على مدار 5 ايام .. كيف استقبلت مصر مجلس كنائس الشرق الاوسط؟

أقباط وكنائس

مجلس كنائس الشرق
مجلس كنائس الشرق الاوسط

 

للمرة  الأولى ...مصر تحتضن مجلس كنائس الشرق الأوسط

بطاركة الشرق يزورن أديرة وادي النطرون على هامش الشرق الأوسط

البابا تواضروس: لقاء الرئيس السيسى مع رؤساء كنائس الشرق الأوسط بث فيهم الطمأنينة

رؤساء الكنائس عن لقاء السيسي: نحن أمام قيادة مصرية وطنية

مجلس الشرق الأوسط يدعو لنبذ العنف

 

تحت شعار«تشجعوا، أنا هو، لا تخافوا»." (مت ١٤: ٢٧) ، اجتمعة فى الايام الماضية الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، في ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، بمركز «اللوغوس» البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، في الفترة من 16 مايو الى 20 مايو 2022، بمشاركة 17 بطريركًا ورئيس كنيسة، بدعم من الكنيسة الإنجيليّة فى مصر، بحضور ممثّلين عن 21 كنيسة فى الشرق الأوسط، حيث أكّدوا جميعًا على أهميّة التجدّد والتمسّك بالرّجاء وبإيماننا بيسوع المسيح لأنّ معه لا نخاف ولا نضطرب، مشدّدين على ضرورة التشبّث بمشرقنا وأرضنا المقدّسة، مهد المسيحيّة.

. وفي ختام الاجتماع ، انتخبت الجمعية العامّة أربعة رؤساء جدد ممثّلين العائلات الكنسية الأربع التي يتألّف منها المجلس:

- - عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية: نيافة الأنبا أنطونيوس، مطران القدس والشرق الأدنى للأقباط الأرثوذكس

- - عن العائلة الأرثوذكسية: غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

- - عن العائلة الكاثوليكية: غبطة البطريرك رافاييل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك كليليكيا للأرمن الكاثوليك 

- - عن العائلة الإنجيلية: سيادة القسّ الدكتور بول هايدوستيان، رئيس إتّحاد الكنائس الأرمنية الإنجيلية في الشرق الأدنى 

 

وشارك  فى الجمعيّة ، رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط، قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثانى، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة فى العالم ورئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسيّة الشرقيّة، غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، رئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسيّة، غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان فى العراق والعالم، رئيس المجلس عن العائلة الكاثوليكيّة، وحضرة القسّ الدكتور حبيب بدر، رئيس الإتّحاد الإنجيلي الوطنى في لبنان ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الإنجيليّة

حيث دعت الجمعية العامّة الى ، نبذ العنف والتعصّب بكلّ أنواعه وأشكاله، ورفض التطرّف والإرهاب والإقصاء والتمييز على أساس الدين والعرق واللون والجنس وغيرها، والتضامن مع المهمَّشين والمستضعَفين واللاجئين والنازحين، ومناشدة المسؤولين والأسرة الدولية للعمل على عودتهم إلى أرضها ،واحترام حرّية المعتقَد، وترسيخ قيم المواطنة والحياة المشتركة مع الإخوة المسلمين الذين نتقاسم العيش معهم باحترام متبادَل، ودعم الكنائس والمؤمنين في القدس، وواجب الحفاظ على الأماكن المقدسة، وتذكير الأسرة الدولية وشعوب العالم بأهمّية تقوية الحضور المسيحي في مدينة السلام ،حثّ المسؤولين وأصحاب القرار بالعمل الجادّ على التصدّي للأزمات المستشرية في مختلف بلدان منطقتنا الشرق أوسطية، ولا سيّما الوضع الإقتصادي المتردّي، رفعاً للمعاناة التي تثقل كاهل الشعوب، ما يستوجب وقفة ضمير لإعلاء الخير العام فوق كلّ اعتبار.

 

زيارة الأديرة

وخلال انعقاد فعاليات اجتماعات مجلس كنائس الشرق الأوسط، تخللها عددًا من الفعاليات ومنها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى زيارة بطاركة الشرق ورؤساء الكنائس إلى أديرة وادي النطرون، إذ زار البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك السريان، دير السيدة العذراء المعروف بدير السريان في وادي النطرون.

 وشارك في الزيارة أصحاب الغبطة البطاركة والمطارنة والكهنة والعلمانيين المشاركون في الجمعية العامّة الثانية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وكان في استقبالهم الأنبا متّاوس رئيس الدير، ورهبان الدير.

يُذكر أنّ الدير يعود إلى القرن الرابع وقد سكنه الرهبان السريان الوافدون من مناطق سوريا وبلاد ما بين النهرين منذ القرن الثامن الميلادي وذلك حتى القرن السادس عشر، لذلك عُرِف باسم دير السريان، ويشتهر الدير باللوحات الجدرانية السريانية والكتابات السريانية القديمة التي تشهد على العقبات المختلفة التي مرّ بها.

كما زار وفد من مجلس كنائس الشرق الأوسط ، دير أبومقار بوادي النطرون، وذلك  على هامش الجمعية العامة الثانية عشرة للمجلس  التي انعقدت في مركز لوجوس بوادي النطرون.

وقال الدير في بيان له، نال مجمعنا بركة قداسة الأب البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية للسريان الأرثوذكس، وغبطة الأب البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ونيافة الكاردينال لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك الكلدان الكاثوليك، ونيافة الكاردينال إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك ولفيف من المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان والوفود المشاركة من عدد من الكنائس الشرقية والغربية.

 

 مجلس الشرق الأوسط يدعو لنبذ العنف

ودعا المجلس إلى نبذ العنف والتعصب بكل أنواعه وأشكاله، ورفض التطرف والإرهاب والإقصاء والتمييز على أساس الدين والعرق واللون والجنس، معربًا عن تضامنه مع المهمشين والمستضعفين واللاجئين والنازحين، مناشدًا المسؤولين والأسرة الدولية للعمل على عودتهم إلى أرضهم

 

أحترام المعتقد وترسيخ قيم المواطنة

كما دعا إلى احترام حرية المعتقَد، وترسيخ قيم المواطنة والحياة المشتركة مع الأخوة المسلمين من منطلق تقاسم العيش معهم باحترام متبادل. معلنًا عن دعمه للكنائس والمؤمنين في القدس، مشددًا على الحفاظ على الأماكن المقدسة، مذكرًا الأسرة الدولية وشعوب العالم بأهمية تقوية الحضور المسيحي في مدينة السلام.

 

المجلس تأسس عام 1974

ومن جهته قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، إن المجالس ثلاث أنواع وهي «إقليمية ومحلية وعالمية»، وأن المجلس الشرق الأوسط ينتمي للمجلس الإقليمي، هو مجلس تأسس عام 1974، أي نحتفل باليوبيل الذهبي له بعد عامين، وتنعقد الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط كل أربع سنوات، وكانت معظمهم ينعقدون ما بين قبرص ولبنان.

 

للمرة الأولى تنعقد في مصر

وتابع البابا تواضروس الثاني، في فيديو له عبر صفحة المتحدث الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية: أن الجمعية الثانية العشر العمومية لأول مرة تتم في مصر، لأن مصر تمثل الثقل المسيحي الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، مُبديًا أستغرابه عن عدم انعقاد الجمعية العمومية فى مصر من قبل، قائلاً: "أنا شخصيا لا أعلم السبب فى المرات اللى فاتت لكن الحمد لله إنها بقت موجودة هنا وأستضفناها فى مركز لوجوس بالمقر الباباوى بدير الانبا بيشوي  هذا العام".

 وواصل البابا تواضروس الثاني: أن معظم المشاركين بالجمعية العمومية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، للمرة الأولى يزورون مصر، ولم يقوموا بزيارتها من قبل، موضحًا: قائلا: سألونى كتير ليه كل حاجة عندكم حلوة فقولت تقصد الأكل قال لا أقصد الأكل والبشر، موضحًا أنه رد عليهم بأن الأديرة أقيمت بها صلوات من القرن الرابع الميلادى يوميا.

أهم التحديات التي تواجهها الكنيسة

وعن أهم التحديات التي يراها قداسة البابا تواضروس الثاني بإنها تواجه الكنيسة قال: هناك العديد من التحديدات ومتنوعة، منها التحديات الإقتصادية ازمة أكورنيا والحرب الأوكرانية وتأثيرها على العالم، كما انه هناك تحديات أخلاقية، وغزو ضد المبادئ والتقاليد التى عاشت فيها منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن المسيحية لها جذور بمنطقة الشرق الأوسط فضلاً عن ان السيد المسيح ولد بها.

المسيحية لها جذور قديمة

وتابع البابا تواضروس الثاني: فالمسيحية بتاريخها القديم والمعاصر لها جذور قوية في الشرق الأوسط،  ولذلك فمن أهم التحديات أيضا تحديات الهجرة التى تتمثل فى تناقص عدد المسيحيين تحت ظروف كثيرة منها الصراعات بالشرق الأوسط أو إرهاب أو عنف هذا نجد انه تناقص عدد المسيحيين وهجرتهم نجد انه في خطورة كبيرة على منطقة الشرق الأوسط، كما أنه يولد عدم الأنتماء، كما أننا نجد تحديات اجتماعية واقتصادية وأخلاقية، وتحديات الهجرة والسفر، فضًلا عن عدم إستقرار المجتمع . 

 أما عن التحديات التكنولوجيا أكد البابا أنها لها جانب إيجابي، إذ عقدت لقاءات للجمعية العمومية خلال أزمة كورونا عن طريق التكنولوجيا.

موضحًا أن التكنولوجيا بها جانب إيجابى أعتمدنا عليه مؤخرا فى أزمة فيروس كورونا لكن الجانب السلبى ما تنشر الميديا بصفة عامة سببت نوع من الإدمان والانحطاط الأخلاقي والممارسات غير الطاهرة

كافة أجهزة الأمن اهتمت بالحدث

 أما عن لقاء بطاركة الشرق بالرئيس عبد الفتاح السيسي ، قال قداسة البابا تواضروس الثانى: إن أجهزة كثيرة فى مصر ووزارات اهتمت برعاية لقاء مجلس كنائس الشرق الأوسط بصورة كنت منبهر بها فالأجهزة الأمنية سهلت كل الأمور من التصاريح والفيزات لكل الضيوف من جميع الدول الذين جاءوا أكثر من30 دولة، بالإضافة إلى أن ووزارة الصحة التى فرضت حالة الطوارئ وحضرت مستشفياتها للطوارئ لهذا الحدث وسيارات الإسعاف والأطقم الطبية ومحافظة البحيرة التى يوجد بها منطقة وادى النطرون.

وأضاف أن مقابلة الرئيس للوفد المشارك كانت مقابلة طيبة جدا وفيها الروح الإنسانية، وتفاعل الرئيس مع كل الحضور من رؤساء كنائس الشرق الأوسط وتحدثوا معه عن مخاوفهم فى بعض المناطق وقدم لهم الرئيس رسالة طمأنينة لدرجة أنه كرر كلمة لا تتألم وبثت روح الطمأنينة فى نفوسهم فبعض رؤساء الكنائس كان أول مرة يأتى لمصر

وقالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في بيان لها: «كما نتقدم بخالص الشكر لجميع الوزارات، والهيئات، والمؤسسات الحكومية، ونخص وزارة الخارجية، ووزارة الداخلية؛ لدورهم الكبير في تسهيل استخراج تأشيرات دخول مصر، لجميع الوفود المشاركة في انعقاد الجمعية العامة».

 

وأضافت: «ونتقدم بالشكر أيضًا لجهاز المخابرات العامة، وجهاز الأمن الوطني، ومحافظة البحيرة، وشركتي مصر للطيران، وميناء القاهرة الجوي، والعلاقات العامة بمطار القاهرة، وكل العاملين بالمطار، وبالصالة الخاصة بكبار الزوار، والذين قاموا بجهد كبير من أجل تسهيل جميع إجراءات الوصول والعودة، كما نشكر أيضًا وزارة الصحة، وهيئة الإسعاف، وكافة الأجهزة المعنية بتأمين هذا الحدث الكبير، ونشكر الله أن هذه الجمعية العامة والتي لأول مرة يتم انعقادها داخل مصر، والتي أشاد جميع الوفود من مختلف الدول بحفاوة الاستقبال من بداية وصولهم وحتى مغادرتهم مصر

وعن التنظيم الإعداد لمجلس كنائس الشرق الأوسط، قال بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، إن الإعداد للجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط جاء مبكرا منذ 6 أو 7 شهور، وقمنا بتجهيز فريق عمل للتنظيم والإعداد وقمنا بإعدادهم تدريبيًا لغويًا، بالإضافة إلى أنهم قاموا بتجيهز تام لكل كبيرة وصغيرة ومنتهى الدقة لانعقاد الجمعية العمومية بدير الأنبا بيشوي.

وأكد أنه كان هناك صعوبة فى الإتصالات مع المجلس لأن لبنان يعانى من ضعف الطاقة والكهرباء وعلى الرغم من ذلك تم التواصل تجاوزه والإعداد للجمعية العامة بشكل جيد.

 

المجلس يضم 10 دول

 مضيفا أن المجلس يضم عشر دول منهم قبرص بدأ قديما بالكنائس الإنجيلية ثم الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ثم الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية ثم مؤخرًا الكاثوليكية، موضحًا أن الكنيسة القبطية لارثوذكسية من ضمن العائلة الارثوذكسية الشرقية والتي تضم الأرمن والسريان الأرثوذكس، والذين يشتركون معها في نفس الإيمان والعقيدة، فتكون بأسلوب جميل أربع عائلات كل عائلة مجموعة من الكنائس ومن كل عائلة يتم اختيار رئيس لمدة أربع سنوات وكل عائلة بكيانها وتجمعنا المحبة، ولانتحدث عن الأختلافات فيما بيننا، وإعلان المحبة مهم جدا، بالإضافة إلى التعاون فيما بيننا لأن مجلس كنائس الشرق الأوسط يقوم بالتنسيق في المشروعات والمؤتمرات وبحث المشكلات

 

يساعد على الحوار المسيحي الإسلامي

 وأردف: مجلس كنائس الشرق الأوسط يساعد ويشجع الحوار الإسلامي المسيحى بإعتبار الشرق الأوسط يضم سنة وشيعة كما يضم أرثوذكس وكاثوليك فالحوار سمة مهمة فى الوجود الإنسانى، كما يسعى المجلس إلى العمل المسكونى والتى تعنى وحدة الكنائس والذي يعد من أولوياتها البعيدة وهي توحيد الإيمان فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي واحدة من أقدم الكنائس في العالم والذي لها دور مجتمعي كبير وبالتالي المجتمع المصريين يفتخرون أنهم مجلس الشرق الأوسط