خبير يكشف أهمية وادي النطرون الدينية بعد افتتاح مسار العائلة المقدسة بها

أخبار مصر

دير بوادي النطرون
دير بوادي النطرون

رصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أهمية وادي النطرون باعتبارها المنطقة الثالثة التي عبرتها العائلة المقدسة بعد سيناء والدلتا ثم اتجهت إلى منطقة حصن بابليون "القاهرة حاليًا" ومنه إلى الصعيد وأصبح وادى النطرون بعدها من أهم مواقع التجمعات الرهبانية فى مصر وامتلأ بالأديرة والقلايا والمغارات الذى سكنها آلاف الرهبان وتضم المنطقة مياه كبريتية تشفي العديد من الأمراض وبه نبع ماء عذب أنبعه السيد المسيح وسط منطقة مشبعة بملح النطرون يطلق عليه نبع الحمراء على بعد 3 كم من دير البرموس.

جاء ذلك في ضوء افتتاح مسار العائلة المقدسة بوادي النطرون أمس 28 مايو بعد تطوير ورفع كفاءة المنطقة المحيطة به وفي ضوء احتفال مصر بذكرى دخول العائلة المقدسة أول يونيو. 

وأشار ريحان إلى أن مدينة وادي النطرون تقع في الجانب الغربي من محافظة البحيرة، شمال غرب القاهرة على بعد 106كم،   طول الوادى  50كم وعرضه 25كم، وأطلق علي مدينة وادي النطرون عدة مسميات كان أشهرها "سِخِت حِمات" وهي تسمية هيروغليفية تعني" حقل الملح"  لتوفر ملح النطرون في هذا المكان والذي كان يُستخدم في عمليات التحنيط عند المصري القديم، وقد اشتهرت في القرن الرابع الميلادي بـ" برية شيهات" وهي تسمية قبطية تعني ميزان القلوب لكونه محل عبادة ونسك وإصلاح السيرة، وأطلق عليه "الأسقيط" وهي تسمية قبطية تعني الناسك أو النساك، وعُرف أيضًا بـ " وادي هُبيب" وهى كلمة قبطية مكونة من مقطعين " ها" وتعني متعدد أو كثير، و" بيب" وتعني مغارات أي المكان المتعدد المغارات أو كثير المغارات والتي كان يتعبد فيها الرهبان
وينوه الدكتور ريحان إلى حياة القديس مكاريوس الكبير مؤسس أول تجمع رهباني بوادى النطرون حوالى سنة 330م والذى تجمع حوله الكثير ممن أرادوا حياة التجرد والنسك وأصبح هذا المكان سنة 356م مأهولًا بالرهبان، ومن أشهر قديسي تلك الفترة الذين تتلمذوا علي يدي أبو مقار القديسان مكسيموس ودوماديوس إبنا ملك الروم فالنتينوس (364-375م)، والقديس إيسيذورس والقديس الأنبا موسي والقديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاد ملوك روما والقديس الأنبا بفنوتيوس  أب شيهيت
ولفت إلى أديرة وادى النطرون ومنها دير الأنبا مقار الذى ينسب إلى الأنبا مقار الكبير تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبانية المسيحية، وقد ترهب مقار الكبير واعتكف بصحراء وادي النطرون وبدأ بإنشاء صومعته في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي وبدأ التجمع الرهباني بقلاية واحدة هي قلاية مقار الكبير نفسه، والتي كانت عبارة عن مغارة مسقوفة بالجريد والبردي، وتقع غرب الدير الحالي مكان دير البراموس ثم تجمع التلاميذ والمريدون حوله،  ويضم الدير قسمين متساويين بواسطة مجموعة من المباني، ويحد الجانبين الشرقي والشمالي لفناء الدير  صفان من القلالي وكنيسة الأنبا مقار، كذلك أقيم قصر الضيافة إلى الشرق مع صف حديث من القلالي، أما غرب الفناء فتوجد كنيسة التسعة وأربعين شهيدًا من شيوخ شيهيت، وبجانبها توجد حجرة أو قلاية تُعرف بقلاية الميرون، وكان يطبخ بها زيت الميرون قديمًا، وفي القسم الجنوبي من الدير يظهر الحصن وفى الغرب حجرة المائدة.
وتابع الدكتور ريحان بأن دير الأنبا بيشوى تأسس على يد الأنبا بيشوي الذى عاش خلال القرن الرابع الميلادي وبيشوي كلمة قبطية تعني سامي أو عالي، وقد تأسس هذا الدير علي يد الأنبا بيشوي الذى عاش خلال القرن الرابع الميلادي وكان الدير عبارة عن مجموعة من القلالي تحيط بالكنيسة ولم يكن له أسوار حيث أنشئت الأسوار الحالية في القرن التاسع الميلادي، ويتكون الدير من الحصن وخمسة كنائس هي كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية وكنيسة الأنبا بنيامين الثاني وكنيسة مار جرجس وكنيسة الشهيد أبو سخيرون وكنيسة الملاك ميخائيل بحصن الدير وقلالي مبنية منذ القرن التاسع الميلادى ومكتبة وبيت الضيافة الجديد
وأنشىء دير السريان أواخر القرن الخامس الميلادي واشتهر بإسم دير السريان بسبب سُكني بعض الرهبان القادمين من سوريا وبلاد المشرق داخل الدير بجانب الرهبان الأقباط في الفترة من القرن الثامن حتي القرن السادس عشر الميلادي، وقد تميزت منطقة وادي النطرون بقدوم مجموعات من جنسيات مختلفة بهدف التعرف علي أصول الحياة الرهبانية والرغبة في التلمذة علي يد الرهبان الأوائل، وكان الدير مكون من قلالي منفردة تتوسطها كنيسة الدير، وبدأت تتحول إلي مباني داخل أسوار مرتفعة وذلك منذ القرن التاسع الميلادي.
وعن دير البراموس يوضح الدكتور ريحان أن كلمة براموس مشتقة من الكلمة القبطية "بي روميئوس" والتي تعني الرومي أو باروميئوس والتي تعني الذي للروم نسبة للقديسين الروميين مكسيموس ودوماديوس إبنا ملك الروم فالنتينوس (364-375م) وهم من آباء القرن الرابع الميلادي، وقد أنشيء عام 340م علي يد الأنبا مكاريوس بعد أن ازدحمت برية شيهات بالنساك والمتوحدين، ويقع فى أقصى شمال غرب برية وادى النطرون والتى يطلق عليها بقعة أولاد الملوك ( مكسيموس ودوماديوس)  ويبعد عن مدينة الرست هاوس بحوالى12كم.
ويحوي الدير الأثري العديد من المباني حيث يشمل عدة كنائس وهي كنيسة العذراء الأثرية وكنيسة الأمير تادرس وكنيسة مارجرجس وكنيسة ماريوحنا المعمدان وكنيسة الملاك ميخائيل بالحصن كما يضم حصنًا والقلالي الأثرية وصهريج المياه والطاحونة والمكتبة ومنارتين علي الطراز البيزنطي