د.حماد عبدالله يكتب: من حقوق المرأة فى (الأحوال الشخصية)

مقالات الرأي

بوابة الفجر

"فاتن أمل حربى" مسلسل جاذب للمشاهدة فى مصر وأعتقد العالم العربى، ربما يذكرنا برائعة السينما المصرية فى فيلم " أريد حلا" للسيدة "فاتن حمامة، والرائع "رشدى أباظة" (رحمه الله) والذى كان صرخة للمرأة المصرية تحركت بعدها أدوات التشريع فى مصر لكى تعدل قانون الأحوال الشخصية.
وتقريبًا قد حان الوقت ليس لتعديل القانون ولكن "لنسفه" بعد بث هذا المسلسل الإجتماعى الشبه واقعى بل الواقعى فعلا والذى تجسد فيه معاناة المرأة المصرية، القديرة الشابة "نيللى كريم" وهذه المقدمة تقودنى إلى عنوان المقال من حقوق المرأة والتى يعانى منها الرجل وهى (الغيرة) ودعونى أتحدث اليوم عن الجانب الأخرمن القضية.
تحت إسم الحب فى العلاقة الزوجية، تأتى حجة الغيرة وكلمة الغيرة لها تعبيرات فى القاموس الإجتماعى فى كل دول العالم، وفى كل الثقافات لكن تختص الثقافة العربية وخاصة المصرية بشعيرة الغيرة وتنفرد بمعانى فيها تصل إلى القتل وفعلًا هناك مثل شعبى "الغيرة أشد من القتل" ولنا فى ذلك "حواديت"!!.
سواء فى أفلامنا أو مسلسلاتنا الثلاثينية الحلقات، وغيرها من وسائل إعلامية القصد منها الترفيه عن الناس، وجلب القصص والنماذج الإجتماعية لكى نتلافى سوءاتها أو نتعظ مما يروى ويحكى ونراه على الشاشات من حواديت الغيرة ولكن مفيش فايدة!! 
الغيرة هى الوجبة اليومية فى كل بيت مصرى، وتتعدد وجوه الغيرة من السؤال عن "فلانة أو علانة" اللى فى الشغل أو الجارة أو ربما الشغالة !!! وتصل فى بعض الأحيان أن تتمادى الثقافة عند المرأة المصرية لكى تسأل الرجل عن "حلم " هى "شافته" !! "رؤية" بعد صلاة الفجر أثناء نومها "خد بالك بعد صلاة الفجر لها معنى وقبل صلاة الفجر لها معنى أخر " ولو كانت الرؤية للزوجة أن زوجها بيخونها "يادى المصيبة"، ويحاكم الرجل "الزوج" على ما جاء فى حلم "زوجته".
أما المصيبة الأكبر أن يحلم الرجل ويحكى لزوجته الحلم هنا تبقى المصيبة مصيبتين " إن البيه حلم بواحدة ست " –دى ممكن فيها طلاق !!
وتصل الغيرة فى بعض الأحيان وأعتقد أنها أصبحت عادة فى هذا الزمن الردىء إلى القيام ليلًا (المقصود الزوجة) والتفتيش الذاتى لكل متعلقات الرجل ويصل الحال  ربما لشم "ملابسه" وفحص منديله، والبحث عن شعر غريب معلق بقماش جاكتته الصوفية، كذلك العناوين التى تحتويها أوراقه وأخر الممارسات التفتيشية هو "الموبايل" والمكالمات الصادرة والواردة، مش مهم "الميسد"،لأن سيادته ما ردش عليها"
وفى الأغلب الأعم تنقل بعض الأرقام المشتبه فيها، لكى تراجع هذه الأرقام (أصحابها) ويالمصيبة الزوج، حينما تكون إحدى هذه الأرقام لسيدة، أو أنسة هنا تبدأ محاكم التفتيش !!
طبعًا هذا الكلام سينفيه كل الأزواج "المحترمين " وسيوصف بالبذائة وعدم الكرامة من الزوجات (المحترمات) وأنا أؤيدهم فأنا من فصيلة هؤلاء المحترمين!! 
ولكن هذا ليس معناه أنه لا يحدث فهذا يحدث، ويحدث، ويحدث!!.
بل إن ضحايا الحوادث وتقطيع الرجال ووضعهم فى الأكياس البلاستيك من أجل عيون عشيق للمرأة أو من أجل التخلص من قيد رجل "دمه ثقيل" نقرأه بين حين وأخر على صفحات الحوادث بالجرائد، ونشاهده على الفضائيات أو مع برنامج "المستخبى" والأخ (طونى) والذى كانت تبثه قناة "القاهرة والناس"!!.
كما أن محاكم التفتيش التى تطورت عقب ظهور "المحمول" أصبحت أكثر فاعلية "للإنقضاض" على الرجل أينما كان،"وياويله وسواد ليله"، لو أعطى التليفون إشارة "غير متاح حاليًا" حتى ولو كان العيب من الشبكة، وهذا ما يحدث كثيرًا مع شركاتنا المحترمة، لكن هذا يحتاج لتبرير "وحلفان" على المصحف والإنجيل والتوراة، بأنه كان متاح فى كل وقت لكن العيب فى "الهباب الأسود" اللى إسمه (الشبكة واقعة )ونسينا أم كلثوم حينما شدت..
قالو لك الغيرة تزود حبى  .. وبالظنون والغيرة تملك قلبى.. لا ياحبيبى...
الحب هو الود والحنية  .. عمره ما كان غيرة وظنون وأسية...
الحب هو اللى بأمره هويتك  ..  وأمره لا بإيدك ولا بإيديه...
إن محاكم التفتيش وبالغيرة وبالظنون وهى سمات "المرأة المصرية" لا يمكن أن تقود الحياة إلى بر الأمان، ويجب العودة ليس إلى عهد الست (أمينة وسى السيد)،ولكن نعود لكلمات جميلة نظمها الشاعر (الأمير عبد الله الفيصل)وشدت بها أيضًا العظيمة (أم كلثوم )..
أكاد أشك فى نفسى لأنى  أكاد أشك فيك وأنت منى
يقول الناس إنك خُنْتْ عهدى ولم تحفظ هوايا ولم تَصُنِى
إلى أن وصلت...
وما أنا بالمصَّدِقْ فيكَ قولًا  ولكنى شَقِيُت بحُسِن ظنَىِ

فالمطلوب حُسِنْ الظَنَ !!!!!.


[email protected]