د. مصطفى ثابت يكتب: إدارة البيانات سبب خسارة البطولات

مقالات الرأي

الدكتور مصطفى ثابت
الدكتور مصطفى ثابت

إدارة النادي الأهلي في الفترة الأخيرة أصبحت إدارة بيانات، وعندما نجد أي حادث جديد، نجد أمامنا بيانا من إدارة النادي الأهلي و«كأنه لا يوجد أي مؤسسات يلجأوا إليها»، وجميعنا على علم أن هناك فسادًا في القارة الإفريقية ويستشري فيها من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها.  

إننا جميعًا نعلم، أن الاتحاد الإفريقي فاسد، وهناك أخطاء في إدارة الأهلي، وهذه الأخطاء بدأت بسبب الجماهير لأن الإدارة تبدع في «الشو الإعلامي فقط»، وتصدر بيانات تضلل الجماهير وتقول إن الكاف فاشل وفاسد، وإن فوزي الأخشع رئيس الاتحاد المغربي هو من يتحكم في الكاف، وهذا كلام لا يليق بمصر وعظمتها.

إن حقيقة ما حدث هو تقصير واضح من طرفين، وهما: اتحاد الكرة المصري لأنه لم يتقدم لاستضافة المباراة النهائية على الرغم من منافسة الأهلي والزمالك في هذه البطولة، واحتمال وصولهما كان وارد جدًا، أو وصول أحدهما، ثم من إدارة النادي الأهلي، والتي تعرف منذ عامين أن الفريق الأول يصعد للنهائي، ويعرفون جيدًا القواعد الجديدة، وهذه القواعد طُبقت العام الماضي، «يعني مش حاجة مفاجأة، فلما الاثنين فشلوا فكان إلزامًا على إدارة الأهلي أن تحاول رمي العبء خارجها، فبدأوا يضللون الجماهير ويتحدثون عن أن الاتحاد الإفريقي ظالم وهو من اختار المغرب».

في المقابل، فإن الاتحاد الإفريقي أخطأ بالطبع، بإعلان اختيار المغرب في وقت متأخر جدًا، بعد تحديد الأطراف في الدور قبل النهائي، وهذا كان ظلمًا واضحًا، وبينًّا، ولكن القواعد نفسها معلنة من قبل ذلك بكثير، ونحن كدولة مصرية لم نتقدم، لا اتحاد كرة ولا النادي الأهلي الذي لم يصدر بيانا ويرسله لاتحاد الكرة ويفوضه في التقدم بطلب استضافة لبنهائي، والطرفان مشاركان في الخطأ الجسيم.

أما ما حدث بعد ذلك فلم نعتد عليه من إدارة النادي الأهلي على مر التاريخ، فالأهلي «يلعب في أي  مكان ونصف بطولاته في الخارج»، وكان يجب على الإدارة أن تترك اللاعبين يركزون في المباراة، وتتعامل مع الأزمة بهدوء، ولكننا وجدنا من يلجأ لـ«الشو»، وينشر مقاطع فيديو مسربة لعضو مجلس إدارة وعضو مجلس النواب الكابتن حسام غالي، وهو يلقي ألفاظ خارجة للأمن المغربي وكأنها بطولة من البطولات العظيمة، رغم أنه مشهد لا يليق أبدًا بكابتن النادي الأهلي، وشخص في منصب رسمي لأنه عضو مجلس نواب معين وهذه ثغرة وسقطة كبيرة جدًا، ورغم كل ذلك فإن حصيلة كل الـ«شو» من جميع من سافروا على أنهم حماة الديار كانت «صفر».

أما في المباراة، فرأينا أكثر من 45 ألف مشجع من الوداد، وهذا منطقي وطبيعي، ولكن مسألة وضع مبررات للاعبين فإنه عندما يوجد المبرر يوجد الفشل، ولذلك فإن النتيجة كانت الفشل، وعلى إدارة الأهلي تدارك كل هذه الأخطاء، خاصة أن الأهلي واحد من أباطرة الكرة الأفريقية، ولديه 10 بطولات، وخسارة بطولة لن تؤثر كثيرًا أو تقلل منه، ونريد أن يستفيق الأهلي سريعًا، ونتوقف عن العناد.

وبالنسبة لموسيماني، فإن مستواه متناقص بشكل كبير جدًا، وهناك العديد من الأخطاء، فمثلا المهاجم الأول وكان يعتبر من هدافي إفريقيا كان على «الدكة»، وأحسن لاعب في الدوري المصري وهداف الدوري المصري حسام حسن «كرهته في الكرة ومبقاش بيلعب»، إضافة إلى مجموعة من اللاعبين انتهت صلاحيتهم على سبيل المثال محمد هاني الذي نعتبره ناشئًا حتى الآن رغم أنه وصل لسن٣٠ عامًا، وهناك لاعبين آخرين يعانون من كوارث في الأداء، ولم يتطوروا، ويجب على الأهلي إعادة حساباته مرة أخرى.

هناك إجراءات أخرى يمكن أن تُتخذ، ولكني أرى أن هناك تخاذلًا من الاتحاد المصري لكرة القدم، وموقفه ضعيف جدًا، وكنت اتمنى حضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة مع بعثة النادي الأهلي لضمان القليل من النزاهة، وضمانًا لسلامة البعثة المصرية سواء كانت من مجلس الإدارة أو اللاعيبين أو الجماهير التي سافرت لمساندة فريقهم، ولا أن يكون موجودًا في مصر يصدر في بيانات على صفحة الفيسبوك دون أي شيء ملموس على أرض الواقع.. هذه رسالتي، واللهم بلغت اللهم فاشهد، و«الأهلي مش عظيم عشان بيكسب الأهلي بيكسب عشان عظيم».