النصاب ضد الطماع.. تفاصيل قضية مصطفى البنك مستريح أسوان

العدد الأسبوعي

مصطفى البنك مستريح
مصطفى البنك مستريح أسوان

احتلت قضية مصطفى البنك المعروف إعلاميا بـ«مستريح أسوان» مساحات كبيرة من حديث الشارع المصرى خلال الآونة الأخيرة، لا سيما بعد الإعلان عن حصية الأموال التى استولى عليها، سواء أكانت رسمية، أو غير ذلك، وما تبعها من أحداث مؤسفة.

على أرض الواقع، فقد الضحايا الذين ضاعت منهم «تحويشة» العمر، صوابهم، فقرروا الاعتداء على منزل المستريح وشركائه فى الجريمة، لتبدأ خيوط العصابة تتجمع، وتنكشف ملامحها رويدا رويدا، بداية من استعانة المتهم بالنصب، ببعض مشايخ الصوفية أو مريديهم من المشاهير لإضفاء صفة الأمانة والصدق والخوف من الله، ونصب الفخ للضحايا، ومنهم من أعلنها صراحة أن هناك خلية كبيرة متورط فيها عدد من أمناء الشرطة فى المحافظة ومن ورائهم أناس أكبر وأقوى.

تشابكت الخيوط لتكشف أن هناك كمية كبيرة من الأموال تم تهريبها فى وقت وزمن قياسى بإحدى المحافظات الحدودية، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه لتكهنات بوجود عصابات تهريب سلاح وراء عصابات «توظيف الأموال» المنتشرة فى محافظات الصعيد تحديدا.

بداية الخيط من أحد المتهمين المعاونين لمصطفى البنك، أو «مستريح أسوان»، والذى كشف أسماء أمناء ‏شرطة كان يتعامل معهم «المتهم الرئيسي» فى عمليات النصب لإيهام الأهالى بعلاقاته ‏ونفوذه بضباط وأفراد الأمن.

ولكن الأيام أبت إلا أن ينفضح أمر هذا المتهم، على رؤوس الأشهاد، وباتت الحقيقة واضحة أمام أعين الضحايا الذين قاموا بأحداث ‏شغب»، ما استدعى رفع ‏حالة الاستنفار القصوى من قبل قوات الأمن، خشيه تصاعد الأحداث أو وجود ‏عناصر إرهابية مندسة بين الضحايا.

وتمكنت قوات الأمن من فرض سيطرتها على القرى، وأمرت النيابة العامة بحبس ‏‏١٢متهمًا بتهمة تكدير السلم العام وإحداث تلفيات بمنشآت عامة.

‏ ‏الضحايا لم يقفوا عند هذا الحد بل طالب عدد منهم بمحاسبة المسؤولين بالإدارات المحليه بعد قيام ‏المستريح بتركيب ٣٠٠ عمود إنارة على المزرعة التى تم إنشاؤها على أرض أملاك ‏الدولة مخصصة لبناء مقابر لأهالى القرى بمركز ادفو، مما أوهم الضحايا ‏بأنه شخص ذو سلطة ونفوذ.

أرجع بعض الأهالى بالقرية عمليه حرق الأسعار التى لجأ إليها المستريح، إلى رغبته فى جمع سيولة مالية تساعده فى تجارة الأسلحة والمخدرات المهربة من الحدود الجنوبية ‏لمصر من جهة الطريق الغربى الواصل إلى توشكى والمتفرع منها ‏طرق على الحدود السودانية، وهى طرق كان يستغلها المستريح وأعوانه حسب قولهم ‏فى عمليات تهريب المواشى والجمال وبعض حمولات الأسلحة، وهى الطريقة التى ‏كان يقوم المستريح بتغطية خسائر البيع والشراء فى عمليات النصب من خلالها.

تلك المعلومات تفتح الباب على مصراعيه لانتشار ظاهرة المستريح خاصة فى محافظات الصعيد وفى قرى الوجه البحرى فى الفترات الأخيرة ووفقا للمحاضر والأرقام الرسمية.

وتعد محافظتا بنى سويف وقنا فى الصعيد هما الأشهر فى انتشار توظيف الأموال فخلال شهر واحد من العام ٢٠٢١، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط ٣ متهمين بالنصب فى بنى سويف جمع أحدهم ٢٠٠ مليون خلال ٧ أشهر فقط، وخلال العام الماضى ٧٠٪ من القضايا، تخطت حصيلتها ١٠٠ مليون جنيه، كلها فى الصعيد.

وتعتبر الجيزة، معقل نصابى توظيف الأموال، ففى بداية العام الماضى ألقى القبض على أحدهم بعد جمعه ٩ ملايين من الأهالى، وبعدها بأشهر قليلة قبض على آخر تمكن من جمع ٢٠٠ مليون ومنذ أيام القى قبض على مساعد البنك «الحصاوى» بحوزته سبائك ذهب.