«الفجر» تكشف حقيقة هدم حدائق المنتزه وقصور الخديو بالإسكندرية

العدد الأسبوعي

المنتزه
المنتزه

إغلاق ٥ شواطئ.. والدخول بـ ٢٥ جنيهًا للفرد

 

يرجع تاريخ نشأة منطقة المنتزه وحدائقها بالإسكندرية إلى الخديو عباس حلمى الثانى، ويتجاوز عمرها ١٠٠ عام بقليل، وحسب ما يروى فقد أعجب الخديو بالمنطقة فقرر بناء قصر عليها وحدائق للتنزه أشرف عليها بنفسه أواخر القرن التاسع عشر، وخلال الأعوام الماضية تعرضت المنطقة لإهمال كبير دفع لإخضاعها حسبما رصدت كاميرا «الفجر» لعملية تطوير وتجميل تجرى على قدم وساق، وليس هدم وتشويه كما يروج نشطاء السبوبة وفلول جماعة الإخوان الهاربين.

تقع حدائق المنتزه على مساحة ٣٧٠ فدانًا، شرق الإسكندرية، ويستهدف مخطط تطويرها إعادتها لعصرها الذهبى، وتحويلها لمقصد سياحى عالمى، كونها تضم العديد من الأماكن التاريخية المهمة.

وتضم حدائق المنتزه غابة من أشجار النخيل العتيقة، وأحواض الزهور النادرة، والتى يجرى حاليًا رعايتها وتطويرها، وكذلك تعزيز الحدائق بأنواع نادرة من النباتات والأشجار الموفرة للمياه، والتى سيتم ريها بأنظمة رى حديثة تعمل بالطاقة النظيفة للحفاظ على البيئة، ولحدائق المنتزه ٥ شواطئ، هى: عايدة، وكليوباترا، وفينيسيا، وسميراميس، بالإضافة لشاطئ خاص بفندق فلسطين.

ورغم عمليات التجديد لا زالت المنطقة مفتوحة للزيارة، بسعر ٢٥ جنيهًا للفرد، وكل ما يبلغك به الموظف عند دخولك أن هناك أماكن مغلقة يتم فيها أعمال تطوير وتجميل، كما يبلغك بأن منطقة الشواطئ مغلقة لذات السبب.

من بين أعمال التطوير التى يشملها المشروع، إنشاء جزيرة شاى ومارينا يخوت عالمى، بالإضافة إلى تطوير الحدائق الملكية والمبانى الأثرية وفندق فلسطين، مع زيادة عدد الغرف، وأيضًا تطوير فندق قصر السلاملك وزيادة عدد الغرف، وتطوير منتجع بالما، كما يشمل المشروع إنشاء الحديقة الاستوائية، وإنشاء حديقة معلقة، وتطوير الصوبة الملكية، وإنشاء نادى رياضى، وإنشاء كورنيش مفتوح، وتطوير وإنشاء ٦٥٠ كابينة على شاطئ عايدة ونفرتيتى ونفرتارى.

وتشتهر منطقة حدائق وقصر وشواطئ المنتزه أيضًا بوجود قصر السلاملك المقرر الاستفادة منه فى الاستخدام الفندقى، ليضم إلى جانب الغرف الفندقية قاعة للمؤتمرات، ولقصر السلاملك قصة فهو يعنى باللغة التركية مكان الاستجمام والراحة، هو أول قصر أنشئ بحدائق المنتزه، وبناه الخديو عباس حلمى وسط الغابات على الطراز النمساوى الذى كان سائدًا آنذاك فى القرن التاسع عشر، وصُمم القصر من ثلاثة طوابق، خصص الطابق الأرضى منه مكتب للخديو وقاعات للاستقبال والطعام، وطابقين حجرات نوم ومعيشة خاصة بالأسرة المالكة آنذاك، وبعد فترة قصيرة أقام الخديو مسكنًا للحريم، كان عبارة عن فيللا من طابق واحد.

تضم المنطقة أيضًا قصر الحرملك الفاخر، الذى بناه الملك فؤاد على غرار القصور الملكية الإيطالية، وعهد الملك فؤاد ببنائه وتنسيق الموقع حوله إلى الإيطالى «أرنسـتو فيروتشى بك»، مهندس القصور الملكية حينذاك.

وللقصر رواية شهيرة يسردها الروائى السكندرى اليونانى الأصل «هارى تزالاس» فى كتابه «وداعًا الإسكندرية»، رواها له أحد بائعى الكتب القديمة بالعطارين، وتقول الرواية إن عرافة شهيرة تنبأت للملك فؤاد بمستقبل حافل ومُلك مزدهر، وطلبت منه أن يحافظ على أول حرف فى اسمه حرف «الفاء»، بإطلاقه على أولاده وذريتهم من بعده، فأمر الملك بتزيين أجزاء مختلفة من القصر بحرف الفاء، وأيضًا أعلى البوابات، وأطلق أسماء تبدأ بحرف الفاء على جميع أولاده «فوزية وفايزة وفتحية» بالإضافة إلى ولى العهد فاروق، ثم تابع الملك فاروق استخدام حرف الفاء فى تسمية زوجته الملكة فريدة ثم الأميرات «فوزية وفريال وفايدة»، حتى تزوج من ناريمان، وأنجب منها الأمير أحمد فؤاد.

ولأول مرة بعد عشرات السنين يتمكن المصريون من دخول كشك الشاى بقصر المنتزه، والذى يضم العديد من التحف والتماثيل الفنية النادرة، ويشاهد المصريون أيضًا خزان المياه الضخم، وكشك الموسيقى، وبرج الساعة، وكلها تحف لم تكن متاحة بسبب الإهمال الشديد.