ضريح الشيخ علي الروبي بالفيوم.. قصة مسجد عمره أكثر من 700 عام (فيديو)

محافظات

ضريح الروبي
ضريح الروبي

مسجد الشيخ علي الروبي، في محافظة الفيوم، من المساجد التي تخضع لإشراف هيئة الآثار الإسلامية والقبطية التابعة لوزارة الآثار وهو أشهر المساجد المعروفة بالمحافظة، وملحق به ضريح الشيخ علي الروبي، حيث يتردد عليه الآلاف من الزوار من داخل المحافظة وخارجها، وللمسجد قصة تاريخية حيث أمر ببنائه السلطان برقوق عام 893 هجرية، تكريمًا للعابد الناسك الشيخ علي الروبي، الذي استوطن محافظة الفيوم.

وولد الروبي في عهد للسلطان "الناصر محمد بن قلاوون، ويتصل نسبه بالبيت العباسي، فهو من سلالة عبد الله بن عباس عم الرسول "صلى الله عليه وسلم".

ويعتبر مسجد الشيخ علي الروبي، ذو طابع خاص وأحد تحف العمارة الإسلامية بالمحافظة ويتبع  الآثار الإسلامية بها، ويقع وسط منطقة آثرية في حي شعبي بمدينة الفيوم، يرجع تاريخها إلى أكثر من 700 سنة.

موقع المسجد والضريح 

ويقع مسجد وضريح الشيخ على الروبى بمنطقة الروبى بمدينة الفيوم، بجوار كوبري المطافي  ويتعلق بالضريح آلاف  المحبين الذين يترددون عليه من مختلف قرى ومراكز المحافظة ومن جميع محافظات مصر.

وفى ليلة النصف من شعبان من كل عام يقام له مولد كبير يتم خلاله تقديم الموائد وعمل الحفلات الدينية وايضا الابتهالات ويحضرها المحبين من كافة محافظات الجمهورية.

يقول عزت ممدوح الشريف، أحد سكان حى الروبى، إن المنطقة عبارة عن مسجد وضريح وقبة بناهم السلطان برقوق، اعترافا منه بجميل الشيخ على الروبى رحمه الله عليه والذى يتصل نسبه بالعباس ابن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أولياء الله الصالحين وكان يطلق عليه الشيخ العبد الزاهد، وقد بشر السلطان برقوق عندما كان أميرا إنه سيصبح سلطانا وبالفعل أصبح كذلك، فقرر بناء المسجد للشيخ على الروبى سنة 784 هـ اعترافا بجميله وحتى يجتمع فيه بمحبى العلم ومحبى الشيخ، وعندما توفى الشيخ على الروبى علم 785 هـ تم عمل الضريح الذى دفن فيه.

المسجد تم تجديدة فى العصر العثماني 

المسجد الذى بناه السلطان اندثر حاليا وأنشأ مكانه المسجد الحالى، أما القبة والضريح فظلا كما هما وحاليا الضريح والقبة الضريحية والمأذنة، كما هما وتم تجديدهما فى العصر العثمانى، والقبة والضريح مثل معظم القباب والأضرحة فى مصر فى هذه الفترة، حيث أن تصميمها عبارة عن جزء مربع ثم جزء مثمن ثم جزء مستدير ثم قبة يعلوها هلال نحاسي ومئذنة بنيت فى العصر المملوكى وجددت فى العصر العثمانى وبنفس النمط والقبة بها فتحات من الداخل للتهوية والإضاءة.

أخر ترميم فى 2006 

وأشار مدير عام الآثار الاسلامية بالفيوم إلى أن الضريح نال الكثير من الاهتمام فى الترميم وكان آخر ترميم فى عام 2006.

وعن الوصف الدقيق للضريح كما هو مذكور فى الوثائق بهيئة الآثار الإسلامى بالفيوم، فإن الضريح من الخارج له 4 واجهات 3 منها ملاصقة لمنازل مجاورة، أما الواجهة الرابعة وهى الجنوبية الشرقيه بها بابان يؤديان إلى داخل الضريح أحدهم بالطرف الشرقى وفى دخلة على جانبيها “مكسلتان” وهى ما تشبه المصطبة ومتوجه من أعلى بعقد مدائنى ويعلق على فتحة الباب مصراع خشبى والآخر بالطرف الجنوبى وهو على سمت الجدار مباشرة، ويتقدم هذه الواجهة بائكة رباعية ويعلو القبة الهلال.

تخطيط المسجد 

وعن تخطيط المسجد فإن مسقطه الأفقى مربع يبلغ ضلعه 8.20م بصدر كل ضلع من أضلاعه دخلة سعتها 4.70م، وتشرف كل دخلة من الدخلات على التربيع الأوسط ببائكة ذات عقدين مدببين يرتكزان على عمود فى الوسط ويعلو كل تاج عمود طبلية خشبية وبصدر كل دخلة عدا الدخلة الجنوبية الشرقية قنديلة بسيطة، فى حين الأخرى بها مضاهية دخلة مسدودة يحيط بكل منها عقد ثلاثي بارز وعلى جانبى كل دخلة خزانتان.

ولا يوجد بالضريح محراب مجوف نظرًا لضيق المساحة كما ان الضريح ليس مكان للصلاة والضريح كان ملحق بمسجد الروبى ولذا اكتفى المعمارى بتحديد القبله بواسطة محراب رمزى صغير من الجص.

مأذنة المسجد مجاورة للطرف الجنوبى للضريح

ومأذنة المسجد مجاورة للطرف الجنوبى للضريح وهى عثمانية العهد مملوكية الطراز وهى من الخارج، تتكون من القاعدة من شكل مكعب بنواصيه أعمدة يلى القاعدة منطقة الانتقال للوصول إلى البدن المثمن، وذلك بواسطة مثلثات مقعرة يلى ذلك منطقة غائرة مثمنة، وبعد ذلك البدن المثمن وكل ضلع من أضلاعه يتوجه عقد مدبب يحيط بها إطار من ميمات مستديرة ويتوج البدن ثلاث صفوف من المقرنصات.

أهالي الروبي يطالبون بفتح الضريح 

ويطالب أهالى منطقة الروبى بمحافظة الفيوم، وزير الأوقاف وهيئة الأثار الأسلامية بفتح ضريح مقام العارف بالله سيدى على الروبى، سلطان الفيوم، والذى يرجع نسبة إلى سيدنا العباس عم النبى "محمد" صلى الله عليه وسلم، أمام زوارة ومحبية لعودة الروحانيات داخل الضريح والمنطقة.

غلق الضريح غيم على المنطقة بالكامل 

وأضاف "عزت" أحد سكان منطقة الروبى، أن غلق الضريح غيم على أهالى المنطقة وعلى محافظة الفيوم بالكامل وأحزن محبى الشيخ على الروبى وزواره، مشيرا إلى أن الضريح كان يجتذب العديد من المواطنين وأنه كان يقام به العديد من الابتهالات وخاصة فى ليلة النصف من شعبان من كل عام يقام به مولد كبير يتم خلاله تقديم الموائد وعمل الحفلات الدينية وايضا الابتهالات ويحضرها المحبين من كافة محافظات الجمهورية.

غلق مشاريع 

وأكد أن العديد من مشاريع الشباب بالمنطقة أغلقت مع غلق الضريح، وأن تلك المشاريع “كانت فاتحة بيوت وبيستفاد من وراها أسر كاملة”.

مناشدة لمحافظ الفيوم ووزير الأوقاف 

ويناشد أهالى حى الروبى، الدكتور احمد الأنصارى محافظ الفيوم، والدكتور حسنى ابو حبيب، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، بالتدخل السريع لفتح الضريح، وخاصة بعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، ووزير الأوقاف بفتح جميع الأضرحة أمام روادها ومحبيها على مستوى الجمهورية.