلك المشكلة بعقد جلسة عرفية، اتفقا الأشقاء والأب بكتابة عقود ملكية للشقق الذين يمتلكوها، مقابل بناء شقة، ولكن جاء الشقيق الأكبر (عاطف) ورفض هذا الاتفاق (مش هنبني لحد)، ولم يتوصلوا لحل حتى يوم الواقعة
 

واختتم الجار حديثه إلى "الفجر"، قائلًا،"إنه ي فلوس أو ميراث أو شقق تخليني اضرب أخواتي بالنار، دي لعنة".

كواليس التحقيقات

استمعت نيابة الوراق، بشمال الجيزة، لأقوال والد المتهم في قتل أشقائه الأثنين، وإصابة الآخر، بإطلاق النار عليهما ببندقية آلية بالوراق، أن المتهم يدعى "هاني عبد الصبور" 47 عامًا وموظف بالسكة الحديد، وفي يوم الواقعة قبل الإفطار حدثت المشاجرة بينهم على ميراث بسبب بناء شقة لشقيقهم الأصغر في المنزل.

وقال الأب أمام جهات التحقيق،"الخلافات حدثت من السنة الماضية في رمضان، بسبب أن أبنائه ال7 كل واحد منهم له شقته ماعدا شقيقهم الأصغر ويدعى "صلاح"، فطلب الأب من أبنائه بناء شقة لشقيقهم، "انتو معاكم فلوس وربنا فاتحة عليكم بشقة جوه البيت، وشقق بره، ابنوا  لأخوكم شقة".

وأضاف الأب في اقواله، أن طلبه قوبل بالقبول بشرط من أبنائه، أنه يكتب عقد للشقة التي يسكنها كل شقيق، لإثبات ملكيتها، وبالفعل تمت عقده عرفية بينهم، ولكن شقيقهم الأكبر ويدعى "عاطف" رفض الاتفاق، وانتهى الأمر عند ذلك، ولكن تجددت الخلافات يوم الواقعة، بطلب الأب لأبنائه ببناء شقة لشقيقهم.

وأوضح الأب أمام النيابة،"فوجئت قبل الإفطار الساعة السادسة، نزل المتهم (هاني)، ومعه السلاح الناري، وأطلق النيران على أشقائه الثلاثة (محمد وسعد)، الذين سقطا قتيلان، بينما أصاب الآخر (صلاح) بطلق في القدم.

وكشفت مناظرة نيابة شمال الجيزة، عن عدد الطلقات التي أصابت الأشقاء الثلاثة في مذبحة الوراق الأسرية، وتبين أن شقيقهم أطلق النيران عليهم حيث أصابهم ب 8 طلقات نارية، حيث أصيب أحدهما بعدد من الطلقات في القلب، بينما الآخر في البطن، وسقط قتيلان في الحال، بينما الشقيق الثالث أصيب بطلقة في القدم اليسرى، ونقل للمستشفى متأثرًا بإصابته، ويجرى حاليا عملية جراحية بأحد المستشفيات.

وكشفت التحقيقات، أن المتهم يعمل موظف بالسكة الحديد، وقبل مدفع الإفطار، قام المتهم بإطلاق النار على أشقائه الثلاثة بسبب خلافات على الميراث، مما أسفر عن سقوط شقيقين قتلى في الحال، بينما إصابة الشقيق الثالث، وتم نقله إلى المستشفى في حالة حرجة، بينما المتهم فر هاربا.

أول حوار مع جار ضحايا مذبحة الأشقاء بالوراق

مسرح الجريمة
مسرح الجريمة
20220420_164201
20220420_164201
19_2019-637099756990760780-76
19_2019-637099756990760780-76