د. مصطفى ثابت يكتب: الحوار الوطني وطريق مصر إلى المستقبل (2)

مقالات الرأي

الدكتور مصطفى ثابت
الدكتور مصطفى ثابت

نقاشات، وحوارات، ومباحثات، وطاولات مستديرة، كثيرًا ما انتهت إلى لا شيء، والسبب الوحيد هو عدم وضع هدف وقضايا محددة للحوار، أو أن القضايا المطروحة لم تكن كافية لحل الأزمات، وتعمد المتحاورون التغاضي عن بعض الأمور المهمة، ولذلك فإن تحديد القضايا والأهداف من أي حوار هو أمر لا غنى عنه، وفي الفترة الأخيرة تلقى المجتمع كله بكثير من الأريحية والراحة دعوة السيد رئيس الجمهورية لعقد حوار وطني، ولذلك فيجب ألا يغيب عن ناظرينا وضع أهداف محددة لطاولة الحوار حتى لا تكون مجرد "ضجيج بلا طحين" كما يقولون.

يجب أن تكون كل قضايا المجتمع على كافة المستويات مطروحة على طاولة الحوار الوطني، وعدم إغفال أي قضية، ونستعرض هنا عددًا من الملفات التي لو فتحنا قلوبنا في مناقشتها سنصل حتما إلى نتيجة مرضية بنسبة كبيرة للجميع.

يجب أن تكون قضية الاقتصاد على رأس قضايا الحوار الوطني، نظرا لما تمر به البلاد، مثلها مثل كل دول العالم بحالة من التراجع الاقتصادي، إذ يجب أن يشارك في هذا المنحنى خبراء اقتصاد، ليتحمل الجميع مسؤولية إعادة الاقتصاد المصري إلى سابق عهده.

 

اقرأ أيضا.. د. مصطفى ثابت يكتب: الحوار الوطني وطريق مصر إلى المستقبل (1)

 

إنّ قضايا الدين، يجب أن تكون ضمن أهم محاور الحوار الوطني لمحاولة وضع حد للفتاوى التي تخرج من هنا وهناك دون علم، وتجريم من يفتي بعيدا عن المؤسسات الموكل إليها هذا الاختصاص سواء دار الإفتاء أو الأزهر.

وقضايا الفساد أيضًا يجب أن تكون من أولويات الحوار الوطني، خاصة في الوسط الكروي حيث يستغل المسؤولين في هذا المجال عاطفة الجمهور في الفساد والعمولات، وهو ما يظهر ملايين الدولارات التي تنفق دون أي مردود، إذا قارنتها بالنتائج، وفي هذا الشأن نعود لتصريح الرئيس السيسي بأنه يجب اختيار مدرب وطني لكرة القدم، لأن النتائج واحدة، إلا أن اتحاد الكرة تعاقد مع مدير فني برتغالي، فقدنا على يديه بطولة العرب وفشلنا في الصعود لكأس العالم.

كما يجب أن يكون الدور الوطني للأحزاب من المحاور التي سيناقشها الحوار الوطني، فلا يجب أن يكون هدف الحزب الأوحد هو الوصول للسلطة، بل يجب أن يكون للأحزاب دور في الرد على الشائعات التي تتناقلها المؤسسات والقنوات المعادية للدولة المصرية.

أما إطلاق سراح المعتقلين الذين لم تتلوث أياديهم بالدماء، يجب أن يكون أيضا ضمن محاور الحوار الوطني حتى نضيع الفرصة على الذين يصطادون في الماء العكر، استغلال هذه القضية في مهاجمة الدولة المصرية، ونكرر ممن لم تتلوث أياديهم بدماء الشعب المصري.

ونعتقد أنه يجب أن يكون من أحد مهام الحوار الوطني، إقامة عملية سياسية تعمل على وحدة وسلامة الجبهة الداخلية.

مشروعات الدولة القومية، أيضا، وعلى رأسها العاصمة الإدارية، وتوسعة الدائري والمدن الجديدة والكباري.. إلخ، يجب أن تكون مُناقشة هذه المشروعات ضمن محاور الحوار الوطني، من خلال مصروفاتها، وعوائدها على مصر، ومراجعة أولوية الإنفاق وإدارة الموارد ومخاطر بيع الشركات الإنتاجية الكبرى، حتى لا تكون مثل هذه المشروعات أداة لوسائل الإعلام المعادية في مهاجمة الدولة المصرية من خلال المزاعم التي تُطلق حولها.

وأخيرا، إمكانية طرح فكرة لإنشاء مجلس أعلى للحوار الوطني، مهمته مناقشة القرارات المصيرية قبل اتخاذها، ومنحه صلاحيات في التنمية الديمقراطية ودعم المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية.