كيف يُمكن القضاء على ظاهرة المستريح؟.. خبراء يجيبون

تقارير وحوارات

‏ظاهرة المستريح في
‏ظاهرة المستريح في مصر

‏إن ظاهرة المستريح ليست بالجديدة على المجتمع المصري، فهي نتاج لحالة الجشع والطمع لدى البعض وأصبحت من الطرق السهلة التي يستخدمها الناس لكسب المال، ‏وتنتشر ظاهرة المستريح نتيجة عدم الوعي والثقافة لدى من يقعون فريسة لهذه الظاهرة فمن السهل إغرائهم لرغبتهم فى الثراء السريع.

 

تحليل الدين لقضية المستريح

‏قال الدكتور "محمد سعيد" أستاذ الفقة والشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر، "تكررت وقائع النصب والاحتيال خلال الأونة الأخيرة فيقوم أشخاص بجمع المال من الآخرين مدعين أنهم سيوظفونها في مجال تجارة العقارات أو السيارات أو الذهب وسوف يحصلون على نسبة مالية عالية خلال أيام قليلة".

‏وأضاف الدكتور سعيد في تصريح خاص لـ "الفجر"، "هناك  بعض المستريحين بيستخدموا الدين مثلما سمعنا عن مستريح إدفو في أسوان، كان بيقول إنه هو ابن من أبناء السيدة زينب وطبعا حب آل البيت ده حاجة كبيرة في الثقافة المصرية فأصبح مصدر ثقة".

وأردف سعيد، "أن الإسلام دعا للعمل، والرسول الكريم قبَّل اليد التى تعمل، وقال إن «اليد التى تسعى وتشقى لا تمسها النار»، وهكذا علمنا ديننا أن الإسلام يعظم من شأن العمل، بل إن الأنبياء أنفسهم عملوا فى مختلف المجالات، والنبى محمد، صلّ الله عليه وسلم، حث على إتقان العمل والاجتهاد فيه، وقال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه»، وهذا هو العمل الذى يرضى الله ورسوله.

 

التحليل النفسي لزيادة ظاهرة المستريح

يقول  الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، "إن عمليات النصب المتكررة فى الفترة الأخيرة ترجع في المقام الأول لذكاء النصاب، ومعرفته بالطريقة الصحيحة التى يمكن أن يتعامل بها مع الشخص الطماع، وأبسط طريقة معتادة للاحتيال على البسطاء هى الحديث باسم الدين، ما يجعل الطماع فريسة سهلة.

وأضاف "فرويز" في تصريح أدلى به للفجر: "رغم توعية الحكومة المواطن وتحذيرها من عمليات النصب، فإن كثيرًا من المواطنين لا يزالون يقعون فى الفخ، خاصة أن الشخص الطماع يبحث عادة عن أسرع وأسهل طريقة للحصول على الأموال، لذا فالمستريح والطماع كلاهما وجهان لعملة واحدة، وتلك الظاهرة موجودة منذ قديم الأزل، لكن الشخص الطماع لا يفكر جيدًا قبل النصب عليه، ويثق بالنصاب سريعًا دون تفكير،  ولفت إلى أن كثيرًا من المواطنين لديهم هوس الثراء، ويميلون إلى الكسب السريع وخوض المغامرات بالمال، حتى إن كان العرض المقدم غير منطقى".

 


يقول الخبير النفسي محمد يوسف، ‏"الشخص المستريح يستطيع كسب ثقة الناس واخد أموالهم بعد تطوير نفسه بشكل كبير، فلا بأس إن خسر 20 أو 30 ألف جنيه ليحصل على ثقة الناس وبعدها يحصل على أموالهم وأموال من يسمعون عنه خاصًة وأن هذه الامور تنتشر بسهولة، وإن الشخص النصاب عادة ما يملك طرق مبهرة للاحتيال، وهو معرفته بأن الطماع ينظر دائمًا إلى كم المال الذى سيكسبه بغض النظر عن طريقة الكسب، لذا يستطيع المحتال أن يتلاعب بالعقول من خلال خطط ذكية لجذب الناس"..


وأوضح الخبير النفسي في تصريحه للفجر تفسير هذه الظاهرة ويقول، “الشخص المستريح بيستلم مني 200 ألف جنيه، وهو بيوعدني إنه بيديني الشهر الجاي 20 ألف جنيه مكسب ومن هنا تبدأ عملية الإغراء والطمع بالثروة”.

تحليل اقتصادي
تقول الدكتورة هنادي سلطان أستاذ علم الاقتصادي السياسي، ‏"إن ظاهرة المستريح ‏تنتشر بشكل كبير في المناطق الريفية والشعبية والأحياء الفقيرة، فهم أكثر ميلًا لهذه الأمور نتيجة عدم ثقتهم في البنوك، فيرى بعضهم أن أموال البنوك أموال حرام أو ما يسميه الإسلام بالربا". 
وفي تصريحها للفجر أكدت سلطان "أن بعض الحالات ‏لا يضعون أموالهم في البنوك خوفًا من الضرائب أو نتيجة الحصول على هذه الأموال بطرق غير شرعية من خلال تجارة الممنوعات والآثار والمخدرات وإذا كان هذا الشخص في وظيفة فهو يستخدم الرشوة والفساد بالإضافة لأفكار الريف وخوفهم من الحسد لذلك يقوم باستثمار هذه الأموال لدى المستريح بعيدًا عن أعين الحكومة". 
وأضافت "أنه وفقًا لبعض الإحصاءات الصادرة عن إدارة الأموال العامة التابعة لوزارة الداخلية المصرية، فقد بلغت حصيلة ما جمعه 25 محتالًا من المواطنين خلال الأعوام الماضية نحو 5 مليارات جنيه مصري". 
وطالبت الدكتورة هنادي سلطان الدولة المصرية بضرورة توفير محفزات للمنتجين والمصنعين ولجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، بإلاضافة لإلغاء ضرائب الأرباح الرأسمالية حيث تؤثر سلبًا على البورصة للقضاء على ظاهرة المستريح.