"البطولة في الأدب الشعبي" و"تقنيات التوثيق" جديد الدراسات الشعبية بقصور الثقافة

الفجر الفني

تقنيات التوثيق
"تقنيات التوثيق"

 

صدر حديثا عن سلسلة الدراسات الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، كتاب "البطولة في الأدب الشعبي" للأستاذ الدكتور عبد الحميد يونس رائد علم الفولكلور، تقديم الأستاذ الدكتور أحمد علي مرسي، وكتاب "تقنيات التوثيق بمؤسسات التراث الشعبي" للباحث الدكتور أحمد فاروق.

 

يقدم "يونس" في كتاب "البطولة في الأدب الشعبي" مفهومًا للبطولة من مدخل الأدب الشعبي، يرفد مجموعة من الرؤى والتصورات والأفكار عن تراث الأمة العربية بحكم وضعها التاريخي، وموقعها الجغرافي، ويرى أنه تراث إنساني، لونته البيئة المادية، وصاغته البيئة الاجتماعية، وأثرت به في حياة الإنسان بصفة عامة من الناحيتين العقلية والوجدانية، وتجلى ذلك في فنون الأدب الشعبي؛ فينبغي أن ينظر إليها على الأساس الوظيفي للأدب، وهو تعبيرها الفني عن وجدان الشعب.

 

ويتناول الكتاب على هذا الأساس ثلاث سير شعبية هي: سيرة عنترة: تحكي حكاية إنسان فُرضت عليه العبودية فكان عليه أن يحرر نفسه، وتحرير الذات هنا يقتضي تحرير كل الذوات المماثلة، ومن ثم يقود إلى انتصار الأمة. وسيرة بني هلال: تحكي سلبيات الذات العربية التي لا تزال بعضها قائمة حتى اليوم، لتدينها وتجسد مخاطرها وآثارها المدمرة. وسيرة الظاهر بيبرس: تدور في فترة مليئة بالفتن والفساد على الصعيد الداخلي، وحافلة بأشكال متعددة من المواجهة العسكرية مع أعداء خارجيين، وتجعل الذات العامة هي التي تسعى إلى تأكيد الذات الخاصة التي استطاعت أن تحقق النموذج والمثال الذي تنشده؛ إذ تصور حلمًا بمجتمع مثالي يسوده الأمن، ويتمتع بالرفاهية، ويتحقق فيه العدل.

 

أما كتاب "تقنيات التوثيق بمؤسسات التراث الشعبي" فيقدم جزءًا من الدراسة الأكاديمية التي حصل بها الباحث أحمد فاروق على درجة الدكتوراه من قسم المكتبات والوثائق والمعلومات بكلية الآداب جامعة الفيوم، والتي عالجت تقنيات التوثيق بمؤسسات التراث الشعبي، وسعت إلى التعرف عليها من خلال رصد واقع الجمع الميداني فيها، وإستراتيجياته، وتحليل عمليات المعالجة الفنية لوسائط المعلومات (النصوص، الصور الفوتوغرافية، التسجيلات الصوتية، ملفات الفيديو)، وحفظها، وحمايتها، وإتاحتها. وحدودها في ما هو قائم بالفعل من مواد التراث الشعبي المحفوظة بمؤسسات التراث الشعبي المصرية، وهي: مركز دراسات الفنون الشعبية (أكاديمية الفنون)، وأطلس المأثورات الشعبية (الهيئة العامة لقصور الثقافة)، ووحدة التراث الشعبي (مكتبة الإسكندرية)، ومركز الإبداع الشعبي (الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية).

 

وينبه الكتاب إلى أهمية توحيد الجهود في جمع مواد التراث الشعبي المصري من خلال وزارة الثقافة -ممثلة الشعب في حماية حقوق الملكية الفكرية على الفولكلور- من أجل بناء الأرشيف الوطني المصري الرقمي، الذي ما زال حلمًا يراود المهتمين والمهمومين بصون أحد مكونات الهوية المصرية وحمايته، كما يؤكد على ضرورة إتاحة المواد المحفوظة بوصفها مصدرًا أوليًّا من مصادر المعلومات في مجال البحوث والدراسات الإنسانية بوجه عام والدراسات الشعبية بوجه خاص؛ كونها شاهدًا حيًّا على الأحداث التاريخية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، ومادة خصبة يلجأ إليها الفنانون والأدباء لاستلهامها في أعمال فنية وإبداعية، كما يمكن الاستفادة منها في إعداد برامج التخطيط والتنمية المستدامة.

 

سلسلة الدراسات الشعبية تصدر برئاسة تحرير الباحث حسن سرور، مدير التحرير محمود أنور، سكرتير التحرير محمد السيد، غلاف أعداد السلسلة للفنانة نسرين محمود.